تلاحق الهزائم المتكررة ميليشيات حكومة فايز السراج والمدعومة من تنظيم الحمدين، ويبدو أن التدخل القطرى فى ليبيا بدأت تلاحقه اللعنات، إذ وضع الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى يده على أكثر من ثلثى المناطق الليبية، ما يعزز موقفه العسكرى والسياسى، وفقا لقطريليكس المحسوبة على المعارضة القطرية.
وصحيفة الجارديان البريطانية كشفت فى تقرير لها، عن اقتراب الميليشيات القطرية فى ليبيا من السقوط، وفشل محاولات تميم العار لتوحيد صفوف أتابعه.
وذكرت الصحيفة أن عملية عسكرية كبيرة فى الجنوب من جانب قائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر زادت من تصاعد قوته وتأثيره، وربما تمكنه بدعم دولى من إملاء شروط التسوية السياسية الليبية المستقبلية، بما فى ذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
قطريليكس
وعزز حفتر موقفه على الأرض فى ليبيا، من خلال هجوم ناجح فى جنوب غربى البلاد الذى يغيب عنه القانون فى كثير من الأحيان، حيث كانت تعيث فيه ميليشيات نظام الحمدين فسادا، ويقول بعض المراقبين إنه فى وضع أفضل لإملاء الشروط على منافسه فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى المعترف بها فى طرابلس.
الصحيفة البريطانية أشارت إلى أنه بدخول قوات الجيش الوطنى منطقة فزان، أصبحت لحفتر السيطرة على ثلثى البلاد ومعظم المعابر الحدودية والعديد من المنشآت النفطية الرئيسية، بما فى ذلك حقول النفط الكبيرة فى حوض مرزوق، ما يشكل تعجيزا قويا للتحركات القطرية والتركية فى ليبيا.
وأعادت "الجارديان" التذكير باللقاء الذى جمع بين حفتر والسراج فى أبو ظبى يوم 27 فبراير الماضي، مشيرة إلى أنهما قد يجتمعان مرة أخرى فى الأسبوع المقبل فى محاولة تبدو وكأنها محاولة جديدة لكسر الحرب التى دامت ثمانى سنوات تقريبا والتى تركت البلد فريسة للمتاجرين بالبشر والميليشيات كنظامى الحمدين وتركيا، وكان للوضع فى ليبيا تداعيات هائلة على سياسات الهجرة فى أوروبا.
ولم يؤد اجتماع فبراير - الذى حضره ممثل عن بعثة الأمم المتحدة الخاصة - سوى إلى التزام عام مبهم بإجراء انتخابات ديمقراطية هذا العام، ولكن لم يتم تحديد موعد لذلك، كما أدى إلى رفع توقف إنتاج النفط فى حقل الشرارة النفطى أكبر حقل فى ليبيا.
وقال السراج عقب الاجتماع حينها إنه اتفق مع حفتر على إجراء انتخابات هذا العام والعمل باتجاه تسوية مدنية، حيث سبق أن تم التعهد بالمثل فى الصيف الماضى لإجراء انتخابات بحلول ديسمبر الماضي، لكن الموعد النهائى لم يتم الوفاء به ويرجع ذلك جزئيا إلى الخلافات حول تسلسل الانتخابات بما فى ذلك إجراء استفتاء على الدستور.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى علامة على قلقه الخاص فى نهاية الأحداث أحال السراج رئيس هيئة الأركان السابق عبد الرحمن الطويل إلى التقاعد وأنهى خدمته العسكرية، مشيرة إلى أن إقالته تمت بعد أن بدا مرحبًا بانتصارات حفتر فى فزان.
كما نقلت الصحيفة تصريحات السفير البريطانى السابق لدى ليبيا بيتر ميليت، والذى أكد أن اجتماع أبو ظبى بين السراج وحفتر ينبغى أن يُنظر إليه على أنه جزء من جهود غسان سلامة لإعادة إحياء العملية السياسية فى ليبيا، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطنى الذى اقترحه المبعوث الأممى ما زال هو الخيار الوحيد المتاح.
وأوضح ميليت أن انتقال حفتر إلى الجنوب يعنى أنه يسيطر الآن على معظم حقول النفط البرية الليبية، مضيفا "يجب أن يكون جزءًا من الحل، لكنه يجب أن يخضع للرقابة المدنية، إذا أراد أن يكون رئيسا فعليه الترشح كمدني، لكن ليس هناك سابقة ولا أساس دستورى للانتخابات الرئاسية".
وأضاف الدبلوماسى البريطانى "يجب أن تتحلى انتخابات هذا العام بالاستعدادات الأمنية والتشريعية والدستورية الضرورية، ويجب أن تضمن توحيد المؤسسات السياسية والاقتصادية والأمنية الليبية، وهذا يتطلب استعدادات دقيقة ومفصلة، وسلامة هو أفضل شخص للقيام بهذه المهمة".
واعتبر أن الذين يعارضون خطط غسان سلامة إما أنهم يحملون أجندات شخصية أو يحاولون الحفاظ على الوضع الراهن من أجل غاياتهم الأنانية، مبينا أن المؤتمر الوطنى المقترح يجب أن يمضى قدما وأن ينتج خريطة طريق سياسية واقتصادية وأمنية وطنية حقيقية يخدم الشعب الليبى كافة وليس فصيلا معينا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية "يبدو أن اجتماع أبو ظبى أدى إلى اتفاق على المدى القصير على أن مصطفى صنع االله - رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الليبى - يمكن أن ينهى الإغلاق الذى فرضته المؤسسة على نفسها والذى يعرف أيضا بالقوة القاهرة فى حقل الشرارة الليبى الذى تصل قوته الإنتاجية إلى 300 ألف برميل من الخام يوميا".
وأشارت إلى أن سيطرة ميليشيات الحمدين فى الجنوب الليبى على حقل الشرارة النفطي، تسبب فى ضياع ما مجموعه 1.8 مليار دولار -1.4 مليار جنيه استرليني- من العائدات.
ومع اقتراب الميليشيات القطرية فى ليبيا من السقوط، وفشل محاولات تميم العار لتوحيد صفوف أتابعه فى طرابلس، لجأت أبواق الحمدين إلى حرب الشائعات والأكاذيب لتفادى انهيار آخر أوكاره.
هزائم الحمدين فى ليبيا
ففى الوقت الذى أكد فيه الناطق باسم الجيش الليبى أحمد المسماري، أن قوات الجيش الوطنى لم تحسم قرار دخول العاصمة طرابلس، روجت وسائل إعلام قطرية وأخرى محلية مرتبطة بجماعة "الإخوان" تقارير عن خطة لقوات حفتر لدخول العاصمة طرابلس.
وكان الجيش الوطنى الليبى أطلق فى يناير الماضي، "عملية الجنوب" التى استطاع من خلالها استعادة السيطرة على حقل الشرارة، الذى يعد الأكبر فى البلاد والواقع فى عمق صحراء جنوب ليبيا، فضلا عن تحرير مدينة سبها.
ويتمركز الجيش الوطنى الذى يقوده الجنرال خليفة حفتر فى شرق البلاد، وتمكن من استعادة السيطرة على غالبية المناطق الليبية التى تشهد فوضى وانتشار تنظيمات مثل "القاعدة" و"داعش" والعصابات العابرة للحدود التى تعمل فى أنشطة التهريب والاتجار بالبشر وأنشطة الهجرة غير الشرعية، وكانت آخر هذه الحملات فى جنوب البلاد الذى أعلن الجيش السيطرة عليه بالكامل الأسبوع الماضي.
وواصل تنظيم الحمدين استماتته فى الدفاع عن آخر معاقله فى ليبيا، بعدما أمر ميليشياته المتمركزة فى العاصمة بدعم حكومة الإخوانى فايز السراج، كما حاول فرض سيطرته ببث الخوف بين الليبيين من خلال العمليات الإرهابية، لكن أبناء العاصمة الليبية وجهوا صفعة أخرست أبواق الفتنة القطرية، بعدما خرجوا لتأييد المشير خليفة حفتر فى خطواته للتخلص من شياطين قطر.
وتزامنا مع هذه الشائعات، أثارت الزيارات المتكررة لقيادات تنظيم الإخوان فى ليبيا إلى قطر وتركيا، خلال الفترة الأخيرة، مخاوف جدية من مخطط قطرى تركى لإرباك المشهد السياسى الليبى وتغذية الصراعات، بهدف إجهاض الحلول السياسية وتعطيل الانتخابات المرتقبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة