ولما انتهت أيام خدمته.. مضى إلى بيته.. كتبت على صور القمص صليب متى ساويرس، التى ارتفعت فى الكنيسة، معلنة وفاة الرجل الذى خدم كنيسته وأهالى منطقته أكثر من 40 عامًا.
ودع شعب كنيسة مارجرجس الجيوشى، وأهالى منطقة شبرا، الكاهن الراحل فى جنازة شعبية حاشدة، أُغلقت على أثرها الشوارع المؤدية للكنيسة بعد أن اكتظت بالمودعين من سكان المنطقة، حيث كان القمص صليب رئيسًا لجمعية المحبة الخيرية، التى عرفت بتقديم الخدمات الاجتماعية والطبية لأهالى شبرا.
فى الحادية عشر ظهرًا ترأس الأنبا مكارى أسقف شبرا الجنوبية، صلاة الجنازة على روح القمص الراحل، وسط نحيب وبكاء وزحام غير مسبوق، إذ توافد أساقفة المجمع المقدس وكهنة الكنيسة حرصًا على المشاركة فى تقديم واجب العزاء.
أما الأنبا موسى أسقف الشباب فقال: عرفت القمص صليب منذ 40 عاما حين كنت أسكن جوار هذه الكنيسة المقدسة، ولقد كان كاهنا متميزا وقائد اجتماعى وخادم للفقراء.
وتابع الأنبا موسى أسقف: لقد خلق من كنيسته مركز إشعاع ضخم ومركز خدمة متسع، وقد ورث ذلك عن أسرته المتميزة فى العطاء، وهى التى أسست الكنيسة، حيث خرج من إطار الأسرة للكنيسة للمجتمع وكرس قلبه لله تكريسا كاملا وأشهد له بذلك.
واختتم الأنبا موسى كلمته: كان لصيقا بقلبى، فقد كان راعيا حقيقيا لأولاده يعرفهم بالاسم وبظروفهم الأسرية، ويقدم الخدمة الواجبة لكل نفس وكل أسرة
مؤسس لخدمات اجتماعية كثيرة فى هذه المنطقة
بينما قدم نجله المكرس فيكتور صليب الشكر لكل الحاضرين، ووصف والده بفخر الكهنوت، وهو يسرد سيرته الذاتية، مؤكدًا أن والده طلب ألا تصلى عليه خارج كنيسته ولا يفارق جسده ترابها ومن ثم سيدفن فيها.
وقال فيكتور أن والده عمل فى عدد من الجمعيات الخيرية وفى عضوية مجالس إدارت مدارس المنطقة كما حرص على إقامة مائدة الوحدة الوطنية وكان مثالًا للصليب فى قوة احتماله ورمزًا للقيامة فى فرحه.
وتابع لقد خدم "أبونا" هذا المكان ليس بمجهوده فقط ولكن بدموعه، فقد كان يبكى لأجل الخدمة وأعباءها وكان مجاملًا يحب الجميع.
وعقب صلوات الجنازة، انطلقت زفة الجثمان فى هيكل الكنيسة بينما ارتفعت صورته فوقها حتى تسابق الجميع على لمس جثمانه لنيل البركة.
وضربت الكشافة الكنسية الطبول فى وداع القمص صليب ثم طاف المودعون بجسده حول الكنيسة بناء على وصيته قبل أن يوارى جسده الثرى فى مقبرتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة