مختار العبيدى شعلة نشاط على كرسى متحرك.. موظف نشيط وأيقونة ذوى الاحتياجات الخاصة فى جامعة الفيوم.. ويؤكد: أستعد لمناقشة رسالة الماجستير.. وأعزز ثقتى فى نفسى بإلغاء فكرة احتياجى للآخرين.. والدولة تهتم بنا وتدعمنا
يعرف عنه نشاطه الدائم بجامعة الفيوم، وشغفه بإقامة الندوات والمؤتمرات والدورات التدريبية فى مجال الإعلام، ينسى الجميع أنه يفعل كل هذا على كرسى متحرك، بسبب نشاطه للدرجة التى تجعله ينسى إعاقته ويرفض أن ينظر له أحد على أن هناك شيئا ما ينقصه.
مختار سالم محمد حسن، الشهير بـ"مختار العبيدى" يقيم بإحدى قرى مركز طامية بمحافظة الفيوم، ويعمل بجامعة الفيوم، وكان يعمل بمركز ذوى الاحتياجات الخاصة، ثم المركز الإعلامى بالجامعة، وحاليا بالعلاقات العامة، ويستعد لمناقشة رسالة الماجستير فى علم البيولوجيا.
وتحول "مختار" إلى أيقونة لذوى الاحتياجات الخاصة من طلاب الجامعة، يستشيرونه فى أمورهم ويحصلون منه على طاقة إيجابية تدفعهم لتحدى الصعوبات واستكمال دراستهم والمشاركة فى الأنشطة المختلفة بالجامعة.
يقول "مختار" لـ"اليوم السابع"، إنه ولد دون إعاقة، ولكن خطأ طبيا فى السنة الأولى من عمره تسبب فى إعاقته، وعندما وصل لسن 6 سنوات التحق بالتعليم، ولم يكن لديه إحساس أنه معاق، وكان مجتهدا ومعروفا عنه تفوقه، ولكن بدخوله المرحلة الإعدادية ومرحلة المراهقة حدثت له مضايقات من إعاقته، ولم يكن لديه التقبل الكامل لهذه الإعاقة ويقارن نفسه دوما بزملائه.
مختار العبيدى
وأضاف "مختار"، أنه عندما وصل للثانوية العامة والجامعة بدأ فى تخطى هذه المرحلة وإقناع نفسه أنه لا ينقصه شىء، ووضع أمامه هدفا والتحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب وكان يحب أن يلتحق بكلية الإعلام، ولكن مجموعه بالثانوية العامة لم يمكنه من ذلك، فاختار قسم الفلسفة بكلية الآداب وتفوق به وحصل على ترتيب الأول على قسمه على مدار 3 سنوات، وتخرج بترتيب الثانى على القسم، وحصل على وظيفة بالجامعة، نظرا لأنه من أوائل الجامعة، لافتا إلى أن الكارثة الأكبر التى تصيب المعاق هى أن يعتمد على الآخرين، مؤكدا: وهى الفكرة التى أقلل منها دوما فى حياتى، وأحاول دائما أن ألغى فكرة احتياجى للآخرين واعتمادى عليهم وأثبت لنفسى ذلك لتعزيز ثقتى فى نفسى أننى إنسان طبيعى، وهو ما أطالب به جميع أولياء الأمور الذين لديهم أطفال معاقين بأن يعززوا ثقتهم بأنفسهم ويبحثوا عن مواهبهم ويقوموا بتنميتها.
وعن نظرة المجتمع للمعاقين، أكد "مختار" أنها أكبر ما يزعجه فى حياته، فهو لا يشعر أنه ينقصه شىء، وطالب بتغيير هذه النظرة وتوعية الناس بذلك، مشيرا إلى أنه وجميع ذوى الإعاقة يلمسون توجه الدولة بالاهتمام بذوى الإعاقة ودعمهم.
وطالب "مختار"، بعمل ندوات بالمدارس وتوعية الأجيال القادمة بأن ذوى الإعاقة يستطيع التعايش، وليس هناك مجال للشفقة، ويمكننا مد يد العون دون إحساس الشفقة.
ولفت "مختار"، إلى أن له دورا نحو طلاب جامعة الفيوم، خاصة من ذوى الإعاقة، وهو ما يجعله يقترب منهم دوما ويستمع إلى مشكلاتهم، خاصة ما يتعلق بحالتهم النفسية ونظرتهم لأنفسهم ولإعاقتهم ويتفهم ذلك ويخلق لديهم روح الإصرار والتحدى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة