فى منتصف الخمسينيات نشرت مجلة الكواكب على صفحاتها وعلى مدار عدة أعداد مذكرات فراشة السينما والرقص الشرقى سامية جمال، التى كتبتها بنفسها للمجلة خلال هذه الفترة.
وفى عدد المجلة رقم 186 الصادر بتاريخ 22 فبراير من عام 1955 كتبت سامية جمال خطواتها الأولى فى السينما بعد أن حققت نجاحا كراقصة فى صالة بديعة.
وقالت سامية جمال فى مذاكراتها: "رآنى عدد من المخرجين وأنا أرقص فى الصالة فأبدو إعجابهم بى وأسندوا لى أدوارا ثانويا ككومبارس فى بعض الأفلام، لكن حلمى كان أكبر من ذلك، وكنت أحلم أن أكون نجمة فى السينما".
وأوضحت: "جاءت الفرصة حين تأسست شركة سينمائية جديدة واتفق معى المنتج على أن يسند إلى الدور الثالث فى الفيلم وكان الأجر ثلاثين جنيها".
وأردفت "قد يبدو هذا الرقم شىء ضئيل لكنه كان كبيرا فى ذلك الوقت، وكبيرا جدا بالنسبة لوجه جديد، وجن جنونى من الفرحة".
وأشارت الفراشة إلى أن المنتج استكثر هذا المبلغ وساومها على خفضه، مؤكدة أنها قالت له إنها على استعداد أن تؤدى الدور مجانا على أن تكون الملابس التى ستظهر بها فى الفيلم على حسابه، وعندما عرف المنتج أن تكلفة شراء الملابس تفوق هذا المبلغ وافق ومنحها أجرا 30 جنيها عن دورها فى الفليم، فدفعت ضعف هذا المبلغ لشراء الملابس من شدة فرحتها بالدور، وكانت أول من تذهب إلى الاستديو وآخر من ينصرف منه.
وتابعت "جاء يوم العرض الذى حلمت به واشتريت فستانا فاخرا وأنا أحلم بأن يصفق لى الجمهور ويشيرون إلى ويهتفون باسمى"، مشيرة إلى أن الجمهور فى بداية العرض صفق لجميع النجوم المعروفين وبقيت هى مهملة لا يعرفها أحد.
لكن بعد انتهاء العرض هتف الجمهور يريدون المخرج، واعتقد الجميع أنهم يريدونه كى يحييه ويصفق له، وكانت المفاجة أنهم لقنوه علقة ساخنة وعندما خرج باقى الممثلين لإنقاذه نالوا نفس المصير، قائلة "خرجنا لنغيثه وإذا بالجمهور يتجه إلينا ليؤدبنا على خيبة أمله فينا، وعلى نقوده الضائعة وليلته المهببة وأسرع بطل الفيلم للاختباء تحت الكراسى".
وأضافت "أما أنا فكان من حسن حظى أننى كنت وجها جديدا لا يذكره أحد وهكذا خرجت من السينما دون أن يمسك بى أحد، ووقفت أمام باب السينما وأحسست بالغيظ لأننى لا أزال مجهولة بدليل أن أحدا لم يعتد على، حتى أننى وقفت أقول لواحد من الجمهور: تصور أنا واحدة من بطلات الفيلم، فرد: مش معقول طيب توكلى على الله وروحى يا بنتى قبل ما يعرفوكى".
وخلال هذا العدد حكت سامية جمال عن موقف آخر فى بداياتها أنها بعد هذا الفيلم عادت إلى أدوار النكرات والكومبارس.
مذكرات سامية جمال بمجلة الكواكب عام 1955
وقالت "ذات يوم كان على أن أشترك مع مجموعة من زملائى الكومبارس فى مشهد من فيلم "يوم سعيد"، مع الأستاذ محمد عبد الوهاب، وكان دورى أن أقف مع المجموعة بجوار عبد الوهاب وأحسس على شعره وأظهر إعجابى وافتتانى بفنه".
وتابعت "قمت بالمطلوب منى وإذا بالمخرج محمد كريم يصيح فى وجهى بعصبيته: ما تحسسى كويس يا بت، وأعدت تمثيل المشهد مرة واثنين وثلاثة وفى كل مرة لا يعجبه، فيزداد شخطا ونطرا، إلى أن خفت وقررت أن أضغط على شعر عبد الوهاب بكل قواى".
وأضافت الفراشة فى مذكراتها: "بدأ التصوير للمرة الرابعة ونفذت ما أزمعته وإذا بشعر عبد الوهاب يطلع فى يدى وتظهر صلعته، واتضح أنه كان يضع باروكة على رأسه لتغطية صلعته".
وأردفت "لم أكن أعرف وقتها أنه يرتدى باروكة فأصابنى الذعر وصرخت من فرط الخوف وظننت أننى نزعت جلد رأسه، وهجم على المخرج، وخيل إلى أنه سيقتلنى، فجريت واختفيت فى غرفة الكومبارس، ورحت أجمع ملابسى بسرعة لأهرب من الاستوديو، لولا أن مساعد المخرج جاء مسرعا يستدعينى للبلاتوه ويطمئننى".
واختتمت سامية جمال هذه الحلقة من مذكراتها قائلة "عدت ووجدت عبد الوهاب غارقا فى الضحك هو ومن معه وفى مقدمتهم كريم، الذى قال لى: "كويس كدة، بس ماتزوديهاش أوى"، ومذ ذلك اليوم بدأ نجمى فى الصعود".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة