الملايين من هواة الفلك والمغرمون بالظواهر الطبيعية على موعد مع واحدة من أهم وأغرب الظواهر الفلكية التى حيرت العلماء، وهى ظاهرة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، والتى يحرص العلماء والباحثون والسياح على متابعتها.
موعد ظاهرة التعامد
وتبدأ الظاهرة بعد شروق شمس صباح اليوم الجمعة فى تمام الساعة 6:20 صباحاً وتستمر حتى الساعة 6:42 صباحاً لتستمر حوالى 22 دقيقة، حيث تتعامد الشمس على قدس أقداس المعبد وهى اللحظات التى يترقبها الآلاف من السائحين من كل أنحاء العالم .
وكشف المعهد القومى للبحوث الفلكية أن مجموعه علمية من قسم أبحاث الشمس والفضاء و قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية متواجد حاليا بأسوان وتتوجه إلى أبو سمبل لرصد الحدث العلمى بمناسبة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل مصطحبين معهم مجموعه كبيرة من الأجهزة والتليسكوبات لرصد و توثيق الظاهرة، لافتا إلى أن الفرق العلمية عقدت بالتعاون مع وزارة الآثار ممثلة فى متحف النوبة ومنطقة آثار أسوان وأبو سمبل ووزارة الرى ممثلة فى متحف النيل ندوات علمية للتعريف بالظاهرة ودلالاتها.
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى
وقال المعهد القومى للبحوث الفلكية، أن تلك الظاهرة ما زالت لغزاً كبيراً يحير العلماء فى المجالات المختلفة، بشأن سر صناعتها الفلكية الإعجازية، مضيفا أن اللغز يكمن فى أنه إذا كان يومى تعامد الشمس مختارين ومحددين عمداً قبل عملية نحت المعبد فإن ذلك يستلزم معرفة تامة بأصول علم الفلك، بالإضافة إلى حسابات أخرى كثيرة منها تحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق (موضع شروق الشمس)، بجانب المهارة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من 60 مترا، ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر.
وكشف المعهد أن الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس الثانى ولا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الموجود بجواره والذى اعتبره القدماء المصريون إله الظلام، موضحا أن الاحتفالية التى سيقيمها المعهد تتزامن مع احتفال محافظة أسوان بهذه المناسبة.
أشعة الشمس تخترق مدخل المعبد لـ 200 مترا
وأشار المعهد إلى أن الشمس تتعامد على قدس الأقداس بالمعبد مرتين كل عام فى 22 فبراير و22 أكتوبر فى ظاهرة فلكية فريدة جسدها القدماء المصريون منذ آلاف السنين حيث تخترق آشعة الشمس الممر الأمامى لمدخل معبد رمسيس الثانى بطول 200 متر، حتى تصل إلى قدس الأقداس المكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثانى جالسا وبجواره تمثال للإله رع حور أختى والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح عند قدماء المصريين.
وكشف الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية ، أن ظاهرة تعامد الشمس تستغرق من 20 – 25 دقيقة فقط، وكان يحتفل بها قبل عام 1964 يومى 21 فبراير و 21 أكتوبر، ومع نقل المعبد إلى موقعه الجديد تغير توقيت الظاهرة إلى 22 فبراير و22 أكتوبر .
تمثال بتاح
وأشار رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية ، إلى أنه من الطريف أن الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس الثانى ولا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الموجود بجواره والذى اعتبره القدماء المصريون إله الظلام.
ومن جانبه قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أنه سيتخلل أنشطة المعهد خلال الاحتفال بتعامد الشمس على معبد أبو سمبل أمسية فلكية يقيمها فريق علمى من المعهد للجمهور للتعرف على الأجرام السماوية الموجودة على صفحة السماء باستخدام التليسكوبات الفلكية ليلا ثم رصد وثوثيق ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى.
وأشار رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إلى أن فعاليات الاحتفالات تنتهى مساء الأحد المقبل باستاد قنا الرياضى فى الثامنة مساء، وحتى الواحدة بعد منتصف الليل ، وهو عبارة عن شرح خريطة السماء والنجوم وكيفية تحديد الاتجاهات ورؤية بعض الكوكبات والسدم، ثم رصد القمر بالتليسكوبات.
وكشف الدكتور ياسر عبد الهادى أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، إلى أن ظاهرة التعامد تبدأ بعد شروق الشمس الذى يحدث فى تمام الساعة 6:20 صباحاً وتستمر حتى الساعة 6:42 صباحاً، لافتا إلى أن المقصود بالتعامد هو سقوط الأشعة عمودياً تقريباً على قدس أقداس المعبد الذى هو أهم مكان فيه وغالباً ما يكون أبعد مكان عن مدخله.
وأوضح أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية ، أن قدس أقداس معبد أبى سمبل هو عبارة عن حجرة صغيرة بها 4 تماثيل تواجه مدخل الغرفة الذى هو امتداد لمحور المعبد البالغ طوله 66 متراً من البوابة الرئيسية له، هذه التماثيل من اليمين بالنسبة للمشاهد هى على الترتيبك ثمثال للإله رع حور إختى ثم تمثال للملك رمسيس الثانى نفسه ثم تمثال للإله آمون رع وأخيراً تمثال للإله بتاح.
وأشار أستاذ المعهد القومى للبحوث الفلكية ، إلى أنه أثناء ظاهرة التعامد تغطى أشعة الشمس وجهى التمثالين الأوسطين (رمسيس الثانى وآمون رع) تماماً ونصف وجه التمثال الأيمن (رع حور إختى)، بينما يقبع التثمال الأيسر (بتاح) فى ظلام دامس، موضحا أن التفسير المقبول حالياً لترتيب هذا التعامد هو أن تمثالى آمون ورمسيس الثانى لابد أن تتعامد عليهما الشمس لأنهما تمثال كبير الآلهة والملك ، بينما يمثل تمثال (رع حو إختى) اليوم الفلكى الذى يكون نصفه نهار والنصف الآخر منه ليل، ولذلك يكون التعامد على شقه الأيسر، فى حين أن الإله (بتاح) كان يرمز فى بعض الأحيان إلى الظلمة والسواد، ولذلك فهو يبقى فى الظلام لا يكاد يُحَسُّ به.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة