قصص المكافحات نحو الرزق ولقمة العيش لا تنتهى، ولم ييأسن يوما ويحاولن الوصول لما يحلمن به، متحديات الصعاب والظروف.
بطلة قصتنا اليوم كافحت وعملت منذ صغرها، وطوال 30 عامًا تعمل وتنتقل من محافظة لأخرى تمتهن عددًا من المهن آخرها سائقة على سيارة نصف نقل "جانبو" فهذا تحد آخر تقدمه لنا سيدة مصرية أصيلة.
فايزة عبده حسن حلوسة 41 عاما، سائقة سيارة جامبو، من قرية القصابى التابعة لمركز سيدى سالم بكفر الشيخ، نشأت فى أسرة فقيرة مكونة من 9 أفراد الأب والأم، و6 بنات وولد واحد، تحملت المسئولية وخرجت للعمل وكان عمرها 11 عامًا عندما كان والدها رحمه الله على قيد الحياة، وأصبحت حياة الأسرة بدون عائل فبدأت البنات الـ6 التفكير فى عمل لهن ومعهن شقيقهن.
وقالت فايزة لـ"اليوم السابع"، إنها خرجت للعمل لدى أصحاب الأراضى، ولأن العمل فى الأراضى ليس يوميا، اضطرت وهى صاحبة الـ11 عاماً وكذلك شقيقتها الكبرى "فكيهة"، الخروج للعمل، فعملت فى مهن متعددة منها، كعاملة يومية فى الزراعات لجنى القطن وشتل الأرز، وفى مصنع للطوب، حيث تنقل الطوب فوق رأسها وتُحمله على السيارات، وفى المعمار تحمل مونة الأسمنت وتصعد بها السقالات، كما عملت كمساعدة فى بناء المنازل، وبدأت شقيقتها "فكيهة" تعمل كرئيسة أنفار فى المعمار، وبدأت أعمال شقيقتها تتوسع حتى عملت فى صب خراسانات الضغط العالى.
وأضافت فايزة، أنها لم تجلس مثل غيرها من الفتيات والبنات فى قريتها، بل تنقلت من محافظة لأخرى للعمل فى صب خراسانات الضغط العالى، فعملت فى محافظة جنوب سيناء لمدة عامين فى نوبيع وطابا، كما عملت فى محافظتى بنى سويف وقنا فى شركات الكهرباء، ثم توجهت للعمل بالقاهرة .
وأكدت فايزة، أنها تعرضت لمواقف متعددة تعلمت منها الكثير، حيث سخر منها أحد الأشخاص لعدم معرفتها القراءة والكتابة، فأصرت على التعليم، وحصلت على شهادة محو الأمية، ثم توجهت بعدها للعمل بأحد مصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وبوادى النطرون، وكانت تحمل الطوب على رأسها، وهناك تعرفت على "عبد الناصر"، فعملت عنده "تباعة" على سيارته، وتعلمت قيادة السيارات، فكانت تقود السيارات الجامبو فى مصنع الطوب، وكانت تنتقل بين قرى محافظة البحيرة وعدد من أحياء الإسكندرية.
وتابعت فايزة، أنها قررت استخراج رخصة قيادة، فتوجهت لمرور كفر الشيخ، ولأنها تجيد القيادة حصلت على الرخصة من أول مرة بعد أن اجتازت اختبارات القيادة على سيارة ربع نقل، وبعدها بدأت تعمل على سيارات بعض الأهالى بوادى النطرون، وتنتقل بين القرى، وبعدها وفرت شقيقتها الكبرى لها سيارة نصف نقل تمكنت من شرائها بالتقسيط، وظلت تقود الجرارات والسيارات لمدة 12 عاماً، واستبدلت رخصة الدرجة الثالثة بالدرجة الثانية بعد 3 سنوات من استخراج الرخصة الثالثة.
وأضافت فايزة، أنها تواظب على عملها بوادى النطرون وبمصانع الطوب بطريق مصر الإسكندرية الصحراوى، فتتوجه إلى هناك يوم السبت من كل أسبوع، وتعود لقريتها الأربعاء، وأحياناً تستمر فى عملها هناك لمدة شهر أو أقل، ولا تعود لأسرتها بالقرية إلا بعد الانتهاء من عملها، مؤكدة أنها تجيد تصليح السيارة إذا تعطلت وتعرف كل أجزائها.
وأكدت فايزة، أن عملها يبدأ من الساعة 3 فجرًا وتستمر فى عملها للساعة الرابعة عصرًا، وتنقل الطوب لقرى البحيرة، وشمال التحرير والعامرية والإسكندرية ومدينة السادات، مضيفة أنها ترى علامات الاستغراب على وجوه الأهالى، ومنهم من يقول: "أنتى سايبة نفسك كده ليه وتبهدلى نفسك فى الشغل"، قائلة: "لو سمعت كلام الناس مش هاكل عيش، احنا على الله، وكل حياتنا شغلنا فقط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة