أعلن الدكتور محمد حمزة الحداد، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة السابق، اكتشاف قبر الشهيد محمد عبد الحكم الجراحى، أول شهداء طلاب جامعة القاهرة فى المظاهرات التى نظمها الطلبة احتاجات على حكم الإنجليز، التى طالبت باستقلال مصر ومعروفة بـ"مظاهرات كوبرى عباس".
وروى حمزة لـ"اليوم السابع"، رحلة اكتشاف قبر الطالب الشهيد، قائلا: "هناك وادى الملوك الإسلامى على غرار وادى الملوك الفرعونى بالأقصر، وهذا الوادى عبارة عن المقابر التى دفن فيهعا ملوك وسلاطين وحكام مصر عبر العصور المختلفة ثم أصبحت مع مطلع القرن التاسع عشر جبانة لأهل القاهرة والوافدين عيها والمجاورين وتنقسم هذه المقابر إلى القرافة الجنوبية والشمالية".
وأوضح أنه اكتشف خلال عملية مسح القرافة الشمالية تقع شمال القلعة شرق صلاح سالم فيما بين طريق الأتوستراد وطريق صلاح سالم، المعروف الجزء الشمالى منها باسم "ترب الغفير"، مدفن مهم جدا خاص بالشهيد محمد عبد الحكم الجراحى الذى استشهد برصاص الإنجليز على كوبرى عباس عندما قامت مظاهرات الطلبة سنة1935، قائلا: "الجراحى كان من أوائل شهداء الجامعة وكذلك الشهيد محمد عبد المجيد مرسى، الذى كان يحمل علم مصر فى هذه المظاهرات وعندما استشهد وقبل سقوط العلم على الأرض تلقفه الشهيد محمد عبد الحكم الجراحى وحمله ولذلك أصبح الشعار الرئيسى لكل مظاهرات الطلبة والثوار فى الأربعينيات من القرن الماضى "عبد المجيد عاد من جديد ورفعت العلم يا عبد الحكم".
وأكد الدكتور محمد حمزة، أن الشهيد "الجراحى" استشهد بـ 15 رصاصة وقيل بـ 13 رصاصة ونقله زملائه إلى قصر العينى واستخرجت من جسده 8 رصاصات وعندما وجد أنه على مشارف الموت كتب رسالة بدمه إلى رئيس الوزراء الإنجليزى نشرتها جريدة اللطائف المصورة ونُقشت على لوح رخامى لا يزال محفوظا بالمدفن، قائلا: "هذا أول دليل أثرى تاريخى يُسجل عليه رسالة كتبها شهيد بدمه فى العالم وعندما مات زملائه حملوه إلى مدفنه وأُعلن الحداد العام فى كل مدارس القاهرة".
وأشار الدكتور محمد حمزة، إلى أن جنازة الشهيد "الجراحى"، حضرها المئات وكان على رأسهم مندوب عن رئيس الوزراء النحاس باشا آنذاك وأحمد ماهر رئيس مجلس النواب ويوسف الجندىى وكيل وزارة الداخلية ومحمد صبرى أبو علم البرلمانى ووكيل الحقانية المشهور والدكتور طه حسين عميد كلية الآداب بالجامعة المصرية آنذاك والدكتور على مصطفى مشرفة أول عميد مصرى لكلية العلوم بالانتخاب عام 1936 وأول عالم مصرى يحصل على الدكتوراه فى الذرة فى ذلك الوقت وأحمد لطفى السيد أول مدير للجامعة المصرية، والمئات من الطلبة وتلامذة المدارس الثانوية الأزهرية والجامعة الأزهرية وطلبة المدارس الصناعية والإبراهيمية والسعيدية والخديويية، التى أعلنت الحداد العام.
وأوضح أن الشهيد "الجراحى" تم دفنه فى البداية فى قرافة باب الوزير بعد ذلك تم بناء المدفن له فى الطرف الشمالى من قرافة صحراء المماليك المعروف بقرافة "ترب الغفير" عند كوبرى الفردوس الآن، وأقيم له احتفال آخر مهيب حيث نقل إلى مثواه الأخير، قائلأ: "كفنوه كفن جديد ولفوه بعلم مصر من جديد وصلوا عليه فى جامع الكخية الذى لا يزال موجودا حتى الآن بالأوبرا القديمة تقاطع شارع قصر النيل مع شارع إبراهيم باشا "الجمهورية حاليا" وسار الموكب فى شارع فاروق "شارع الجيش حاليا" ودخل هناك لمقابر الطرف الشمالى بترب الغفير فى المدفن الحالى الذى تم اكتشافه.
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (1)
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (2)
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (3)
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (4)
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (5)
قبر أول شهيد من طلاب جامعة القاهرة (6)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة