يجرى وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، لقاءات فى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الاثنين، وذلك بعد أسبوع من تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريرى، بعد ممارسة حزب الله ضغوطات على الحريرى قبيل الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة.
والتقى وزير الخارجية الإيرانى فى مستهل زيارته مع الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون، وقالت مكتب الاعلام فى رئاسة الجمهورية اللبنانية، إن اللقاء تناول الأوضاع فى سوريا وقضية اللاجئين السوريين فى لبنان، مؤكدا أن الوزير الإيرانى جدد الدعوة للرئيس اللبنانى لزيارة طهران خلال الفترة المقبلة.
وتحاول إيران عبر وزير خارجيتها مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليها وذلك عبر استخدام أذرع طهران فى المنطقة سواء فى العراق أو لبنان، وهو ما يؤكد تلاعب طهران باستقلالية وسيادة دول المنطقة لتحقيق مصالح وأجندات تخدم أهدافها فى المنطقة.
وتأتى زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى بيروت، عقب طرح الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله لفكرة تسليح الجيش اللبنانى عبر المنحة الإيرانية، وخاصة توريد أنظمة دفاع جوى بحجة التصدى للطائرات الإسرائيلية التى تخرق الأجواء اللبنانية لاستهداف مواقع عسكرية فى سوريا.
ومن المقرر أن يجدد وزير خارجية إيران العرض الذى تقدمت به البلاد بواسطة حسن نصرالله لتزويد لبنان بنظام صواريخ مضادة للطائرات بغية مواجهة الطيران الإسرائيلى، فضلا عن تقديمه عدة مساعدات فى مجال التنمية والإعمار تشمل بناء المحطات الكهربائية.
بدوره سأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الأحد، الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، فى مسألة تعهده استقدام أنظمة دفاع جوى للجيش اللبنانى: "لماذا لا يتم استعمال هذه الأنظمة فى سوريا لرد الاعتداءات الإسرائيليّة التى بلغت فى الأشهر السبعة الأخيرة العشرين غارة وتم ضرب مراكز لإيران وحزب الله؟".
وعن طرح الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله تزويد الجيش اللبنانيّة بسلاح إيرانى وفتح لبنان أمام الأدوية الإيرانية، قال جعجع: "تاريخيا لم يكن هناك من حساسية بين الشعب اللبنانى والشعب الإيرانى وإنما الموقف من مسألة طرح مساعدة الحكومة الإيرانية للبنان هو مسألة علمية وباردة. إيران بحالة حرب مع الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية فيما حجم الصادرات اللبنانيّة لإيران مقارنة مع حجم الصادرات إلى السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لا يكاد يذكر".
ورجح خبراء أن تكون زيارة وزير الخارجية الإيرانى استخدام المصارف اللبنانية فى كسر العقوبات الأمريكية على إيران وهو ما يستحيل على المصارف اللبنانية الإقدام عليه لأنها تعى خطورة القيام بتلك الخطوة.
وتأتى زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى لبنان، عقب رفض عراقى للمشاركة فى دعم طهران ضد العقوبات الأمريكية، وذلك بسبب رفض الشارع العراقى للسلوك الإيرانى الذى يتلاعب بمصير حكومة بغداد ويستخدم ميليشيات مسلحة ممولة من طهران لخدمة حلفاء إيران فى العراق.
كانت الرئاسة اللبنانية، قد أكدت أن الرئيس عون بحث مع وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف مسألة النازحين السوريين فى لبنان، والتى تحتاج إلى معالجة تأخذ فى الاعتبار ضرورة عودتهم الآمنة إلى المناطق السورية المستقرة، لاسيما وأن تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فى لبنان.
ويحاول وزير الخارجية الإيرانى خلال زيارته إلى بيروت للترويج لرؤية طهران حول الأزمة السورية، وذلك عبر الدعوة لإعادة النازحين السوريين إلى المدن والقرى التى نزحوا منها منذ اندلاع النزاع المسلح فى تلك المناطق، وسط رفض من بعض القوى السياسية اللبنانية من الخطة الإيرانية التى تهدد أمن وسلامة النازحين السوريين المقيمين فى لبنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة