للأسبوع الثامن عشر على التوالى، شارك مئات الفرنسيون فى مظاهرات "السترات الصفراء" اليوم السبت مستجيبين بذلك لدعوات الحشد التى زادت فى الآونة الأخيرة بعد تراجع أعداد المحتجين.
واشتبك متظاهرون من السترات الصفراء الفرنسية مع شرطة مكافحة الشغب بالقرب من قوس النصر فى باريس وذلك خلال الاحتجاجات الرافضة للسياسة المالية والاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون.
وألقى متظاهرون قنابل دخان وأشياء أخرى على عناصر الأمن، وبدأوا فى الدق على نوافذ شاحنة للشرطة ما دفع شرطة مكافحة الشغب إلى التراجع، وفق ما أفادت به وكالة أنباء أسوشييتد برس.
فى وقت لاحق، أطلق مدفع مياه زخات قوية من شارع جانبى فى محاولة لرد المحتجين، وشوهدت سيارة محترقة فى مكان قريب.
وأعلنت الشرطة اعتقال 20 شخصا فى الوقت الذى يحاول فيه المحتجون بث روح جديدة فى حركتهم المناوئة لماكرون وسياساته.
وبعد تناقص أعداد المشاركين فى الاحتجاجات الأخيرة فى نهاية الأسبوع، نظمت مجموعات السترات الصفراء السبت العشرات من دعوات الحشد والمسيرات في العاصمة وحولها.
ونشر إريك درويت، أحد زعماء حركة "السترات الصفراء" فيديو على موقع يوتيوب أمس الجمعة قال فيه إنه يأمل أن يسجل يوم السبت في التاريخ الفرنسي باعتباره يومًا فريدًا من الاحتجاجات ، حيث يشمل وقفات دعما لتغير المناخ والجالية الجزائرية.
وأضاف: "يجب أن يكون يوما كبيرا، وأن يكون مهما حتى ننجح فى إيصال صوتنا". ودعا درويت إلى تعزيز المشاركة الفعالة، قائلا "يجب اتباع إجراءات حقيقية مثل المحاصرة".
ومنذ أن نزلت السترات الصفراء إلى الشوارع كل يوم جمعة منذ 17 نوفمبر، بدأت الأرقام تتضاءل شيئا فشيئا، وفى محاولة لزيادة تلك الأرقام ، عكف المنظمون على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لحشد الدعم قائلين إنه لم يستمع أحد إلى مقترحاتهم منذ اليوم الأول للمظاهرات، بل ردوا عليهم بالعنف فضلا عن ازدراء النخبة لهم.
ومن ناحية أخرى، قال موقع "كروكس ناو" إن المتظاهرين رفعوا رموزا مسيحية فى محاولة منهم لتوحيد الصف، وقال الموقع إن أزمة ثقافية عميقة تتخلل المجتمع الفرنسى الآن ربما بسبب عدم المساواة الاقتصادية. ورفع بعض المتظاهرين صلبان خشبية كبيرة باللون الأصفر.
كما ارتدى بعض المتظاهرين سترات صفراء عليها صورة العذراء مريم وهى تبكى.
ودعا المنظمون للاحتجاجات المتظاهرين للوصول إلى إحدى نقاط التظاهر الأربع فى تمام الساعة العاشرة صباحا، وهى وسط باريس، وشمال وشرق باريس، وجنوب باريس فى ميدان دون شاتيليت، وغرب باريس، وبعد ذلك يجتمع المتظاهرون بالقرب من القصر الرئاسى "الإليزيه".
من ناحية أخرى، قال موقع "تشانل نيوز آسيا" إن المتظاهرين نهبوا المتاجر فى شارع الشانزليزيه فى باريس يوم السبت خلال المظاهرات، حيث كان متجر BOSS للملابس الرجالية ومطعم فوكيت الراقى من بين المبانى المستهدفة، حيث قامت مجموعات من المتظاهرين الملثمين بإلقاء الحجارة على الشرطة التي تدافع عن النصب التذكارى "قوس النصر" وردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة