يناقش وزراء خارجية الدول العربية مع وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، خلال اجتماعهم اليوم الاثنين، فى بروكسل قضايا تتعلق بالتعاون فى المجالات السياسة والاقتصادية ذات الاهتمام مشترك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حافظ، بإن الاجتماع الوزارى سيشهد تباحثا وتبادلا للرؤى بين وزراء خارجية الدول المشاركة إزاء عدد من القضايا محل اهتمام الجانبين العربى والأوروبى فى مختلف المجالات.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن القمة العربية الأوروبية المرتقبة تُعد هى الأولى من نوعها، وتأتى على ضوء حرص الطرفين العربى والأوروبى على الدفع بأوجه التعاون وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات العربية الأوروبية.
ويأتى اللقاء الذى ترأسه من الجانب الأوروبى الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد فيديريكا موجرينى، ومن الجانب العربى كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير خارجية السودان الدرديرى محمد أحمد، فى إطار التحضيرات للقمة الأوروبية – العربية الأولى المقررة يومى 24 و25 فبراير الجارى فى مصر.
ومن المنتظر أن تركز النقاشات على عدد من القضايا الإقليمية والتحديات المشتركة التى تواجه العالم العربى ودول الاتحاد الأوروبى مثل الهجرة والتغير المناخى ومحاربة الإرهاب وأوضاع حقوق الإنسان.
كما سيناقش المشاركون آفاق تعميق الشراكة الأوروبية – العربية لبناء السلام والاستقرار وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحسب البيان الصادر عن المجلس الوزارى الأوروبى "سيتم التأكيد على الالتزام بالنظام العالمى القائم على التعددية".
بدوره أكد وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية عادل الجبير، الاثنين، أن الدول العربية تدرس الملف السورى وتسعى لإعداد مقاربة تقوم على أساس الحفاظ على وحدة سوريا وابعاد القوات الأجنبية منها وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولى.
وأشار الجبير إلى وجود تحديات مشتركة تواجه الدول الأوروبية والعربية مثل محاربة التطرف، كما يوجد هناك وعود بخصوص التجارة والاستثمار، قبل أن يضيف، أن "هذه الاجتماعات تشكل فرصة لبحث سبل التعاون واستكشاف الفرص المتاحة".
وفى تصريحات مماثلة، أكد وزير خارجية مالطا كارميلا أبيلا، على ضرورة عقد مثل هذه الاجتماع واستمرار الحوار بين الطرفين الأوروبى والعربى لمواجهة التحديات.
وردا على سؤال يتعلق بعودة سوريا للجامعة العربية، أوضح الوزير المالطى بأن عودة أى طرف لا تقلقه شخصيا، مؤكدا بأن على الجميع معرفة بأى شروط قد تعود سوريا ليس فقط للجامعة العربى بل للمجتمع الدولى.
وتأتى قضايا النزاعات المسلحة فى المنطقة ضمن الملفات التى سيتم مناقشتها خلال اجتماع بروكسل، ولا سيما العلاقات العربية مع سوريا وبحث فرص اعادة الأخيرة إلى مقعدها فى الجامعة العربية، وذلك وسط تحركات تقودها دول عربية لطرح مبادرة خلال القمة العربية فى تونس مارس المقبل لعودة دمشق لمقعدها، وذلك وسط خلافات بين الدول العربية حول إعادة سوريا إلى الجامعة العربية قبيل التوصل لحل سياسى للأزمة التى تعصف بالبلاد.
ويعد ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية من أبرز الملفات التى سيتم التطرق لها بشكل كبير خلال اجتماع بروكسل، فضلا عن الأزمة الراهنة التى تعصف بليبيا والصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وبحث تعزيز فرص الحل السياسى للأزمتين اللتين تعصفان بأمن واستقرار المنطقة.
وتوقع مراقبون أن يحظى ملف تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية ضمن أولوليات الملفات التى تحتاج لموقف عربى - أوروبى موحد، وذلك لقطع الإمدادات المالية واللوجيستية التى تقدمها بعض الدول الإقليمية إلى الجماعات المتطرفة التى تنتشر فى عدد من دول النزاع.
كان الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية قد وقعا عام 2015 مذكرة تفاهم تهدف إلى إقامة حوار دورى وإلى تنسيق المواقف فى العديد من قضايا المنطقة.
ويعمل الاتحاد الأوروبى مع الجامعة العربية فى إطار ما يسمى باللجنة الرباعية الخاصة بليبيا إلى جانب كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى.
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر انعقاد القمة العربية الأوروبية بحضور قادة ورؤساء الدول والحكومات العربية والأوروبية، والتى ستستضيفها مصر، يومى 24 و25 فبراير الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة