كشف أكاديمى يدرس استخدام برامج الذكاء الاصطناعى لإنتاج قصص إخبارية أن ظاهرة الـ Robo Journalism آخذ فى الازدياد، مؤكدًا أن البرنامج القادر على القيام بذلك كان متاحًا منذ ما يقرب من 10 سنوات، ولكنه أصبح أكثر انتشارًا فى غرف الأخبار.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانية، تم تصميم هذه البرامج لتحرير المراسلين من كتابة القصص "الرتيبة" التى يمكن تغييرها بسهولة بمجرد إدخال أرقام جديدة - بما فى ذلك نتائج الرياضة والانتخابات.
ورغم تطورها إلا أن البعض يخشون من أن تتفوق مثل هذه البرامج فى يوم من الأيام على دور الكتّاب التقليديين فى غرف الأخبار، وأن يصبحوا سمة يومية لتوليد المحتوى الإخبارى، إذ تستخدم المزيد من المؤسسات الإخبارية برامج الذكاء الاصطناعى لإنتاج القصص وتخصيص الأخبار وتصفح البيانات فى بعض الحالات للعثور على أخبار مهمة، إذ أنتج برنامج لإنتاج النص والمسمى توبى ما يقرب من 40000 قصة إخبارية فى انتخابات سويسرا فى نوفمبر 2018، واستطاع القيام بذلك فى خمس دقائق فقط لأكبر منظمة إعلامية فى البلاد.
كما يتم استخدام توبى من قبل عدد من الاصدارات الوطنية الأخرى فى جميع أنحاء العالم، كما تساعد المولدات الآلية المماثلة فى خدمات الأخبار للإبلاغ عن الأخبار المستندة إلى البيانات.
وليست هذه البرامج أسرع فقط، بل أنها متعددة اللغات، إذ يكتب توبى باللغتين الفرنسية والألمانية، إذ كتب عن نتائج التصويت لكل بلدية من 222 بلدية فى سويسرا، باللغتين الفرنسية والألمانية، لصالح أكبر مجموعة إعلامية فى البلاد، وفقا لورقة تم تقديمها فى مؤتمر Computation + Journalism فى ميامى.
كما ساعد برنامج Heliograf صحفية The Washington Post على تغطية نحو 500 سباق انتخابى، إلى جانب الرياضات والأعمال المحلية منذ عام 2014.
وقال داميان رادكليف، الأستاذ بجامعة ولاية أوريجون الذى يتابع اتجاهات المستهلكين والنماذج التجارية للصحافة: "لقد شهدنا قبولًا أكبر لإمكانات الذكاء الاصطناعى، أو الصحافة الروبوتية، فى غرف الأخبار حول العالم، ويمكن لهذه الأنظمة أن توفر السرعة والدقة وأن تدعم بشكل محتمل وقائع غرف الأخبار الصغيرة وضغوط الوقت التى يمارسها الصحفيون".
فيما أوضحت المنظمات الإخبارية، أن البرامج الآلية "البوتات" لا تهدف إلى تهجير المراسلين أو المحررين البشريين، بل للمساعدة على تحريرهم من المهام الرتيبة، مثل نتائج الرياضة وتقارير الأرباح.
وأوضح جيريمى جيلبرت، مدير المبادرات الاستراتيجية فى صحيفة واشنطن بوست، أن برنامج Heliograf تم تطويرها كأداة لمساعدة فريق تحرير الصحيفة.
وقال جيلبرت لوكالة فرانس برس، إن "ذا بوست" لديها فريق مدهش من المراسلين والمحررين ولم نرغب فى استبدالهم".
وأكد جيلبرت، على أن الروبوت يمكنه تقديم وتحديث القصص بسرعة أكبر أثناء تطويرها، مما يسمح للصحفيين بالتركيز على المهام الأخرى، وكان رد الفعل إيجابيا بشكل عام.
وأضاف جيلبرت: "كانت المفاجأة أن الكثير من المحررين خرجوا وقالوا:" أنا أكتب هذه القصة كل أسبوع، هل هذا شيء يمكننا تحويله إلى شىء آلى؟ فلم تكن هذه القصص مرغوبة من قبل أى شخص."
تجرى محادثات مماثلة فى غرف الأخبار حول العالم، إذ تقوم وكالة أنباء النرويجية (NTB) بنشر تقارير رياضية آلية للحصول على نتائج المباريات فى غضون 30 ثانية.
وطورت لوس أنجلوس تايمز برنامج "quakebot" لتوزيع بسرعة مقالات إخبارية عن الزلازل فى المنطقة، كما تستخدم أيضًا نظامًا آليًا كجزء من تقرير جرائم القتل.
وقامت أسوشيتد برس بإعداد تقارير أرباح ربع سنوية آلية لحوالى 3000 شركة مدرجة، مما سمح لوكالة الأنباء بالتوسع فى القصص.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد أعلنت العام الماضى عن إطلاق برنامج Lynx Insight، الذى يستخدم تحليل البيانات الآلى لتحديد الاتجاهات، واقتراح قصص يجب على الصحفيين أن يكتبونها.
وكتب جون ميكليثويت رئيس التحرير فى بلومبرج فى العام الماضى يقول أن نظام بلومبرج المحوسب الذى يدعى "سايبورج" يحلل أرباح الشركة فى اللحظة التى تظهر فيها، وينتج فى غضون ثوان "غلافًا مصغرًا مع كل الأرقام والكثير من السياق.
ونشرت لوموند الفرنسية وشريكها سيلابس برنامجًا كمبيوترًا أنشأ 150 ألف صفحة ويب تغطى 36000 بلدية فى انتخابات عام 2015.
تتمثل إحدى مزايا استخدام القصص التى تم إنشاؤها باستخدام الخوارزميات فى أنها يمكن أيضًا "تخصيصها" أو تسليمها إلى المواقع ذات الصلة، والتى يمكن أن تكون مفيدة للانتخابات والتغطية الرياضية.
فى الوقت الذى يقر فيه محترفو الأخبار بحدود برامج الكمبيوتر، فإنهم يلاحظون أيضًا أن الأنظمة الآلية يمكنها أحيانًا إنجاز أشياء لا يستطيع البشر فعلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة