"هنا الأسدية" إحدى قرى الشرقية التى رفض أهلها الوقوف فى مقاعد المتفرجين أمام نقص الخدمات الطيبة بالمستشفى وبادروا بجمع التبرعات بدأت من جنيه واحد لتصل لـ3 ملايين جنيه، لتأسيس مستشفى تضاهى مثيلتها من معدات وتجهيزات طبية، إلا أن الحلم مهدد أن يتحول لكابوس بسبب عدم توافر كادر طبى لتشغيل هذه المعدات الحديثة التى ستخدم 100 ألف نسمة.
انتقل اليوم السابع إلى القرية وهى الأم فى الوحدة المحلية التابعة لمركز أبو حماد، إلا أن موقعها يتميز بأنه يتوسط ثلاث مراكز كبرى هى "القرين، أبو كبير، ههيا" فكل واحدة منها على مقربة حدودية منها.
يقول عمر حسن، أحد الأهالى: إنه فى عام 1956، وقع الاختيار على القرية بإنشاء مستشفى ومجمع خدمات "مدارس ومكتب بريد ووحدة اجتماعية" ضمن خطة الدولة وقتها باختيار القرى ذات الموقع المتميزة لإقامة مجمعات خدمية لخدمتها هى والقرى القريبة منها، وكان المستشفى يؤدى خدمات طيبة شاملة وتجرى به العمليات الجراحية، بعد عقود من إهمال المستشفى وتم سحب الأجهزة الطيبة منه لتوزيعها على مستشفيات أخرى، فى عام 2006 تم إعادة تجهيزه كمستشفى تكاملى، الا أنه تحول إلى طب أسرة.
ويكمل عاطف خليل، أحد الأهالى، نظرا للكثافة العددية لأهالى القرية والوحدة المحلية بالقرى الحدودية والتى تجاوزت 100 ألف نسمة نعانى من افتقار الخدمات الطبية، وفى المقابل ضعف مستوى الأداء فى المستشفى المركزى بأبو حماد، وبادرنا بجمع تبرعات لتجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات طبقا للمواصفات والاشتراطات التى وضعتها وزارة الصحة، موضحا إننا فور طرحنا المبادرة تفاجئنا بتكاتف المواطنين البسطاء والأغنياء، فالتبرعات بدأت بخمس جنيهات وأحيانا جنيه من طلاب المدارس، ويوجد سيدة تبرعت بمصوغاتها، وتبرعات أخرى من محدودى الدخل، واستطعنا جمع ثلاثة ملايين جنيه.
ويضيف جاب الله منصور أحد الأهالى، استطعنا بهذا المبلغ إعادة تشطيب المستشفى وإقامة مركز علاج طبيعى مجهز بأحدث الأجهزة، من موجات فوق صوتية وليزر، ووحدات تعقيم وغازات معمل بثولوجى، وأسنان، بالإضافة إلى تجهيز وحدة حضانات على أعلى مستوى بها جهاز تنفس صناعى.
ويكمل بالرغم من كل هذه التجهيزات التى سعى الأهالى لتوفيرها، إلا أن وحدة الحضانات متوقفة أكثر من 7 أشهر لعدم وجود أطباء لتشغيلها، كما يوجد لدينا مساحات كبيرة ومجهزة لغرف عمليات، اقترحنا تخصيصها لعمليات النساء وتشغيل الحضانات لرفع الضغط عن المستشفى المركزى، دون جدوى، لافتا انه سبق تقدموا بطلبات لمديرية الصحة بتوفير امتيازات للأطباء وسكن ووسيلة مواصلات لنقلهم.
و ناشد الأهالى الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، بتوفير الأطباء لتشغيل المستشفى ولتوفير خدمات طيبة لائقة لهذه القرى المحرومة من الخدمات.
من جانبه قال الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، إن المستشفى يعمل ويؤدى خدمات طبية يومية فى مجال طب الأسرة، وسبق وأن تم توفير طبيب لقسم العلاج الطبيعى، والذى يؤدى خدمة جيدة للمرضى حيث يستقبل 400 حالة شهريا أما قسم الحضانات، فإن المديرية تعمل على توفير الأطباء المتخصصين، حيث إن هذه التخصصات من بين التخصصات التى لا يتوافر بها أعداد من الأطباء كافية لتشغيل الوحدات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة