قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ومستشاريه يطلقون حملة عملاقة لانتخابات الرئاسة 2020 ستحمل شعار "إبقاء أمريكا عظيمة"، تجمع بين رسالته الشعبوية التى استخدمها فى سباق 2016 وبين جهود ضخمة من جمع البيانات والحث على التصويت، والتى تهدف إلى تقزيم أى جهود سابقة لإعادة انتخاب أى رئيس، بحسب ما قال مستشارو الحملة ومساعدو البيت الأبيض ومسئولون جمهوريون وآخرون مطلعون على الاستراتيجية الناشئة.
ويعتقد مستشارو ترامب أيضا أن تحول الحزب الديمقراطى نحو اليسار مؤخرا فى مجموعة من القضايا تتعلق بالرعاية الصحية والمناخ، سيساعد الرئيس والجمهوريين فى التركيز على رسالة خاصة بترامب تنصب على النمو الاقتصادى القوى والقيود على الحدود وسياسات تجارية قائمة على نهج "أمريكا أولا".. وسيتحول شعار ترامب من "جعل أمريكا عظيمة مجددا" إلى "إبقاء أمريكا عظيمة" وسيتم طباعته على القبعات والتيشرتات.
إلا أن استراتيجية الرئيس تعتمد على طريق ضيق نسبيا ومحفوف بالمخاطر للفوز، يتوقف على شيطنة معارضى ترامب والإقبال الكبير بين أكثر أنصاره حماسة فى فلوريدا وبنسلفانيا، وهى نفس المناطق التى فاز فيها فى عام 2016، لكنها شهدت تراجعا لشعبيته فيما بعد.
وذهبت الصحيفة إلى القول بإن بعض مستشارى الرئيس يشعرون بالقلق على نحو خاص من التراجع المستمر فى شعبية الرئيس بين الناخبين من النساء وفى الضواحى، ويخشون من أنه سيكون من الصعب تكرار نتيجة 2016 بدون وجود مرشح ديمقراطى مثل هيلارى كلينتون.
وقد بدأ مسئولو الحملة الإعداد للهجوم على أى نتائج مدمرة سياسيا يعلنها المحقق الخاص روبرت مولر فى تحقيقاته حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية فى عام 2016.
لكن حتى فى الوقت الذى تجرى فيه تحقيقات مولر وتحقيقات أخرى فى الكونجرس وتهديدات بالعزل تحيط بترامب، فأن الأخير بدأ مساعى إعادة انتخابه بدعم كامل من اللجنة الوطنية للحزب الجمهورى. وقد جمعت جهود إعادة انتخاب ترامب بالفعل أكثر من 100 مليون دولار، مع توقعات بإضافة ملايين أخرى من المانحين الصغار والمؤيدين الأغنياء لرئيس.
وقال مسئولون إن العملية تستهدف 23 مليون ناخب رئيسى فى الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وأوهايو وميتشيجان وويسكونسن. وتخطط الحملة أيضا لإدراج أكثر من مليون متطوع باستخدام قاعدة بيانات شاسعة من الأنصار الذين كانوا يحضرون مسيرات ترامب السياسية على مدار العامين الماضيين.
وسيبدأ الرئيس مجموعة من المسيرات المماثلة فى الولايات التى تمثل معارك انتخابية فى الأسابيع المقبلة، حسبما يقول المسئولون، وقال مدير حملة ترامب براد بارسكال إنه ينشئون أكبر حملة فى التاريخ الأمريكى، جهاز لا يتوقف سيتبع وينفذ استراتيجة ترامب لإحداث تأثير هائل. وأضاف أنهم بكل المقاييس فى طريقهم ليتخطوا الأرقام التى حققوهما فى عام 2016 بأضعاف عديدة.
إلا أن الديمقراطيين، الذين فازوا فى الانتخابات النصفية وسيطروا على مجلس النواب، يقولون إن ترامب ضعيف لديه رسالة مناهضة للهجرة وقام بتنفير الناخبين النساء وفى الضواحى، وهما الفئتان اللتين ستحددان مصير الانتخابات.
ويرون أن الانتصار الذى حققه فى المجمع الانتخابى فى انتخابات 2016 مجرد حظ، وقد تراجعت شعبيته بشكل مستمر حتى وصلت لأقل من 40% وهو ما يعتبر فرصة. وهناك أكثر من عشرة مرشحين ديمقراطيين يتنافسون بالفعل من أجل الحصول على فرصة لجعله رئيسا لفترة واحدة فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة