تواجه الطائرة النفاثة التى تعد واحدة من الأكثر مبيعا فى العالم "بوينج" المزيد من الشكوك والتساؤلات بشأن "السلامة"، وذلك بعد سقوط أثنين من طائراتها من طراز 737 ماكس 8 الجديد، خلال أقل من ستة أشهر، فى حادثين قتل فيهم جميع من كان على متن الطائرتين.
وسقطت طائرة من طراز بوينج 737 ماكس 8، الأحد، على متنها 157 راكبا من نحو 35 جنسية، بينهم 6 مصريين، وذلك عقب إقلاعها من إثيوبيا متجهة إلى العاصمة الكينية نيروبى، مما أسفر عن مقتل جميع الركات وطاقم الطائرة. وهو الحادث الثانى خلال أقل من ستة أشهر الذى تتحطم فيه طائرة بوينج جديدة بعد دقائق فقط من الإقلاع، إذ سقطت طائرة من طراز بوينج 737 MAX 8 فوق بحر جافا فى أواخر أكتوبر الماضى، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب البالغ عددهم 189 شخصا.
وقالت شبكة "سى.إن.إن"، الأمريكية، إنه لا تزال ظروف الحادثين قيد التحقيق، ولم تقدم شركة بوينج أى دليل يشير إلى أن هاتين الحادثتين مرتبطتان، إذ أن التشابه قد يكون من قبيل المصادفة. ويطالب الخبراء بإجراء تحقيق رسمى فى هذه الحوادث، إذ أنه لا يناسب مثل هذه الكوارث الاعتماد على التكهن بالأسباب.
وقال جريك والدرون، من شركة أبحاث الطيران "فلايت جلوبال"، إن سقوط طائرتين من نوع جديد خلال وقت قصير يعد حالة غير مسبوقة من الحوادث. مضيفا أن الأمر بالتأكيد يؤثر على صورة طراز 737Max لدى عملاق الطائرات الأمريكى "بوينج".
وفى أعقاب الحادث الثانى بساعات، أعلنت الهيئة المنظمة للطيران فى الصين، إنها طلبت من شركات الطيران المحلية تعليق العمليات التجارية لكل الطائرات من طراز بوينج 737 ماكس 8 بحلول الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلى، بسبب مبدأ "عدم التسامح مطلقا مع مخاطر السلامة".
وأشارت شبكة "سى.إن.إن"، إلى أن قرار بكين يعد ضربة خطيرة للشركة. وتبع بيان بكين، إعلان من الخطوط الجوية الإثيوبية بأن الشركة قد قامت بالفعل بتعليق أسطولها الصغير من طائرات بوينج 737 ماكس 8 كإجراء احترازى إضافى للسلامة بينما تستمر التحقيقات فى تحطم الطائرة.
وعلى الرغم من العناوين السلبية، فقد توقع ريتشارد أبولافيا، محلل الطيران فى مجموعة تيل، أن من المحتمل ألا تضر التداعيات الناجمة عن حادث إثيوبيا على بوينج بشكل كبير. وقد تحتاج بوينج إلى تنفيذ حزمة من التعديلات على طائراتها بسرعة وتغيير طريقة تدريب أطقم 737 MAX 8.
وأعلنت الشركة عن إرسال فريق فنى إلى موقع التحطم لتقديم المساعدة إلى مكتب التحقيق فى الحوادث فى إثيوبيا والمجلس الوطنى الأمريكى لسلامة النقل.
وارتفع سهم بوينج بنسبة 31% هذا العام، وهو أفضل أداء فى مؤشر داو جونز هذا العام، وحققت الشركة الأمريكية أفضل عام لها على الإطلاق فى 2018، وتتوقع أن يكون هذا العام أفضل.
وسجلت الشركة مبيعات تزيد على 100 مليار دولار للمرة الأولى فى تاريخها البالغ 102 عاما بسبب الزيادة فى مبيعات الطائرات التجارية والعسكرية. وقامت الشركة بتسليم 806 طائرة تجارية العام الماضى، بزيادة 6% عن عام 2017.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة