فى ظل التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، جاء الإعلان عن خبر اتهام ضابطة استخبارات أمريكية سابقة بالتجسس لصالح إيران ليلفت الانتباه ويثير القلق من أن تكون القصة بداية لحرب جواسيس بين واشنطن وطهران، خاصة وأن المتهمة كانت تشغل منصبا حساسا فى الجيش الأمريكى سمح لها بالإطلاع على تفاصيل وأسرار عسكرية سرية للغاية، فيما سيبدو وكأنه انتصارا حققته طهران.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن متخصصة استخباراتية بسلاح الجو الأمريكى، والتى انشقت لإيران قد واجهت اتهامات بالتجسس بعدما زعمت السلطات الأمريكية أنها قدمت معلومات تخص حكومة أمريكا تتعلق ببرنامج عسكرى سرى للغاية، وساعدت قراصنة إيرانيين فى استهداف زملائها السابقين.
وتحدث الإدعاء عن أن الضابطة وتدعى مونيكا إلفريد ويت، تبلغ من العمر 39 عاما، وكانت متخصصة فى مكافحة التجسس شاركت من قبل فى مهام سرية أمريكية فى الخارج، قد أصيب بخيبة أمل من الولايات المتحدة التى غادرتها، وخانت بلادها.
وتناولت لائحة الاتهام التى وردت فى 27 صفحة تفاصيل المزاعم ضدها، وقال المدعون إنه حتى قبل انشقاقها رسميا فى عام 2013، ظهرت مونيكا فى مقاطع فيديو وتصريحات إعلامية تنتقد الحكومة الأمريكية، وكانت تعلم أن هذه التصريحات ستذاع فى المنابر الإعلامية الإيرانية، وتجاهلت تحذير من الإف بى أى بأن الاستخبارات الإيرانية ربما تحاول تجنيدها، وكانت دوافعها الرئيسة إيديولوجية، وفقا لما قاله جاى تاب، المساعد التنفيذى لمدير الأمن القومى بالإف بى أى، وأضاف أنه بمعنى آخر قررت أن تتحول ضد الولايات المتحدة وتغير ولاءها لصالح حكومة إيران.
وبقول المسئولون إن خيانة ويت المزعومة كانت شخصية، ومضرة أيضا حيث هددت عملية حساسة رفضت السلطات الكشف عنها، ووضعت زملاءها السابقين فى العمل فى مرمى دولة أجنبية معادية.
ووفقا للائحة الاتهام، فإن ويت كانت تسعى لمشاركة المعلومات التى لديها والخروج من الولايات المتحدة، وتظهر الرسائل النصية التى تم الكشف عنها ضمن لائحة الاتهام سعيها لمجاملة موقع ويكيليكس وروسيا بعد إيران، والذين تشككا فى دوافعها أو مصداقيتها على ما يبدو وقبلوا مبادرتها ببطء.
وقال مسئولو الإدعاء إن القضية تظهر مدى ما تسعى إليه إيران وغيرها من خصوم واشنطن إلى تجنيد مسئولين استخباراتيين أمريكيين سابقين وحاليين، حيث أجرت ويت اتصالا مع الإيرانيين خلال مؤتمر، وظلت على اتصال منتظم فيما بعد بمواطن أمريكى إيرانى قال المدعون إنه ساعد فى تعريف وتقييم الأهداف المحتملة للاستخبارات الإيرانية، ويبدو أن الإيرانيين وجدوا ويت مساهمة أكثر مما كانوا يريدون.
وولدت ويت فى تكساس ونشأت فيها، وانضمت لسلاح الجو الأمريكى فى عام 1997 وسرعان مع حصلت على الثقة واؤتمنت على أدق أسرار الجيش، وفقا للائحة الاتهام، فكان لديها قدرة على الحصول على المعلومات السرية والسرية للغاية وتم تدريبها باللغة الفارسية، ومن مايو 1999 وحتى 2003، أمضت بعض الوقت فى رحلات خارجية سرية لجمع معلومات استخباراتية إلكترونية.
وفى الفترة بين نوفمبر2003 ومارس 2008، التحقت بالعمل كمحققة جنائية ومتخصصة فى مكافحة التجسس فى مكتب التحقيقات الخاصة بالقوات الجوية، وهى المهمة التى أتاحت لها السفر إلى الشرق الأوسط فى عمليات سرية ووفرت لها وصولا إلى أسماء ومصادر العملاء الأمريكيين المشاركين فى أنشطة سرية وتركت الجيش الأمريكى فى 2008، لكنها عملت كمتعاقدة حكومية لحوالى عامين إضافيين وشمل هذا العمل على برنامج سرى.
وفى السنوات التى تلت مغادرتها للحكومة، بدت ويت مولعة بإيران ولا تثق بالحكومة الأمريكية، وسافرت فى فبراير 2012 إلى إيران للمشاركة فى مؤتمر نظمته منظمة تدعى الأفق الجديد بعنوان "الهوليودية" والذى تم تنظيمه من قبل أحد فروع الجيش الإيرانى وكان يهدف إلى الترويج لدعاية مناهضة لأمريكا، بحسب ما يقول الإدعاء الأمريكى.
وظهرت ويت فى مقاطع فيديو تم تعريفها فيها على أنها من مخضرمى الجيش الأمريكى وانتقدت الحكومة الأمريكية، وأذاع التلفزيون الإيرانى أيضا احتفالا أعلنت فيه اعتناقها الإسلام، بحسب ما ورد فى لائحة الاتهام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة