خطوات قليلة تفصل المرممين المصريين والأثريين من انتهاء العمل فى تمثال الملك رمسيس الثانى لإعادته بموقعه الأصلى بواجهة معبد الأقصر، وذلك للمرة الثالثة على مدار 3 سنوات، وذلك عقب إعادة تمثالين للملك بواجهة المعبد كانا متحطمين منذ عشرات السنين، ونجحوا فى تركيب التمثال الأول فى عام 2017 والتمثال الثانى فى عام 2018 والثالث يعود لموقعه هذا العام.
وفى هذا الصدد قال الدكتور مصطفى وزيرى أمين المجلس الأعلى للآثار، إن مشروع إعادة تماثيل الملك رمسيس الثانى لموقعه التاريخى القديم فى العصور الفرعونى بواجهة معبد الأقصر لما كان عليه منذ آلاف السنين، يعد مشروعا عالميا ضخم انطلق بأياد مصرية وما زال مستمراً لعامه الثالث على التوالى، موضحاً أن المشروع العالمى أدى لنجاح كبير فى إعادة واجهة معبد الأقصر للعصور الفرعونية القديمة وتركيب تمثالين أتت عليهم الظروف وتعرضا للدمار بالسنوات السابقة وجارى العمل فى التمثال الثالث حالياً.+
وأضاف "وزيرى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن واجهة معبد الأقصر تشمل حالياً وللمرة الثالثة قيام البعثة الآثرية المصرية فى أعمال ترميم وتجهيز التمثال الثالث والأخير للملك رمسيس الثانى بواجهة معبد الأقصر، وتشمل تجميع وترميم وإعادة تركيب ورفع التمثال وعرضه بمكانه الأصلى بالصرح الأول لمعبد الأقصر، مشيرًا إلى أن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار أوصى بالانتهاء من الأعمال فى شهر أبريل المقبل لتتم إزاحة الستار عن التمثال تزامنا مع الاحتفال بيوم التراث العالمى.
وأكد "وزيرى"، أنه يتم العمل فى التمثال الثالث والأخير لإعادته لموقعه الأصلي، وذلك عقب النجاحات العالمية التى حظيت بها أعمال تنصيب التمثال الأول بواجهة المعبد فى 18 أبريل 2017، وكذلك التمثال الثانى فى 18 أبريل 2018، أما الثالث فسيخرج للنور بموقعه الأصلى فى 18 أبريل 2019.
ونفى أحمد بدر العمارى نائب مدير المعبد، ما تردد من مزاعم حول استخدام مواد تضر بالتاريخ والآثار ومنها الحديد والأسمنت الأسود فى ترميم تمثال الملك رمسيس الثانى، مؤكدا أن ما يجرى من أعمال ترميم وحماية يكون باستخدام المواد المصرح بها دوليا.
وأضاف نائب مدير معبد الأقصر، أن التمثال الجديد للملك رمسيس الذى يجرى العمل به، تعرض للضرر والتحطيم منذ أكثر من 1600 سنة، وتم بالفعل البدء فى تجهيز مخطط إعادة ترميم وتركيب التمثال الجديد للملك رمسيس الثانى، موضحاً أن البعثة المصرية الآثرية تضم 10 رجال آثار، و10 مرمما و30 عاملا، مشدداً على أنه من المعروف أن معبد الأقصر كان أمامه 6 تماثيل، ولم يتبق منها مؤخراً إلا تمثالين فقط.
وأكد أحمد عربى مدير معبد الأقصر، أن التمثال الجديد مصنوع من الجرانيت الوردى عثر عليه فى عدة أجزاء، أكبرهم رأس التمثال كاملة، وتم الانتهاء من أعمال التسجيل والتوثيق وضم القطع للتمثال، والذى يبلغ ارتفاعه تقريباً 12 مترا بوزن حوالى 75 طنا من حجر الجرانيت الوردى، موضحاً أنه تم الكشف عن بقايا التمثال أثناء أعمال حفائر البعثة الأثرية المصرية برئاسة الدكتور محمد عبد القادر داخل المعبد فى الفترة من عام 1958 حتى 1960، والذى تمكن من الكشف عن التمثال وغيره من التماثيل التى وجدت مدمرة، ويرجح أنها دمرت نتيجة تعرضها قديما لزلزال مدمر فى العصر الفرعونى، وكانت عبارة عن أجزاء، قام الأثرى عبد القادر بأخذ هذه البلوكات وتجميعها وترميمها ووضعها على مصاطب خشبية بجوار مكانها الأصلى لحمايتها.
وأضاف مدير معبد الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن كل تلك الأعمال التى يقوم بها رجال الآثار فى معابد الأقصر تهدف بالمقام الأول بالحفاظ على التاريخ الفرعونى وإعادته للحياة مجدداً، وكذلك المساهمة فى دعم وتنشيط الحركة السياحية بالتجديد كل عام، ليدخل السائحون للمعابد فينظرون لكل جديد فيها بأياد مصرية خالصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة