تعددت صور النجاح لفتيات وشباب بمحافظة كفر الشيخ ، تحولت حياتهم للنقيض من العسر والضيق لليسر ورغد الحياة ،وتوفير كل احتياجاتهم واحتياجات أسرهم لاقتراضهم مبالغ مالية متعددة من جهاز المشروعات الصغيرة ، وأصبحت المحال والورش والمكتبات شاهد عيان بالقرى والحواري والمدن على قصص النجاح ، وتوفير فرص عمل متعددة ليس فقط لأسرة صاحب المشروع ، ولكن لشباب عائلته أو لشباب قريته.
ويواصل "اليوم السابع" التنقل بين القرى والمدن للبحث عن نماذج لنجاحات أقاموا مشروعات بعد اقتراضهم من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، وقرلية أبو طبل التابعة لمركز كفر الشيخ شاب قرر خوض تجربة مثله مثل المئات من أبناء المحافظة الذين يحلمون بالمستقبل ،ويفكرون في الإستقرار،يتمنون إقامة مشروعاً يحققون فيه ذواتهم ،وتلك أمنيات باتت ممكنه في ظل رعاية واهتمام الدولة ومساعده جهاز تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهيه الصغر الذى يقدم قروضا للشباب تصل إلى 5 ملايين جنيه بفائدة لا تتجاوز 5 % ،ومن بين هؤلاء حسن السيد حسن الرفاعي .
تجولنا بمصنع لصناعة البنطلون الجنز يمتلكه حسن السيد حسن الرفاعي ، 48 سنة ،والحاصل على دبلوم الثانوية التجارية ، الذي يؤمن بأنه ليس هناك شيء اسمه المستحيل فاستطاع بصبره وجهده الدائب التطلع نحو مستقبل أفضل ملئ بالأمل والتفاؤل وقهر هذا المستحيل ،بدلا من الانتظار سنوات طويله بلا فائدة لوظيفة حكومية، إيمانا منه بأن رحله الألف ميل تبدأ دائما بخطوه واحده تتلوها بعد ذلك خطوات سريعة وواثقة إلى الأمام قدما،وتمكن من إقامة مشروعاً لصناعة البنطلون الجينز بأنواعه المتعددة،ولم يكن اهتمامه عقب إقامة المشروع مجرد الصناعة، ولكن جودة الصناعة والتركيز على "الفنش" الأخير لكل بنطلون يتم تصنيعه.
وقال حسن السيد حسن الرفاعي، إنه حاصل على دبلوم الثانوية التجارية ، وكان يعمل بمهنة والده في الخياطة، وبعد حصوله على الدبلوم قرر السفر للأردن للعمل هناك ومحاولة توفير مبلغ مالي ليعود ليفتح مشروع لصناعة بناطيل الجينز ، وعندما عاد بحث عن المكان الذي يقيم به المشروع وعثر عليه في منزل بالدور الأرضي بقرية أبو طبل التابعة لمركز كف الشيخ ، ليحافظ على مهنة والده، ولكي يوفر عدد من ماكيناتت الخياطة وعدد من الأجهزة ، فكان لابد من الحصول على قرض، وعندما سمع عن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وعلم بالتيسيرات التي يوفرها الجهاز فقرر التوجه لمقر الجهاز بكفر الشيخ.
وأضاف الرفاعي: "وجدت كل ترحاب من العاملين بالجهاز ، وتقدمت بأوراقى للحصول على قرض ب 300ألف جنيه ، لشراء ماكينات الخياطة ،وعدد من الأجهزة الازمة للمشروع ، وبالفعل تم شراء الماكينات، وتشغيل المشروع".
واشترى الرفاعى 14 ماكينة خياطة،كما استعان ب 12 من الشباب والفتيات والمتزوجات للعمل بالمشروع ،مؤكداً أنه يشعر بالسعادة لإقامة المشروع إضافة إلى توفير فرص عمل للصنايعية الذين فرحوا بالمشروع ، كما استعان من كانت لهم خبرة سابقة في الخياطة ، وأصبح كل منهم يتخصص في كل مرحلة من مراحل تصنيع وخياطة بنطلون الجنيز ، ابتداء من مرحلة قص القماش ، وتجميعه على الماكينات ، والغسيل والصبغة إما بالقاهرة أو بالمحلة ، ثم مرحلة التشطيب وتركيب الزراير، وبعدها مرحلة التكييس ووضع الكارت والإكسسورات ، وبعدها مرحلة التسويق داخل وخارج كفر الشيخ.
وقال الرفاعي إنه يصنع كل أنواع بنطلون الجينز، وهمه الأول إجادة الصناعة والفنش الأخير، مؤكداً أن أسعار البنطلونات تختلف حسب نوع البنطلون وحسب حجمه سواء للأطفال أو الكبار، حيث يتم تسويقه للمحال حسب النوع من 100 جنيه ل 150 جنيه ، والتجار يكسبون في البنطلون الواحد مابين 40 ل 50 جنيه،مؤكداً أن العاملين في صناعة بنطلون الجينز لابد من اختيارهم بعناية وتدريبهم،ليجيدوا العمل بإتقان، لإخراج منتج متميز،مطالبا الدولة والجهاز وكل الجهات المعنية إيجاد الأسواق لتسويق المنتج، مؤكداً أنه يعتمد على نفسه في عملية التسويق، سواء داخل كفر الشيخ أو خارجها ، ولكن المشاركة في المعارض سيكون له ميزة أخرى .
وقال الرفاعي إنه ينصح الشباب بالاعتماد على الله،ويحدد كل منهم المهنة التي يجيدها،ويبدأ في التوجه لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة ليقترض قرضاً،ويقيم مشروعه ، ولو كان هدفه الوظيفة الميري فإنه يسعى نحو سراب، ولكن بإقامة مشروعات صغيرة يحقق كل شاب أمله في توفير احتياجاته واحتياجات أسرته وسيكون يوماً من رجال الأعمال وبلدنا في حاجة ماسة لكل مشروع خاص .
وأكد الرفاعي أنه سيعلم أولاده ليحصلوا على شهادات عليا، ولن ينصحهم بالوظيفة الحكومية لأنه لم ينتظرها بالإضافة إلى أنه يكره القيود والحضور والإنصراف بالإضافة لعدم الإنتاج فهناك الكثير من العاملين بالحكومة لايؤدون أي أعمال، ولايجلسون في مواقع وظائفهم ، ولكن بعمله الحر فهو سيد نفسه، بالإضافة إلى أنه يصنع مستقبله ومستقبل أولاده ، مشيراً إلى أن رجال الأعمال، وأصحاب المشاريع أيسر حالا من الموظفين.
وأكدت مريم محمد، عاملة، أنها سعيده في العمل في المشروع عقب تدريبها وإتقانها الخياطة، مشيرة إلى أن كل عامل من العاملين في المشروع متخصص في مرحلة من مراحل تصنيع البنطلون ، مما أدى لجودة المنتج ، مؤكدة أنها تعمل أكثر من 10 ساعات يومياً ، وأنها سعيدة بهذا العمل.
وقالت سعاد محمد، عاملة، إنها تتمنى إقامة مشروع مثل هذا المشروع ، وأنها عرفت الطريق من خلال الإتجاه لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة ، عقب تحديدها لمكان إقامة المشروع ، مؤكدة أن الدولة ساعدات الفتيات والشباب وربات البيوت لإقامة المشروعات المتعددة ، مما أدى إلى تزايد رغبة مئات من الشباب الإتجاه للعمل الخاص بعيداً عن طلب الوظيفة الميري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة