على ضفاف النيل فى أسوان تكمن الطبيعة والسحر والجمال الذى يميز المكان، خاصة أن أسوان من المواقع التى حباها الله بجمال الطبيعة، حيث نهر النيل بلونه الأزرق الجميل والصخور الجرانيتية وسط المياه وحبات الرمال الصفراء على ضفة النهر، ووسط كل هذا تشاهد منظرا جماليا صناعيا ابتكره أبناء النوبة المقيمين بالقرى المطلة على النيل.
"اليوم السابع" يأخذ قرائه فى جولة إلى أقصى جنوب مصر حيث البيوت النوبية المميزة على ضفاف النيلية والتى استطاع أهلها أن يجذبوا إليهم آلاف السائحين سنوياً فى جولة سياحية لا يمكن أن تفوت السائح خلال زيارته لأسوان.
ركوب الجمال
هانى ماهر، مرشد سياحى أخذنا فى جولة داخل مدينة أسوان إلى البيوت النوبية غرب النيل برفقة مجموعة من السائحين الأجانب القادمين من هولندا، بدأت الرحلة بجمع الفوج السياحى من أحد الفنادق السياحية العائمة التى ترسو بكورنيش النيل بمدينة أسوان وبدأوا يتحركون فى مجموعة إلى مرسى الحديقة النباتية على الكورنيش أيضاً ويبعد خطوات عن الباخرة..
الطبيعة فى النوبة
هنا رحب الريس أبوعمر مراكبى بالفوج السياحى وقائدهم المرشد السياحى، فهو يجيد تحدث عدد من اللغات الأجنبية بطلاقة دون تعلمها فى مدارس أو مراكز خصوصية ولكن بحكم تعامله مع زبائنه الأجانب، ثم شد حبل مركبته ليبدأ الرحلة إلى البيوت النوبية.
تحدث المراكبى أبو عرم لـ"اليوم السابع"، قائلاً: البيوت النوبية أصبحت ضمن أجندة زوار أسوان فهى لا غنى عنها، ويفضل السائح استقلال مركب نيلى من كورنيش أسوان حتى البيوت النوبية غرب النيل قبل خزان أسوان حيث قرية غرب سهيل النوبية، وهناك قرى أخرى نوبية ولكن معظم الزائرين الأجانب والمصريين يفضلون غرب سهيل.
المشغولات يدوية
وأشار إلى أن رحلتها تستغرق حوالى نصف ساعة عن طريق النيل، ويمكن الذهاب إليها باستخدام الطريق البرى ولكن يفضل السائحون الذهاب عن طريق اللنشات النيلية حتى يستمتع بالمشاهد الخلابة لنهر النيل ورؤية جمال الطبيعة من جبال وصخور وقصر الملك فاروق الذى تحول إلى فندق سياحى وحديقة ابنته الأميرة فريال التى أهداها لها فى عيد ميلادها بالإضافة إلى رؤية المحميات الطبيعية مثل سالوجا وغزال وضريح الأغخان وغيرها من المشاهد وصولاً إلى البيوت النوبية.
النيل فى أسوان
وتوقفت المركب عند المرسى بقرية غرب سهيل النوبية، واصطحب المرشد السياحى هانى ماهر، مجموعته السياحية إلى القرية وطرق باب مكتوب عليه منزل الحاج ناصر، وداخل البيت الذى بدأ عليه الألوان الزاهية والنقوش النوبية القديمة، وفى داخله "مضيفة" يستريح عليها الزائرون بعد عناء المشوار وغطت المجالس بالمصنوعات اليدوية ذات الألوان المتعددة وجلس بعضهم يتناول الشاى بالنعناع المميز، ثم أسرع البعض الآخر إلى حوض مبنى من الطوب اللبن مغطى أعلاه بحديد يظهر بداخله تمساح كبير.
بيت نوبى
فيما قال عم ناصر، لـ"اليوم السابع"، إن تربية التماسيح هى كانت عادة مألوفة لدى الأجداد النوبيين الذين يعدون هذا نوعاً من إظهار القوة خاصة أنهم كانوا يصطادون هذه التماسيح من النيل ثم يجلبونها إلى البيت داخل قفص حديدى محكم ثم يطعمونها ويجعلون الصغار يلعبون معها بحرص شديد، مشيراً إلى أن تربية التماسيح اليوم أصبحت نوعاً من الجذب السياحى للمصريين والأجانب الذى يتوافدون على البيوت النوبية ويلتقطون الصور التذكارية مع التمساح الكبير ومع التماسيح الصغيرة حديثة الولادة.
جولة سياحية
شوارع النوبة
ووقفت سيدة من أهل بيت عم ناصر، تعرض على السيدات من الأجانب المشغولات النوبية اليدوية التى صنعتها بيدها من الطبيعة مثل الشنط الحريمى المصنوعة من الخوص وجريد النخيل، وأيضاً العقد والحظاظات المصنوعة من الخرز، وغير ذلك من باقى المشغولات اليدوية التى يقبل عليها السائحين ويشترون بعضها.
النيل فى أسوان
وبعد وقت طويل استمر فيه السائحون الأجانب داخل القرية النوبية، استمتعوا خلاله بطقسها وطقوس أهلها والتقطوا الصور التذكارية بجوار نهر النيل ومن خلفهم البيوت النوبية الملونة وتناولوا وجبة الغداء فى مطعم الأناكاتو أحد البيوت النوبية التى حولها صاحبها إلى فندق سياحى على الطراز النوبى، واستقل البعض منهم الجمال فى جولة بشوارع القرية النوبية، ثم عادوا مرة أخرى إلى مركب الريس أبو عمر الذى انتظرهم فى نفس المرسى ليعود بهم إلى مدينة أسوان حيث محل إقامتهم بالفندق السياحى العائم.
تماسيح النوبة
وأوضح هانى ماهر، المرشد السياحى، إن البيوت النوبية أصبحت قبلة لجميع السائحين من مختلف دول العالم، حتى السائحين المصريين من محافظات الوجه البحرى، ونجح أبناء النوبة عقب فترة ركود السياحة فى خلق مجتمع سياحى قادر على جذب مئات السائحين يومياً بعد أن أبرزوا عاداتهم وتقاليدهم وأحيوا طبيعتهم النوبية القديمة التى توارثوها من الأجداد وجذبت السائحين إليهم، مؤكداً أن هذه المجتمعات استطاعت بفضل توحدها وتكاتفها أن يقضوا على البطالة وأن يوفروا للسائحين مزاراً وسوقاً سياحياً.
النيل فى أسوان
عم ناصر وصديقه
مطعم الأناكاتو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة