لم يعد هناك شك بأن مواقع التواصل الاجتماعى باتت تلعب دورا كبيرا فى موسم الانتخابات فى أى بلد فى العالم، ومع اقتراب إجراء أكبر انتخابات فى العالم فى الهند الشهر المقبل، تزداد المخاوف من أن يتحول فيس بوك إلى سلاح فى هذا السباق الذى سيتوج بتصويت مئات الملايين من الهنود.
فهناك 900 مليون ناخب هندى يحق لهم التصويت فى الانتخابات التى تستمر على مدار خمسة أسابيع بدءا من 11 إبريل، وهناك عدم أكبر منهم على الإنترنت أكثر مما كان عليه الحال فى الانتخابات السابقة فى عام 2014، ومن ثم لم يكن احتمال استخدام السوشيال ميديا للتلاعب بالناخبين أكبر من أى وقت سابق.
وتعد الهند، بحسب تقرير لشبكة "سى إن إن"، أكبر سوق فى العالم لفيس بوك وتطبيقه للمراسلة "واتس أب". كما أنها واحدة من أكثر الأسواق أهمية لتويتر، وسيكون التصويت بمثابة الاختبار الأصعب لهذه الشركات.
حيث تواجه مواقع التواصل الاجتماعى تدقيقا متزايدا حول دورها فى الانتخابات منذ حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016، مع مواجهة فيس بوك على وجه التحديد جدل أكبر منها ما يتعلق بالحسابات الروسية التى استخدمت منصته للتاثير على الناخبين فى الولايات المتحدة، والبيانات الخاصة بملايين المستخدمين التى شاركها مع شركة الأبحاث كامبريدج أناليتيكا.
وفى الانتخابات التى شهدتها البرازيل والمكسيك العام الماضى، ونيجريا هذا العام، صعدت شركة "فيس بوك" من جهودها لوقف الانتهاكات، برغم وجود تقارير واسعة تحدثت عن استخدام واتس أب فى نشر الأخبار الكاذبة قبل التصويت فى البرازيل.
لكن عدد الناخبين فى الهند أكبر من عدد سكان هذه الدول الأربعة معا.
ويقول شيفناث ثوكرال، مدير السياسة العامة لفيس بوك فى الهند إن الأمر هائل بشكل واضح وهذا أحد الأسباب التى تجعلهم يعتقدون أن أحد أهم أولوياتهم هو الحفاظ على الانتخابات آمنة فى الهند، وأضاف أنهم يعملون منذ شهور، ويطبقون الدروس المستفادة من مناطق مختلفة فى العالم لضمان عدم وجود أى انتهاكات على المنصة.
وغالبا ما تكون المعارك السياسية فى الهند على خطوط اجتماعية ودينية، وفى السنوات الأخيرة كان هناك ارتفاع كبير فى أعمال العنف ضد جماعات الأقليات فى ظل صعود حزب ناريندرا مودى القومى، والقلق هو أن السوشيال ميديا يمكن أن يستخدم الانقسامات، لاسيما من خلال المعلومات المضللة التى تدور حول الانتخابات وإثارة العنف.
ويقول براتيك سينها، مؤسس موقع لتقصى الحقائق فى الهند إنه مع اقتراب الانتخابات، ستصبح الأمور أكثر عدوانية، وهناك فرصة دائما لاحتمال أن يؤدى هذا إلى خسائر فى الأرواح أو الممتلكات. ففى خضم الانتخابات يثير مثل هذا التضليل أى نوع من العنف.
وهناك أكثر من 200 مليون مستخدم لواتس آب فى الهند، وقد أصبح التطبيق فى قلب القضية، حيث كانت رسائل مزيفة انتشرت عبره فى سببا فى عمليات قتل وقعت العام الماضى، حيث اتهم الضحايا كذبا باختطاف الأطفال.
ويقول الخبراء إنه عندما تستخدم هذه أدوات كأسلحة، ليس فقط فى حملات التشهير أو السخرية السياسية ولكن كأداة للاستقطاب الاجتماعى، فإن الضرر يتجاوز إطار الانتخابات.
والمعروف أن رئيس الوزراء الهندى لديه أكثر من 46 مليون متابع على تويتر، أكثر من أى زعيم عالمى آخر باستثناء الرئيس دونالد ترامب، فى حين أن زعيم المعارضة الرئيسى راهول غاندى لديه 9 ملايين متابع منذ انضمامه إلى المنصة فى عام 2015.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة