فى ذكرى وفاة صوت المقاومة الشعبية.. عندما حاربت بيوت السويس بحنجرة محمد حمام

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 07:00 م
فى ذكرى وفاة صوت المقاومة الشعبية.. عندما حاربت بيوت السويس بحنجرة محمد حمام محمد حمام
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى أستشهد تحتك وتعيشى إنتى"..هذه الكلمات التى انطلقت من حنجرة الفنان محمد حمام فكان لها تأثير الرصاص وقت المعركة، وألهبت المشاعر والحماس فرفعت الروح المعنوية للجنود والمدنيين بعد النكسة ولملمت الجراح فاصطف الجميع يقاوم ويدافع عن الأرض حتى تحررت وعادت بيوت السويس.

وعلى الرغم من أن هذه أغنية من أشهر أغانى المقاوم الفدائى محمد حمام المظلوم حيا وميتا والذى تحل ذكرى وفاته الثانية عشرة، إلا أنها كانت أيضا سببا غير مباشر فيما وقع عليه من ظلم، حيث يقصر الكثيرون فن وإبداع حمام فى هذه الأغنية، بالرغم من تاريخه الفنى الطويل وشهرته العالمية وأغانيه الأخرى التى تغنى بها مشاهير المطربين فالتصقت بهم ليظل مغنيها الأصلى كجندى مجهول لا يذكر اسمه ولكن يبقى تأثيره وأثره إلى أبد الدهر.

"أه يالالى ، جدف يامراكبى ، قولوا لعين الشمس ، العنب، الليلة ياسمرا ، الأم ، عم يا جمال ، بتغنى لمين ياحمام ، حبايبنا راحو فين ، والله بكرة ليطلع النهار"، وغيرها عشرات الأغانى الوطنية والعاطفية التى غناها هذا الأسمر المنتمى لكل أرض مصر ، فهو مولود فى بولاق لعائلة من أسوان ، وغنى لبيوت السويس وللجنود على الجبهة وفى شوارع السويس بعد النكسة وخلال حربى الاستنزاف وأكتوبر ، بلكنة نوبية صعيدية ، تحمل رائحة الطمى ولون النيل.

جزء من الظلم الواقع على هذا المطرب المقاوم يعود إلى مواقفه السياسية التى ظهرت فى وقت مبكر ، فالفنان المولود عام 1935 ، واسمه محمد سيد محمد ابراهيم ، كان أحد أعضاء الحزب الشيوعى المصرى " حدتو" ، وقضى سنوات من شبابه فى المعتقل ، فتم اعتقاله للمرة الأولى عام 1954 وبعد الافراج عنه التحق بكلية الفنون الجميلة وظل نشاطه السياسى حتى تم القبض عليه عام 1959 وظل بالمعتقل حتى عام 1964 ، وتعرف خلاله على عدد من المفكرين والكتاب اليساريين ، ومنهم الفنان التشكيلي والصحفي حسن فؤاد ، وخلال هذه الفترة انتشرت شهرته فى المعتقل حيث كان يردد الأغانى التى تدعو للحرية، وبعد الافراج عنه قدمه حسن فؤاد للحياة الفنية وتعرف على الشاعر عبدالرحمن الأبنودى الذى كتب له أغنية يابيوت السويس ، و قدمته سلوى حجازي في برنامج "الفن والحياة" إعداد حسن فؤاد.

وبعد النكسة كان حمام أحد مؤسسى فرقة الأرض التى كونها الفدائى كابتن غزالى وكان لها دور كبير فى المقاومة الشعبية بالغناء ومساعدة  الجرحى وتوصيل الذخائر للجنود والدفاع عن مدينة السويس ، وطافت الجبهة وسط الجنود والضباط بعد النكبة.

ورغم دوره الوطنى إلا أن مواقفه السياسية تسببت فى حبس فنه وأغانيه  وعانى من التضييق فترة السبعينات خاصة بعدما أصدر الكاتب الكبير «توفيق الحكيم» بيانا سياسيا وقع عليه محمد حمام ضمن مجموعة من السياسيين والشخصيات العامة، وكتب «موسي صبري» رئيس تحرير جريدة الأخبار في ذلك الوقت مقالا في الصفحة الأولى معلقا علي البيان بعنوان «حتى أنت يا حمام» ، فصدر قرار بمنع  حمام من الغناء في الإذاعة والتليفزيون.

وسافر صوت المقاومة خلال هذه الفترة ليواصل الغناء الوطني في ليبيا والعراق واليمن والجزائر ، ثم سافر إلى فرنسا، وشارك كمطرب وممثل في فيلم من إنتاج تونسي فرنسي مشترك بعنوان "سفراء"، وسجل بصوته أغنيته الشهيرة "بابلو نيرودا"،  التى كتب كلماتها الشاعر سمير عبدالباقي ولحنها عدلي فخري و حققت نجاحا كبيرا وبيعت منها آلاف النسخ في فرنسا وأمريكا اللاتينية والبلاد العربية وكان له دور ريادى في التعريف بالفن المصري من خلال المهرجانات الدولية وتقديمه وسط الفنون التراثية في العالم.

ثم عاد حمام إلى القاهرة وأسس مكتبا هندسيا بالقاهرة ، وكان  أحد مؤسسي حزب التجمع التقدمي الوحدوي.

وفى عام 2000 أصيب الفنان المقاوم بجلطة فى المخ وعانى حتى وفاته فى 26 فبراير عام 2007 من المرض والاكتئاب والإهمال الفنى ، وأمر المشير طنطاوى بعلاجه فى مستشفيات القوات المسلحة وبعد وفاته تم نقل جثمانه بطائرة عسكرية ملفوفا بعلم مصر وكان في استقبال الجثمان المستشار العسكري ومحافظ اسوان ، وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقه وعلق المحافظ قائلا ان حماسه وغناءه مع فرقة السمسمية على الجبهة مع الفدائيين لا يقل عن أي جندى صوب مدفعه نحو العدو، ونكست الأعلام بمدينة السويس.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة