تحاول نيجيريا استعادة مسيرتها الديمقراطية مرة أخرى حيث تستعد للانتخابات الرئاسية فى 23 فبراير المقبل بعد تأجيل أعلنه رئيس هيئة اللجنة العامة للانتخابات، بسبب الخوف من التلاعب فى بيانات الناخبين، مما قد يتسبب فى عدم نزاهة وشفافية الانتخابات.
وعلى الرغم من وصف نيجيريا باعتبارها أكبر منتج للنفط وأكبر اقتصاد إلا أن مؤشر الفقر العالمى، أكد أن 87 مليون نيجيري يعيشون فى فقر مدقع، من إجمالى عدد 190 مليون نسمة، يعيشون فيها.
وحسب تقرير أنتجته قناة CNN، فإن ذلك يعود إلى أن ثروات الدولة لا تذهب إلى المواطنين بسبب تعرض ثرواتها إلى التبديد والسرقة وسوء الإدارة، بالإضافة إلى الاعتماد الزائد على النفط الذى هبط سعره من 100 دولار إلى 40 دولارا للبرميل.
ومن الأسباب الأخرى تبرز الزيادة السكانية التى تشير التوقعات إلى أنها قد تحل محل الولايات الأمريكية كثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان عام 2050، ما يعنى الفقر والبطالة، مع ارتفاع مستويات الديون للدولة الذى لا يقف أمامه الانتاج المعتمد فقط على النفط.
ومن الاقتصاد للأمن، يأتى مؤشر "الإرهاب العالمى"، ليكشف احتفاظ نيجيريا للسنة الرابعة على التوالى بمركزها الثالث فى قائمة الدول الأكثر تضررا من هذا الوباء، بالإضافة إلى أزمات الفساد القضائى التى يعانى منها الشعب النيجيرى، ظهر آخرها فى إقالة قاضى قضاة نيجيريا من منصبه، بعد أن ثبت تلوث يده بالرشوه.
انتخابات
وبخلاف الأزمات الكبرى، تعانى نيجيريا من مشكلات أخرى شأنها فى ذلك شأن دولا أفريقية عدة، مثل مشكلات التعليم وحقوق المرأة وهى الملفات الحاضرة بطبيعة الحال فى برامج مرشحى الانتخابات وأبرزهم الرئيس الحالى محمد بخارى، ومرشح الحزب المعارض أتيكو أبو بكر، لمغازلة أصوات الناخبين.
وهيمنت على الحملة الانتخابية للمرشحيْن الرئيسيين الوعود بتحسين الوضع الأمني، خاصة فيما يتعلق بالتهديد الذي تمثله جماعة بوكو حرام التي تنشط في المناطق الشمالية الشرقية لنيجيريا، وإنعاش الاقتصاد المتعثر الذي نما العام الماضي بنسبة 1.9% فقط، ومكافحة الفساد الذي يكلف الدولة مليارات الدولارات، حيث وعد محمد بخاري بنقل نيجيريا إلى مستوى أعلى عبر خلق الوظائف واستكمال مشاريع البنية التحتية في حال إعادة انتخابه، بينما أطلق عتيق أبو بكر وعودا تشمل العفو عمن نهبوا المال العام بشرط إعادته إلى الدولة.
وبينما يلوم مرشح المعارضة منافسه على ضعف إدارته في مجال الأمن، يؤكد بخاري أن الحملة الأمنية والعسكرية في عهده أفضت إلى طرد بوكو حرام من كل البلدات التي كانت تحت سيطرتها.
أما الأزمة التى تلوح فى الأفق فتتمثل فى سن الرئيس الحالى والمرشح الأقوى فى الانتخابات محمد بخارى، وبلوغه سن تتجاوز قدرته على الحكم ومواجهة الأزمات المطروحة على الساحة، إلا أن بخارى رد على مواطنيه عبر مواقع التواصل الاجتماعى قائلًا: " يمكننى أن أؤكد لكم جميعا أننى سأحتفل بعيد ميلادى السادس والسبعين ، وإننى ما زلت قويا".
أشكال الدعاية الانتخابية فى نيجيريا
أما مكافحة الفساد، فأصبحت تتصدرنيجيريا البلدان الأفريقية في الحرب على الفساد منذ وصول رئيسها محمد بخاري إلى السلطة ، حيث استطاع كسر حاجز الخوف ومجابهة الفساد، في بيئة سياسية واقتصادية ومالية موبوءة بكل مفردات الفساد من نهب لأموال الدولة ومحسوبين؛ ففتح التحقيقات في ملفات خطيرة وأوقف شخصيات نافذة، كما وضع آليات لاسترداد أموال البلاد المهربة للخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة