شمال محافظة الجيزة، تقع قرية صغيرة تسمى "الزيدية"، كانت تتسم بالهدوء مثل باقى القرى المجاورة، إلا أن الأمر تبدل قبل سنوات، حيث وقعت أول جريمة قتل راح ضحيتها طبيب بسبب خلاف بسيط على لعب مباراة لكرة القدم، لتبدأ معها القرية رحلة طويلة من الثأر سقط خلالها عدد من القتلى والمصابين، وينتظر اخرين أحكام بالإعدام، بعد فشل محاولات الصلح بين عائلة الطبيب المقتول، وهى عائلة "رابح" وعائلة القاتل، وهى عائلة "الزيدى".
أحد شوارع قرية الزيدية
القرية التى اعتادت على التواجد الشرطى المكثف بشوارع القرية، وتجول المصفحات الأمنية، وتحولها إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، عادت لها الفتنة، واشتعلت مجددا بعد مقتل أحد أبناء عائلة "رابح" على يد 3 أشخاص من عائلة "الزيدى" صباح الجمعة الماضية، حيث طاردوه أثناء استقلاله أتوبيس متوجها إلى عمله، وأطلقوا النار عليه مما أسفر عن مفارقته الحياة فى الحال، بالإضافة إلى قتلهم ضحية أخرى تصادف استقلاله الأتوبيس، وحاول منعهم من ارتكاب الجريمة، حيث أصابوه بطلق نارى ببطنه أنهى حياته فى الحال.
أحمد صبحى الزيدى تعرض للقتل بالقرية
اليوم السابع يرصد تاريخ الخصومة بين العائلتين، منذ بدايتها حتى سقوط اخر ضحاياها، وسط مطالبات بتدخل أجهزة الدولة لإيقاف بحر الدماء الذى لن ينتهى بسبب تناحر الطرفين.
قبل عدة سنوات وقعت مشادة كلامية بين شابين أحدهما من عائلة رابح، والأخر من عائلة الزيدية، بسبب الخلاف على لعب مباراة لكرة القدم بمركز شباب القرية، تطور الخلاف إلى مشاجرة وفشلت محاولات الصلح فى إنهائه، حتى سقط أول ضحية من عائلة رابح، وهو طبيب يدعى "سعيد رابح"، لم يكن طرفا فى المشاجرة، حيث تم قتله بالقرية، ليبدأ معه سلسال الدماء.
ممدوح رابح قتيل الجمعة الماضية
عائلة "رابح" قررت الانتقام لمقتل الطبيب من عائلة القاتل، وهى عائلة "الزيدى" الذى ينتمى إليها عمدة القرية، وفى منتصف شهر ديسمبر عام 2016 أعدوا كمينا لاثنين من أشقاء العمدة وأطلقوا النار عليهما، ليفارق أحدهما الحياة وهو "يحى الزيدى"، بينما يصاب الاخر بطلق نارى، إلا أنه ينجو من الموت المحقق، ويلقى رجال المباحث القبض على مرتكبى الجريمة، وتصدر المحكمة حينها أحكاما بالإعدام فى حقهم.
شقيق العمدة الناجى من الموت لم يكتفى بأحكام الإعدام فى حق المتهمين بقتل أخيه، فقرر الثأر من عائلة رابح، فيستعين بشقيق له، واخرين من العائلة، ويقتلون شابا يدعى "محمد زغلول رابح" أثناء وجوده أمام مركز شباب القرية قبل لعبه مباراة لكرة القدم، ثم يتوجهون إلى صاحب كشك بالقرية يدعى "السيد بدوى" من عائلة رابح ويقتلونه أيضا بإطلاق الرصاص عليه، وخلال إطلاقهم الرصاص بعشوائية أصيب شاب من عائلة أخرى بالقرية، تصادف وجوده مصادفة يدعى "مصطفى الشيمى" مما أسفر عن مقتله، وفروا هاربين عقب ارتكابهم الجريمة.
مصطفى الشيمى الذى قتل أمام كشك البقالة تصادف وجوده بمكان الحادث
عائلة رابح فور علمهم بالجريمة التى تعرض لها اثنين من ابنائها، قرروا الانتقام لمقتلهما، فبحثوا عن أفراد من عائلة الزيدى، حتى عثروا على شاب يدعى "أحمد صبحى" أثناء قايدته سيارته بالقرية، فانهالوا عليه بالأسلحة البيضاء، ثم أطلقوا النار عليه حتى فارق الحياة.
صاحب الكشك بالقرية أحد الضحايا
أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة حولت القرية إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث تم تعيين خدمات أمنية بمداخل ومخارج القرية، وفرض السيطرة الأمنية لوقف الاشتباكات بين العائلتين، ومحاولة وقف نزيف الدماء، ويتم القبض على عدد من المتهمين بارتكاب الجريمتين، وقضت المحكمة بالإعدام شنقا لـ 12 متهما من الطرفين، والسجن المؤبد لأخرين، إلا أن محكمة النقض ألغت حكم محكمة جنايات الجيزة، بالإعادم للمتهمين، وجارى إعادة محاكمتهم.
محمد زغلول تم قتله أمام مركز شباب القرية
وبالرغم من هدوء القرية منذ الحادث الأخير عام 2016 الذى انتهى بمقتل 4 أشخاص، إلا أن الفتنة عادت للاشتعال من جديد، حيث قرر أفراد من عائلة الزيدى الثأر من أحد أبناء عائلة رابح وهو "ممدوح رابح"، حيث استهدفه 3 مسلحين أثناء استقلاله أتوبيس، وأطلقوا النار عليه صباح الجمعة الماضية، مما أسفر عن مقتله، كما قتلوا شخصا آخر كان بالأتوبيس يدعى "إسلام أمين"، لمحاولته منعهم من قتل المجنى عليه الأول، وفر المتهمين هاربين بواسطة دراجة بخارية.
الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، عينت خدمات أمنية بالقرية تحسبا لوقوع اشتباك بين العائلتين، وتكثف تحرياتها للقبض على المتهمين، من خلال فحص كاميرات المراقبة بمحيط الحادث، والاستماع لأقوال شهود العيان، من بينهم قائد الأتوبيس.
إسلام أمين قتل صباح الجمعة
الأتوبيس الذى شهد الجريمة
قرية الزيدية
قوة أمنية تؤمن القرية خلال الاشتباكات السابقة بالزيدية
محمد زغلول تم قتله أمام مركز شباب القرية
مدخل قرية الزيدية
مركز شباب قرية الزيدية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة