أردوغان.. حامى أفريقيا الحرامى.. كيف تسلل الدكتاتور العثمانى إلى "القارة السمراء".. الاستثمارات والتجارة بوابة الرئيس التركى لتمويل الجماعات الإرهابية.. وتقارير تكشف أطماع أنقرة فى ثروات الشعوب الأفريقية

الإثنين، 04 فبراير 2019 11:00 م
أردوغان.. حامى أفريقيا الحرامى.. كيف تسلل الدكتاتور العثمانى إلى "القارة السمراء".. الاستثمارات والتجارة بوابة الرئيس التركى لتمويل الجماعات الإرهابية.. وتقارير تكشف أطماع أنقرة فى ثروات الشعوب الأفريقية تركيا وقطر تحالف الشر فى أفريقيا
كتبت : هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استثمارات ضخمة، واهتمام لافت خصصته تركيا للقارة السمراء ولا تزال، ولم يأت ذلك إيمانا منها بضرورة دعم شعوب تلك الدول، أو بهدف دفع العلاقات وملفات الشراكة بين دوائر صنع القرار، بين   أنقرة وحكومات تلك الدول، وإنما لنشر إرهاب يتستر خلف رداء العمل الخيرى والاستثمارات، بعد ضرب استقرار تلك الدول من جهة، والتأثيرعلى الدول العربية التى تشترك حدودها مع مناطق النزاع فى القارة من جهة آخرى.
 
afr
afr
ويبدو أن انكشاف مخططات حزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، لدعم المجموعات الإخوانية  ،  وتحقيق أهداف التنظيم هو ما قاد إلى عزلة تركيا وزاد حاجتها للبحث عن تأسيس تحالفات جديدة في مناطق استراتيجية، وهى أفريقيا، فبرغم خروج القارة السمراء من حسابات السياسة الخارجية التركية حتى عام 2000، إلا أن رصيد رجب طيب أردوغان من الزيارات الخارجية التى قام بها داخل دول القارة يعكس اهتماماً متزايدا بها فى السنوات القليلة الماضية، إلا أن الأهداف لا تحمل بين طياتها أى خير لشعوب تلك الدول.
 
وتزايد النشاط التركى فى القارة السمراء بوتيرة لافتة بحسب موقع "ترك برس"، حيث أجرى أردوغان 30 رحلة إلى 23 بلدا أفريقيا منذ زيارته الأولى إلى إثيوبيا وجمهورية جنوب أفريقيا عندما كان رئيسا للوزراء فى عام 2005، حتى أعلنت تركيا أن عام 2005 هو "عام أفريقيا"، وقام الرئيس أردوغان بجولته الأفريقية الأولى، وفى العام نفسه منح الاتحاد الأفريقى تركيا صفة مراقب داخل الاتحاد.
2
2
 
وفى بادئ الأمر انصب الاهتمام نحو بلدان شمال أفريقيا الأقرب إلى تركيا جغرافيا وثقافيا وتاريخيا ودينيا، وقد نمت الصادرات التركية،  إلى هذه المنطقة من 3 مليارات دولار فى عام 2004 إلى 13 مليار دولار فى عام 2015، وفى وقت لاحق توجه الاهتمام إلى دول جنوب الصحراء الكبرى، ففى عام 2015 صدر الأتراك بضائع بقيمة 4 مليارات دولار مقابل 750 مليون دولار فى عام 2004، وأصبح أكبر عملاء تركيا هم جنوب أفريقيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ونيجيريا، وإثيوبيا، وغانا، وكوت ديفوار.
وزادت الاستثمارات التركية المباشرة في أفريقيا بمقدار عشرة أضعاف تراوحت وفقا لبعض المصادر الاقتصادية ما بين 5 و8 بلايين دولار، وتركزت في المقام الأول في الشركات الصغيرة والمتوسطة، مع انخفاض ضغط المنافسة من الشركات الكبيرة من الصين.
 
كما دعمت تركيا علاقاتها بافريقيا بالرحلات الجوية التى تصل إلى 51 مطار داخل 34 دولة افريقية ، وارتفع عدد السياح الأفارقة الذين زاروا تركيا من 210 ألف سائح في عام 2006 إلى 885 ألف سائح في عام 2015، وفى عام  2016 استضافت أنقرة أول منتدى أعمال أفريقي- تركي حضره 3000 مشارك، من بينهم  2000 يمثلون المجتمع الاقتصادى لـ45 دولة أفريقية،  ووقعت عشرات العقود مع جمهورية جنوب افريقيا ونيجيريا وكينيا وغانا وزامبيا وتنزانيا ودول أخرى.
 
الثنائى الراعى للتطرف فى افريقيا
الثنائى الراعى للتطرف فى افريقيا
ويروج أردوغان، لربط افريقيا بعلاقة تاريخية بها، باعتبارها كانت جزء من الإمبراطورية العثمانية، ويروج الأتراك لرسالة حزب أردوغان،  المتمثلة فى عودة الإسلام إلى الساحة السياسة ، وبدأ التمثيل  الدبلوماسى فى القارة الافريقية يمتد فى معظم بلدان القارة التى لم يكن فيها سوى سفارة واحدة فى جمهورية جنوب افريقيا، ثم زاد عدد السفارات حتى وصل  إلى 44 سفارة،  إلى جانب قنصلية عامة في جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها،  ووفقا للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فإن الهدف النهائي لتركيا هو أن يكون لها سفارات في جميع العواصم الأفريقية.
 
الاهتمام التركى اللافت بالقارة السمراء، يقف وراءه أهداف مشبوهة، ففى الوجه الآخر، يظهر التحالف مع قطر  لتوفير  الأموال والأسلحة للعناصر الإرهابية داخل أفريقيا كما ساعدت التنظيمات الإرهابية  فى الوصول إلى الحكم، ضمانًا لتنفيذ  مخططاتها الإرهابية،  حيث حول جهاز الاستخبارات التركي أموالا لحركة  شباب الصومال،  وذلك عن طريق تحويلات تمت عبر وسيط كان معتقل سابقاً بجوانتانامو، ورصدت الحكومة الأمريكية هذه التحويلات، أما القضاء التركي فقد  تستر على التحقيقات.
حركة الشباب
حركة الشباب
 

تمويل مفتوح لحركة الشباب

وذكر موقع "نورديك مونيتور"، التابع لشبكة الشمال للأبحاث والرصد المتخصصة في تتبع الحركات المتطرفة، أن الحكومة الأميركية، اكتشفت عملية تحويل أموال من الاستخبارات التركية إلى "حركة الشباب"،  قبل الهجوم المسلح الذى وقع بفى نيروبى، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وأبلغت أنقرة بالأمر، وطالبتها بتحقيق لكشف الشبكة الإرهابية التي تعمل على تمويل الحركة المتطرفة، لكن حكومة الرئيس رجب أردوغان، أوقفت التحقيقات التي انطلقت بعد الإخطار الذي أرسله مكتب مساعد وزير الخزانة الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية.
 
كما كشفت تقاريردولية ، عن تورط تركيا في دعم الجماعات الإفريقية المسلحة عبر ليبيا، وقامت بإخفاءها داخل شحنات مواد غذائية رصدتها الموانئ الليبية ، 
 ووفقًا لتقرير أعدته قناة سكاى نيوز عربية ،  فإن  زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد، إلى عدد من الدول الأفريقية، تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه البلدان، لدعم الجماعات المتطرفة في شرق وغرب القارة، وما ينتج عن ذلك من زيادة نفوذ الإرهاب،  وخلال زيارة أردوغان لـ 3 دول أفريقية، لا يبدو أن اختياره تشاد كان عشوائياً، فالزيارة طغى عليها الطابع الاقتصادي، لكن ما هو اقتصادي ربما يخدم المآرب السياسية،  حيث تحدثت تقارير عن مساع تركية للوساطة بين قطر، حليف أنقرة، وتشاد، بعد موقف إنجامينا ، بإغلاق سفارة الدوحة، واتهامها للسلطات القطرية بزعزعة استقرار تشاد، واعادت العلاقات مرة أخرى،  كما تعتبر تشاد ، إحدى بلدان تجمع دول الساحل والصحراء، التي تضم النيجر أيضاً، وهناك يكثر نشاط الجماعات المسلحة التي تتخذ من دلتا النيجر منطلقاً لعملياتها الإرهابية في أفريقيا وغيرها.
 

الصومال.. ما خفى كان أعظيم

وفى الصومال  تمتلك تركيا نفوذاً مؤثراً ، حيث  تمتلك قاعدة عسكرية، وتتقاطع التوجهات التركية القطرية ، في دعم حركات ما يسمى "الإسلام السياسي" في الصومال،  كما شكلت المناطق الخارجة عن السيطرة جنوبي ليبيا، بيئة خصبة لقطر  وتركيا في تدريب وتمويل هذه الجماعات التشادية، وتنظيمات إرهابية أخرى، ووظفت الدوحة الجماعات والميليشيات التشادية في خدمة المخطط التركى و القطرى في ليبيا، حيث نسقت بينها وبين التنظيمات المتطرفة للعمل ضد قوات الجيش الوطني الليبي، التي تحاول فرض الأمن واستعادة الاستقرار إلى ليبيا، وبهذا التوظيف كانت تركيا تقوي جماعات الإرهاب الموالية لها في ليبيا، وتستقطب المزيد من العناصر التشادية إلى صفوف الإرهاب وإقناعها بالفكر المتطرف، لتتحول إلى أدوات يمكن استخدامها في أي مكان، وليس تشاد وليبيا وحسب.
3
3

خطة أوغلو تجاه افريقيا 

المخطط التركى للتسلل إلى أفريقيا لا يقتصر على فترة أردوغان فقط، ففى تقرير سابق كشفت مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية التركية ملامح ما عُرف بخطة "أوغلو تجاه أفريقيا"، والتى تقول فى ديباجاتها التعريفية "إذا أرادت تركيا ألا تبقى في ذيل الركب في هذه المنافسة الصعبة، عليها أن تغير وجهة نظرها تجاه المناطق التي لم تهتم بها بشكل كاف، وأولها أفريقيا".
وبعض المحللين السياسين أشاروا فى تقارير صحفية، إلى أن  الهدف النهائي للحلف التركي  القطري فى افريقيا ، هو الحصول على عقود وامتيازات للتنقيب عن الغاز والبترول في أفريقيا بخلاف خلق مناطق نزاعات تلقى بظلالها على الدول العربية، التى تمتلك حدود مشتركة مع القارة، بخلاف الدول العربية الأفريقية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة