فى أحد الأيام الدافئة فى شهر يوليو من عام 1860، وصلت سفينة تدعى كلوتيلدا، على متنها الكابتن ويليام فوستر و110 من العبيد الأفارقة، إلى خليج موبايل، ألاباما بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت كلوتيلدا آخر سفينة عبيد أمريكية معروفة تنقل الأسرى من إفريقيا إلى الولايات المتحدة. من بين أكثر من مائة من الأفارقة المستعبدين، كان هناك أيضًا كودجو Cudjo، والذى يشار إليه أحيانًا باسم Kazoola أو Kossula آخر ناجٍ معروف فى تجارة الرقيق فى المحيط الأطلسى بين إفريقيا والولايات المتحدة.
صورة توضيحية لرحلة كلوتيلدا
ولد كودجو لويس، حوالى عام 1840 فى قبيلة اليوروبا، فى منطقة بانت، التى تنتمى اليوم إلى دولة بنين فى غرب إفريقيا. كان اسم والده أولوى وأمه فوندلولو. ولدى كودجو خمسة أشقاء وإثنى عشر أخوة غير شقيقين، وهم أبناء زوجتى أبيه الآخرين.
خليج موبايل ألاباما
فى ربيع عام 1860، عندما كان كودجو يبلغ من العمر 19 عامًا فقط، تم أسره على يد جيش مملكة داهومى. بعد أن قبضت عليه قبيلة داهوميان، تم نقل كودجو إلى الساحل. هناك، تم بيعه هو وأكثر من مائة رجل وامرأة أخرى، وتم شحنهم على كلوتيلدا آخر سفينة للرقيق تصل إلى شواطئ الولايات المتحدة.
كودجو لويس مع أطفاله
تم نقل الأسرى إلى خليج موبايل، ألاباما. فى ذلك الوقت لم تكن تجارة الرقيق الدولية قانونية منذ أكثر من 50 عامًا. إلى جانب العديد من الدول الأوروبية، كانت الولايات المتحدة قد حظرت هذه الممارسة فى عام 1807، ولكن رحلة كودجو لويس تثبت كيف تجاهل تجار الرقيق القانون لمواصلة الاستمرار فى تجارة العبيد.
ولكى يتجنب تجار العبيد أو الرقيق اكتشاف السلطات لهم، قام خاطفو العبيد بتسريبهم إلى ألاباما فى ساعات الظلام وجعلهم يختبئون فى المستنقع لعدة أيام. للتخلص من أى دليل قاطع، وأشعلوا النار سفينة كلوتيلدا البالغ طولها 86 قدمًا على ضفاف دلتا موبايل تينساو. ويُعتقد أن رفات السفينة قد تم الكشف عنها فى يناير 2018.
zora neale hurston slave ship clotilda survivor cudjo lewis
هذه التفاصيل، التى يرويها كودجو لويس، لم يكن للعالم أن يعرفها لولا عالمة الأنثروبولوجيا المعروفة، زورا نيل هيرستون، التى التقت به بعد 70 عاما على إلغاء الرق فى الثانى من ديسمبر 1949، وقدمتها فى كتاب بعنوان "باراكون: قصة آخر "بضائع سوداء"، وذلك بعدما التقت به، ونشر الكتاب فى مايو 2018.
زورا نيل هيرستون
فى هذا كتاب Barracoon: The Story of the Last Black Cargo، اكتشفت زورا نيل هيرستون اكتشافًا مدهشًا، بعد 70 عاما على إلغاء الرق، حينما وجدت آخر ناج على قيد الحياة - كودجو - لآخر سفينة من الرقيق تنقل العبيد الأفارقة إلى الولايات المتحدة.
Barracoon The Story of the Last Black Cargo
كودجو لويس نصب تذكارى
كودجو لويس
مضت زورا نيل هيرستون، فى إجراء مقابلات عديدة مع كودجو لويس، واتسمت هذه الحوارات بالمثيرة للجدل، بين عالمة الأنثرولوجيا، وآخر ناج من سفن العبيد، تمثلت فى اللغة المستخدمة فى الكتاب، بين رغبة كودجو فى أن تكون متاشية مع السياق العام الحالى للغة، ورفض "زورا" لذلك، حتى أن بعض المفكرين الأمريكيين السود اعتقدوا أن استخدام اللغة العامية يكون مادة خصبة لرسامى الكاريكاتير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة