الأزمة السورية تراوح مكانها فى الذكرى الثامنة للثورة.. الحراك السلمى يتحول لصراع طائفى بين السوريين.. تركيا تحتل مدينة عفرين وترتكب جرائم ضد الإنسانية .. إحصائية: أنقرة قتلت 717 سوريا واعتقلت 5 آلاف آخرين

الثلاثاء، 19 مارس 2019 01:30 م
الأزمة السورية تراوح مكانها فى الذكرى الثامنة للثورة.. الحراك السلمى يتحول لصراع طائفى بين السوريين.. تركيا تحتل مدينة عفرين وترتكب جرائم ضد الإنسانية .. إحصائية: أنقرة قتلت 717 سوريا واعتقلت 5 آلاف آخرين أردوغان وقوات سوريا الديمقراطية
كتب ـ أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دخلت الأزمة السورية عامها التاسع دون التوصل لحل سياسى يرضى الأطراف والفرقاء المتنازعين فى البلاد، وذلك بعد الحرب الأهلية التى عصفت بالبلاد بسبب رغبة المعارضة السورية فى إسقاط حكومة دمشق التى بدورها رفضت الانصياع لتلك الرغبات، وعكفت خلال الأعوام الأخيرة على إحكام سيطرتها على المدن السورية ودحر المعارضة المسلحة، فضلا عن مواصلة حربها ضد الجماعات المتطرفة التى تسللت إلى البلاد منذ تحول الحراك السلمى إلى نزاع مسلح.

ورغم مرور 8 سنوات على اندلاع الثورة السورية، إلا أن الواضح عدم وجود أفق سياسى لحل الأزمة، وتحولت الثورة السورية التى اندلعت فى البلاد مارس 2011 التى رفعت شعارات ثورة حرية وكرامة بشكل دراماتيكى إلى تمرد غلب عليه الطابع الدينى الطائفى، بل وصلت إلى حد قام هؤلاء الذين كانوا يدعون إلى الحرية والكرامة بارتكاب جرائم أكثر بشاعة ابتداءً بريف دمشق وصولاً إلى شمال سوريا مروراً بجرائمها فى مدينة عفرين التى تمتاز بوجود غالبية كردية بها.

 

وكشف مركز توثيق الانتهاكات فى شمال سوريا عن الانتهاكات التى وقعت فى الشمال السورى منذ شهر مارس 2018 وحتى فبراير الماضى، مؤكدا ارتكاب الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا وبمشاركة الجيش التركى لجرائم وانتهاكات على مختلف الصعد حيث قامت بقتل 717  مدنيا سواء من سكان عفرين الأصليين أو المستوطنين الذين تم تسفيرهم إلى شمال سوريا، من بينها 18 حالة قتل تحت التعذيب.كما وصلت حالات الاعتقال على يد الفصائل ذاتها وبمشاركة الجيش التركى إلى 4680 حالة تضمنت توثيق 580 حالة تعرضت للتعذيب.

ولم تكتف الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا بالاعتقال والتعذيب بل قامت بخطف مواطنين مدنيين لتطالب أهاليهم بفديات مالية مقابل إطلاق سراحهم، حيث وثق مركز توثيق الانتهاكات فى شمال سوريا 326 حالة خطف، كما تم تسجيل إصابة 1088 شخصا بجروح مختلفة نتيجة مداهمة المنازل أو شظايا المتفجرات أو نتيجة تعرضهم للضرب من قبل المسلحين، كما قامت قوات الجيش التركى الذى يدعم هذه الفصائل الإسلامية المتطرفة بـ 1051 عملية قصف جوى لمؤازرة هذه الفصائل و34 حالة قصف مدفعى بالهاون على قرى آهلة بالسكان.

وكثير ما نشبت بين تلك الفصائل اشتباكات واقتتال من أجل توسيع مناطق سيطرتها والاستحواذ على ممتلكات الأهالى، وفي هذا الاطار تم تسجيل 101 حالة اقتتال بين الفصائل نفسها، كما وقع كثير من الضحايا المدنيين نتيجة هذه الاشتباكات، لأن أغلبها كانت تحدث داخل المدن المكتظة بالمدنيين، كما كان للجيش التركى الداعم لهذه الفصائل حصته من هذه الجرائم حيث تم تسجيل 427 حالة قتل وإصابة لاجئ سورى على الحدود مع تركيا أثناء محاولتهم الفرار من جحيم الحرب الدائرة في سوريا، بينهم 78 طفلا دون سن 18 عاما، و52 امرأة، كما ارتفع عدد الإصابات بطلق نارى أو اعتداء إلى 331 شخصا.

واستولت الفصائل السورية المسلحة الممولة من تركيا على أملاك المدنيين فى مناطق الشمال السورى، وتم توثيق 1291 حالة لمصادرة الملكيات الخاصة من منزل وغيرها وتحويل بعضهم إلى سجون أو مراكز عسكرية أو مسجد، كما وجرى توثيق 60 حالة حرق متعمد لممتلكات الأهالى (المنازل والمحلات وبساتين)، وتوثيق هدم 53 منزلا، ولم تسلم منهم حتى القبور حيث قاموا بجرف 1250 قبرا، كما قاموا بتحويل 50 مرفقاً عاماً من مدارس ومراكز تعليمية وخدمية إلى مقرات عسكرية.

وفى الذكرى الأولى لاحتلال تركيا والفصائل المسلحة التى تدعمها أنقرة لمدينة عفرين السورية، أكدت قوى وأحزاب كردية تصميمها على الاستمرار فى النضال لاستعادتها من المحتلين.

 

وفي هذا الاطار، أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية فى عفرين بياناً أوضحت فيه إصرارها على الاستمرار بمقاومة الاحتلال التركى أكثر من أى وقت مضى والانتقال إلى مرحلة الحرب الشعبية بتوحيد الجهود وتوحيد الصف الكردى جنباً إلى جنب مع كافة المكونات الأخرى.

بدوره ربط مجلس سوريا الديمقراطى عملية السلام والتسوية فى سوريا بخروج تركيا من سوريا وتحرير عفرين، مؤكدا انه لا يمكن الحديث عن حل الأزمة السورية وبداية العهد السورى الجديد بدون تحقيق ذلك.

 

ويعتبر مجلس سوريا الديمقراطية الذى يضم كبرى الأحزاب والتيارات العربية والكردية والسريانية فى شمال سوريا واجهة سياسية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولى ضد داعش.

بدورها أشارت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا فى بيان لها أن ممارسات تركيا فى عفرين وعموم سوريا والمنطقة تعيد إلى الأذهان الممارسات التى تمت إبان الحقبة العثمانية، كذلك تساند كل التوجهات وحالات الإبادة التى تعرضت لها الشعوب، ومناشدة الرأى العام العالمى وعموم أبناء الشعب السورى فى الداخل والخارج بالاستمرار في مساندة قضية عفرين وفضح ممارسات أنقرة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة