دعا المشاركون فى جلسة حوار تشاورى بين الصحفيين المصريين والسعوديين إلى عقد لقاءات متواصلة ودورية بين صحفيى البلدين، لزيادة الترابط والتنسيق والتعاون الإعلامى، وتبادل الأفكار والرؤى، ولوضع استراتيجية إعلامية للتعامل مع التحديات التى تواجه المنطقة العربية بشكل عام ومصر والسعودية بوجه خاص وفِى مقدمتها الإرهاب والفكر المتطرف.
وأجمع المشاركون فى الجلسة - هامش أعمال القمة العربية - الأوروبية وأدارها الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ومن الجانب السعودى كل من تركى الشبانة وزير الإعلام وأحمد القطان وزير الدولة للشئون الأفريقية - على ضرورة تكثيف التعاون الإعلامى بين مصر والسعودية، والعمل على بث الوعى بين مواطنى البلدين لمواجهة الأفكار المتطرفة التى تحاول جهات خارجية لها أجنداتها الخاصة زرعها ونشرها فى المنطقة العربية، وأن تغزو بها عقول الشباب وتحريضهم على تنفيذ أعمال إرهابية بهدف زعزعة الاستقرار وتفجير المجتمعات من الداخل، بعد تحويل الشباب إلى تروس فى آلة خارجية مشبوهة.
واستهل الأستاذ مكرم محمد أحمد الحوار بالتأكيد على محورية التضامن المصرى السعودى، باعتباره صِمَام أمان للمنطقة العربية بأكملها وركنا أساسيا فى جعل العالم العربى أكثر أمانا واستقرارا، مشيرا إلى أن البحر الأحمر منذ بدء الخليقة كان همزة وصل بين شعبى الجزيرة العربية ومصر، ومنوها بأن العلاقات المصرية السعودية تزداد كل يوم قوة وترابطا، وهو أمر بات ضرورة لتحقيق الأمن العربى بمفهومه الشامل.
وأشار مكرم إلى أن الصحفيين المصريين والسعوديين لديهم هموم مشتركة، منها ما يتعلق بجهود الارتقاء بالمهنة خاصة مع التطورات التقنية المتسارعة، ومنها ما يرتبط بمواجهة موجات التشكيك القادمة من منابر إعلامية خارجية مشبوهة، ودعا إلى استضافة مصر لمؤتمر يجمع بين الإعلاميين المصريين والسعوديين، تكون مهمته توثيق ودعم الروابط الإعلامية بين البلدين والرد على الافتراءات التى تشيعها جهات متربصة لإضعاف العلاقات الراسخة والمتنامية بين البلدين.
وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز فى مؤتمر القمة العربية الأوروبية زادته قوة وفعالية، مشيرا إلى أهمية شعار المؤتمر "فى الاستقرار نستثمر " ووصفه بأن يحمل مغزى جديدا يثير الانتباه، وهو أن أوروبا لم تعد تتبع المنهاج القديم حيال المنطقة العربية، وأنها تسعى للتعاون وتحقيق الاستقرار الذى يعد شرطا أساسيا للتنمية والاستثمار، بدلا من إثارة الفتن وتصدير الثورات والتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة.
وأعرب وزير الإعلام السعودى تركى الشبانة عن سعادته للتواجد وسط هذه الكوكبة الصحفية، التى ضمت رؤساء تحرير الصحف المصرية والسعودية والوفدين الصحفيين المصرى والسعودى المشاركين فى تغطية أعمال القمة العربية الأوروبية.
وقال الوزير الشبانة إننا نهدف إلى تحقيق العمل الإعلامى المشترك لنكون يدا واحدة، ونحقق مزيدا من النجاحات على أرض الواقع.
بينما أعرب أحمد القطان وزير الدولة السعودى للشئون الأفريقية عن سعادته بالعمل سفيرا لبلاده لدى مصر لفترة بلغت ١٣ عاما، مؤكدا أن لمصر مكانة أثيرة لديه، وأنه عمل جاهدا لدعم العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات.
وأشار القطان إلى اللقاء الذى عقده الرئيس عبد الفتاح السيسى مع خادم الحرمين الشريفين على هامش القمة العربية الأوروبية، والذى أكد خلاله العاهل السعودى أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية، وأن مصر بحضارتها وتاريخها ومقوماتها تعد أهم دولة عربية، وأنه يجب تدعيم التعاون معها بما يعطى زخما للاستقرار فى المنطقة العربية، وأكد القطان أن العلاقات بين البلدين تشهد حاليا أزهى مرحلة من القوة والازدهار.
وفيما يتعلق بالملف الأفريقى باعتبار أن مصر ترأس حاليا الاتحاد الأفريقي، دعا القطان إلى توثيق العلاقات مع الدول الأفريقية التى أصبحت الدول الكبرى فى العالم تتنافس على القدوم والاستثمار فيها لما تتمتع به من فرص واعدة فى النمو، مشيرا إلى أن الاتجاه الجديد الذى تتبناه السعودية لم يعد يتركز فى تقديم المعونات للدول الأفريقية، وإنما فى ضخ استثمارات وإقامة مشروعات تنموية وتطوير البنية التحتية التى تحتاجها لتحقيق التقدم وتحسين الأحوال المعيشية لمواطنيها.
وأوضح القطان أنه فى هذا الإطار تخطط السعودية لاستضافة قمتين فى أواخر العام الحالى فى الرياض، الأولى قمة سعودية أفريقية والثانية قمة عربية أفريقية لتوسيع التعاون بين الجانبين، واستكشاف فرص الاستثمار وإقامة المشروعات المشتركة، مؤكدا أن الفترة القادمة ستكون مشرقة بالنسبة للتعاون السعودى الأفريقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة