يواجه مسلمو الغرب هجمة شرسة كان حصيلتها ما يربو على الـ 35 حادث اعتداء مروع خلال الفترة من 2011 حتى 2019 أى خلال 8 سنوات فقط، ومازال نزيف الدماء مستمرا دون أحكام قضائية رادعة فى بلاد تناشد دائما بحرية المعتقد وتحقيق العدالة.. فمع اقتراب الذكرى السنوية لمقتل مروة الشربينى طعنا بالسكين عام 2009 فى دريسدن الألمانية، أمام أعين زوجها وولدها أثناء تواجدها فى المحكمة للإدلاء بشهادتها حول دعوى رفعتها ضد شخص كان قد وصمها بعبارة "إسلامية" و"إرهابية"، استفاق العالم أمس على حادثين أكثر ترويعا وأشبه بألعاب الفيديو، الأول وقع فى نيوزيلندا، حيث أقدم "برينتون تارانت" كما عرف نفسه على الهجوم على مسجدين بمنطقة كرايست تشرش فى نيوزيلندا، ما أسفر عن مقتل 49 شخصا أثناء أدائهم صلاة الجمعة، والثانى على مسجد شرقى لندن.
وبحسب ما أوردته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن مرتكب المذبحة هو أسترالى الجنسية، يبلغ من العمر 28 عاماً، هو الذى فتح النار من بندقيته داخل المسجد مردياً العشرات بين قتلى وجرحى، بينهم أطفال، بحسب الصور المتداولة، ونقلت الصحيفة عن شهود عيان قولهم إنهم سمعوا إطلاق أكثر من 50 طلقة نارية أثناء الحادث بالمسجد .
وبالتزامن مع هجوم مسجدى نيوزيلندا وقع هجوم آخر على المصلين فى مسجد شرقى بريطانيا، وأوضحت صحيفة ذا صن أنه شوهد رجلان يبلغان من العمر 20 عامًا وهما يحملان أسلحة أثناء محاولتهما القفز داخل سيارة متحركة على طريق كانون ستريت فى وايت تشابل، وأضافت الصحيفة أن أحد "الجبناء" قفز فوق السيارة بينما حاول رفيقه الصعود إلى المقعد الخلفى أثناء مطاردة الناس.
مروة ..شهيدة الحجاب
أثارت جريمة مقتل الصيدلانية مروة الشربيني(31 عامًا) "شهيدة الحجاب" غضبًا عارمًا بين المسلمين، لما حملته من وحشية مفرطة، وتسجيلها رقمًا قياسيًّا جديدًا في أشكال العنصرية والتطرف، فارتكب الجريمة " أليكس دبليو " الذى كان يحمل الضغينة والكراهية المترسخة للمسلمين قام بطعن الأم الحامل حتى الموت أمام قاعة المحكمة المكتظة فى ألمانيا فى عام 2009، وقد تظاهر الآلاف فى مصر ودول إسلامية أخرى ضد هذا التصاعد المزعج لظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية في ألمانيا، غير أن الحادث قوبل باهتمام باهت من قِبل وسائل الإعلام الألمانية، وحكم على المتهم بالإعدام.
لم تكن مروة الضحية الاخيرة بل شهدت ألمانيا بعد ذلك سلسلة اعتداءات على المسلمين ففى فبراير 2018 تعرض أيضا مجمع يضم مسجدا ومركزا إسلاميا وشققا ومحلات تجارية، فى مدينة ميلهاوزن، بولاية تورينجن الألمانية (شرق) لحريق ضخم، احتاجت أجهزة الإطفاء ليومين للسيطرة عليه.
شهيدة الحجاب
كما أضرمت النيران بمسجد قوجة سنان فى العاصمة الألمانية، برلين، ما أدى لاحتراق القاعة الرئيسية فى المسجد بالكامل. وقبل ذلك بنحو أسبوعين تعرض مسجد مولانا فى برلين للحرق أيضا. وتقول الشرطة إن الشبهة الجنائية ودوافع الكراهية مرجحة فى هذه الحوادث، نظرا لوجود آثار مواد قابلة للاشتعال فى هذه المواقع. وفى ذات الفترة، تعرضت مساجد تركية عدة فى مختلف مناطق وولايات ألمانيا؛ لعمليات إطلاق نار ومحاولات حرق، ما ألحق أضرارا مختلفة.
مريم مصطفى ضحية فى بريطانيا
ما تعرضت له مريم مصطفى (18 عاما) لا يقل وحشية عن مصير مروة الشربينى، ففى أغسطس من العام الماضى هاجم 6 مراهقين بريطانيين الطالبة المصرية مريم مصطفى خارج مركز للتسوق فى نونتنجهام فى المملكة المتحدة.
كشفت صحيفة "ذا صن" البريطانية، أن مريم توفيت بعد ثلاثة أسابيع من دخولها فى غيبوبة بعد الاعتداء عليها خارج مركز تسوق إنتو فيكتوريا، حيث إن ثلاث فتيات فى السابعة عشرة من العمر، وشابان فى سن 15 عامًا، وشابة تبلغ من العمر 19 عامًا، تشاجروا مع مريم ثم قتلوها، وكانت مريم، التى كانت تدرس فى جامعة بلندن، ولدت فى روما بعدما انتقلت عائلتها من مصر عام 1991.
مريم مصطفى
سبق حادث مريم اعتداءات عديدة ضد المسلمين فى بريطانيا، ففى سبتمبر 2017 صدم بول مور (21 عاما) امرأة مسلمة، بسيارته فى مدينة نونتجهام وكانت زينب حسين، وهى من أصول صومالية وترتدى الحجاب، تسير فى الشارع بعد توصيل أبنائها إلى المدرسة.
وأصيبت بعاهات دائمة بعد أن عانت من كسر فى الساق وكسور فى الحوض والعمود الفقرى، حيث قاد المتهم السيارة فوقها مرتين، وبعد لحظات، قاد مور سيارته نحو تلميذة تبلغ من العمر 12 عاما، من أصول صومالية أيضا وترتدى الحجاب. واستمعت المحكمة إلى أن مور كان يضحك وهو يقوم بجريمته، بحجة الانتقام لضحايا تفجير انتحارى تنباه تنظيم الدولة، واستهدف حفلة غنائية فى مانشستر، قبل ذلك بخمسة أيام وعقب الهجوم أيضا، تعرضت مساجد عدة فى بريطانيا لاعتداء بالقنابل الحارقة.
وفى يونيو 2017 قتل شخص وأصيب ثمانية آخرون فى هجوم بشاحنة يقودها شخص أبيض من اليمين المتطرف؛ استهدف مصلين كانوا خارجين من صلاة التراويح في مسجد دار الرعاية الإسلامية بمنطقة فيسنبري بارك، شمال لندن. وبعد تردد لعدة ساعات، أعلنت الشرطة البريطانية أن ما جرى عملية إرهابية. وهى الحالة الوحيدة التى يُستخدم فيها (من الشرطة والقضاء) وصف الهجمات التى تعرض لها مسلمون فى الغرب.
هولندا وفرنسا
وفى هولندا عام 2018 ألقت الشرطة الهولندية القبض على رجل يبلغ من العمر 44 عاما، لاتهامه بالتخطيط لهجمات مسلحة تستهدف المسلمين، حيث شكل ما أسماها "القوات الخاصة المعادية للإرهاب" اليمينية المتطرفة. وقد صادرت الشرطة سلاحا ناريا مع ألف و800 رصاصة عند مداهمة منزله، كما عُثر معه على وصفة مكتوبة بخط اليد تشرح كيفية صناعة متفجرات فى المنزل.
الورود-أمام-المسجد
وشهدت ثلاثة مدن فرنسية فى يناير 2015 حوادث اعتداء على ثلاثة مساجد شملت إلقاء ثلاث قنابل يدوية صوتية على مسجد بمدينة لو مان، غرب فرنسا، بينما أطلقت رصاصتان على قاعة صلاة للمسلمين فى بور لا نوفيل، جنوب البلاد. أما الاعتداء الثالث فوقع فى فيل فرنش، قرب مدينة ليون، لكن الخسائر فى الاعتداء الأخير اقتصرت على تضرر واجهة مطعم بجانب المسجد.
السويد
وفى السويد.. البلد الأكثر هدوءا فى العالم أصيب 15 شخصا، غالبيتهم بسبب استنشاق الدخان، عندما أضرمت النار فى مسجد بمدينة إسكلستونا وسط السويد فى عام 2014، مما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية الدخان وألسنة اللهب تتصاعد من نوافذ المسجد، كما تعرض مسجدان آخران فى إيسلوف وأبسالا لهجمات بالقنابل الحارقة وكتابة شعارات معادية.
هجوم الكيبك بكندا
ومن أوروبا إلى كندا ففى يناير 2017 قتل المتطرف ألكسندر بيسونيت (29 عاما)، ستة أشخاص وأصاب ثمانية آخرين فى إطلاق نار استهدف نحو 40 شخصاً كانوا داخل المركز الثقافى الإسلامى فى مقاطعة كيبيك الكندية.
وأصدرت محكمة حكما بالمؤبد دون إمكانية الإفراج المبكر، لكن مع السماح للمجرم بتقديم طلب لإخلاء سبيله بعد مرور فترة تتراوح بين 35 و42 عاما من اعتقاله. ووجهت للمتهم تهم بالقتل، لكن دون اتهامه الإرهاب، بحجة أن شروط توجيه هذه التهمة غير متوفرة فى جريمته.
هجمات بأمريكا
ولم يسلم مسلمو الولايات المتحدة الأمريكية أيضا وهى البلد التى تتشدق بكونها الأكثر أمانا فى العالم، من الهجمات الإرهابية ففى أغسطس 2016 قتُل إمام مسجد الفرقان فى منطقة كوينز بنيويورك، مع مرافقه، حيث تعرضا لإطلاق النار لحظة خروجهما من المسجد بعد صلاة الظهر، ويُعتقد أن الجريمة كانت بدافع الكراهية.
أيضا قتل رجلان وأصيب ثالث فى محطة للمترو بمدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية، بعد تعرضهم للطعن على يد شخص حاولوا تهدئته ومنعه من استمراره فى الاعتداء لفظيا على امرأتين مسلمتين ترتديان الحجاب، على متن قطار بالمدينة.
وتعرض المركز الإسلامي في مدينة توكسون بولاية أريزونا الأمريكية فى مارس 2017 لعملية تخريب، حيث اقتحم مجهولون المسجد وقاموا بتمزيق المصاحف ورميها على الأرض، كما قاموا بعملية تخريب فى المسجد. لكن الشرطة قالت إنها لا تعتقد أن الحادثة مرتطبة بالكراهية وإنما بـ"محاولة السرقة"، وسبق أن واجه مسجد مدينة فينيكس فى الولاية؛ مظاهرة نظمها معادون للمسلمين.
كما اقتحم كريج إستيفن هيكس (46 عاما) شقة كان يقيم فيها ثلاثة طلاب مسلمين (شاب وزوجته وشقيقتها) فى منطقة شابل هيل، فى لاية نورث كارلينا الأمريكية، وأطلق عليهم النار وأرداهم قتلى. تم اعتقال القاتل، ووجهت له تهم بالقتل، لكن تم الادعاء بأن الجريمة وقعت لخلاف على مواقف السيارات، رغم منشوراته التى تشير إلى كراهيته المسلمين والدين بشكل عام؛ على فيس بوك، وتهديده بأن مسدسه جاهز ومحشو بالرصاص.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمدسلامه
العنصرية والارهاب الغربي
الإرهاب الغربي والعنصرية ضد المسلمين والأسلام هذا حقيقة الغرب متذ الحروب الصليبية الغرب ينظر إلي الاسلام انه العدو الاول والاخير.