انتفاضة رجال الدين ضد انتحارى تفجيرات الدرب الأحمر.. أحمد كريمة: الاعتداء على الجيش والشرطة والإخلال بالأمن خروج عن الإسلام.. أمين الإفتاء: مجرم من الخوارج المفسدين ومن كلاب أهل النار والقتل فعل المجرمين

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 01:43 م
انتفاضة رجال الدين ضد انتحارى تفجيرات الدرب الأحمر.. أحمد كريمة: الاعتداء على الجيش والشرطة والإخلال بالأمن خروج عن الإسلام.. أمين الإفتاء: مجرم من الخوارج المفسدين ومن كلاب أهل النار والقتل فعل المجرمين انتفاضة رجال الدين ضد انتحارى تفجيرات الدرب الأحمر
كتب: إسماعيل رفعت – وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتفاضة شنها رجال الدين، ضد الأعمال الإرهابية، التى طالت مدنيين فى حى الدرب الأحمر بمنطقة الأزهر، بعدما قام بها انتحارى بتفجر نفسه، خلال قيام الأجهزة الأمنية بعملها، وضبطه خلال تحركه بدراجة نحو أهداف مدنية، وخلف مصابين وشهداء من المدنيين والشرطة المدنية، حيث ثار علماء الأزهر ضد هذا العمل الإرهابى.

من جانبه أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من يقتل الناس بالتفجير وما يشبه ذلك، هو مجرم من كلاب أهل النار، ومن المفسدين فى الأرض، وقد فعل أبشع أنواع الإجرام بقتل الأبرياء دون جريرة.

وأضاف الدكتور أحمد ممدوح، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع" أن فاعل تفجيرات الأمس فى حى الدرب الأحمر، التى قتلت الأبرياء من المدنيين فاسد المعتقد، يقتل خلق الله بدون سبب متوهما أفكارا مغلوطة أدت إلى قتل أبرياء

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن علامة الإيمان عند المؤمن هو عصمة دماء الأبرياء، فكيف لهذا الإرهابى ومن على فكره أن يدعى الإيمان وهو يقتل برئ ومن علامة الإيمان الحافظ على الأبرياء، لافتا إلى قول النبى صلى الله عليه وسلم: "الإيمان قيد الفك".

قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه لا بد من التفرقة بين الجهاد المشروع للدولة عن الأرض والعرض والبلاد والعباد وبين أعمال الإجرام والإفساد فى الأرض، إن الجهاد المشروع للجيش الباسل والشرطة المدنية.

وأضاف أحمد كريمة، أما حمل السلاح والاعتداء على الجيش أو الشرطة أو الأموال أو الإخلال بالأمن المجتمعى فهذا خروج عن الإسلام، قائلا: "أنبأنا الله عن هؤلاء الإرهابيون فى قوله المبين فى سورة البقرة: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ.

وقال أحمد كريمة: "هناك آيات تحرم وتجرم الاعتداء على الجيش فى سورة الأحزاب لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلً"، قائلا: "من هنا فإن الخوارج يرفعون شعارات كاذبة وهم عملاء لمن لا يحملون خيرا لا لمصر ولا للمسلمين ولا للمنطقة العربية وها هى الأحداث تكشف عدائهم ولكن وعد الله لا يتخلف وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ  إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".

قال الدكتور عبد الفتاح خضر، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر: من يفعل هذا الفعل تغزى لحمه من حرام وفكره من دمار، وهو بين الحرام والدمار يحمل كل أنواع الافساد والشنار، فما تلد الحية إلا حية، ولا يلد الفكر المتطرف الذى تربى فى بيوت التطرف وأروقة الغلو إلا إرهابا وإرعابا.

وأضاف "خضر"، لـ"اليوم السابع"، أن الموقف من الإرهاب والتفجير واحد لا يتغير ولا يختلف عليه أثنين، قائلا: الا الروح فإنه لا يختلف فى تجريم مزهقها عالمان، إنما من يختلف فى الفكر التفجيرى مجرمان ولا يمكن لعاقل ان يحل دم حرام الا صاحب فكر مجنون، وإنسان مخبول.

وقال الدكتور حمدالله الصفتى، عضو المنظمة العالمية لخريجى الأزهر: العمليات الغادرة لن تزعزع أمن مصر، أو تنال من استقرارها، إذ أن تأمين مصر وأهلها وعد من الله تعالى، حيث قال فى كتابه: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".

وأضاف "الصفتى"، خلال تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن من الضروريات التى أوصت الشريعة الإسلامية بالحفاظ عليها، وحثت على صيانتها ورعايتها: حفظ النفس الإنسانية، الذى يعنى حفظ الدماء البشرية من أن تهدر وتسفك بغير حق، قال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فَسَادٍ فِى الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]. قال الإمام ابن حجر الهيتمى: (جعل قتل النفس الواحدة كقتل جميع الناس: مبالغة فى تعظيم أمر القتل).

وأشار "الصفتى" إلى أن رجال الأمن من الجيش والشرطة، يقومون بمهمة جليلة عظمها الله تعالى ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله"، فمن اعتدى على رجال الجيش والشرطة فهو ساع فى دمار البلاد، وخراب المجتمعات.

وشدد "الصفتى" على أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ مقاصد خمسة، هى النفس، والدين، والعقل، والعرض، والمال، ولا يتحقق حفظ النفس والعرض والمال إلا بالأمن ورجاله، كما أنه لا يقام الدين فى بلد لا أمن فيه، فرجال الأمن يحققون مقاصد الشرع المطهر، فلا يتجرأ على استهدافهم بعد هذا إلا ساع فى هدم الشرع الشريف وتعطيل مقاصده.

وقال "الصفتى": لقد ارتبط وجود هذه التنظيمات الإرهابية وتطورها بقضية الفهم المنحرف للنصوص الشرعية، حيث قامت تلك الجماعات عن قصد وتعمد بتحريف معانى النصوص الشريفة من القرآن والسنة، لتوافق أهواءهم ورغباتهم فى الخروج على المجتمعات الإسلامية، وإشاعة التكفير والتدمير والفوضى، وهو عين ما حذرت منه السنة المطهرة، فعن إبراهيم التميمى قال: أرسل عمر بن الخطاب ذات يوم إلى ابن عباس، فقال: كيف تختلف هذه الأمة وكتابها واحد ونبيها واحد وقبلتها واحدة؟ فقال ابن عباس: يا أمير المؤمنين إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيما نزل، وإنه يكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن لا يعرفون فيم نزل، فيكون لكل قوم فيه رأى، فإذا كان لكل قوم فيه رأى اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا. [رواه البيهقى فى الشعب].

وأوضح "الصفتى"، أن هؤلاء الإرهابيون لا يستثنون أحدا ممن يخالفهم، فهم يكفرون جميع البشر، ويستحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، فلا يقيمون حرمة لمسلم ولا غير مسلم، فتراهم يفجرون المساجد والكنائس، ويقتلون المسلمين والمعاهدين والمستأمنين وأهل الذمة، ولا يبالون بوعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما [رواه البخاري]، وحين قال: "من قتل معاهدا فى غير كنهه، حرم الله عليه الجنة" [رواه الدارمى].

وقال الصفتى: إن هذه الجماعات الإرهابية تضرب وتقتل فى كل مكان شرقا وغربا، فلا تستثنى دولة ولا بلدا، لأن غرضهم الواضح هو إشاعة الخراب والدمار والقتل فى كل بلد، ولذا انطبق عليهم حكم الله تعالى حين قال: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أو يُصَلَّبُوا أو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أو يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْى فِى الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة: ٣٣].

وأردف الصفتى، إلى أن الحرب التى تقوم بها جميع دول العالم متعاونة على داعش والقاعدة وأمثالهما حرب مشروعة بكل الوجوه، فهى واجب إنسانى، وواجب سياسى، وواجب شرعى، أمر الله تعالى به عباده، ليحموا المجتمعات الإنسانية من أسباب الدمار والخراب، وهو مما حض الله تعالى عليه حين، قال: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ) [المائدة: ٢].

وأكد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أن جماعات التطرف والإرهاب يقلقها ما وصلت إليه البلاد من استقرار، ويسعون بشتى الطرق لزعزعة الأمن فى نفوس المصريين، ولكن الله سبحانه وتعالى يجعل كيدهم فى نحورهم، ويردهم مخزيين.

وأضاف مفتى الجمهورية أن على الشعب المصرى أن يقفوا سويًا ضد أعداء الوطن، وأن يتعاونوا مع رجال الأمن من أجل صد عدوانهم الغادر لنكون جميعًا درع أمان لمصرنا الغالية.

وتوجه مفتى الجمهورية بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا والمصابين، داعيًا الله أن يحفظ مصر وشعبها من كيد الخائنين.

وأدان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحادث الإرهابى الذى وقع مساء اليوم بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر بالقاهرة، مؤكدا أن الإسلام بريء من كل هذه الأعمال الإجرامية، وأن من يقدم على سفك دماء الأبرياء بتفجير نفسه منتحر يعجل بنفسه إلى غضب الله (عز وجل)، وأن سفك دماء الأبرياء وترويع الآمنين من أكبر الكبائر.

وثمن وزير الأوقاف يقظة رجال الأمن فى سرعة وصولهم إلى الإرهابيين المخربين، محتسبا شهداءهم عند الله تعالى، سائلا الله عز وجل لهم واسع الرحمة والمغفرة ولأسرهم الصبر والسلوان وخالص العزاء، داعيا الله عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة