اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى، 374 فلسطينيا من أنحاء متفرقة فى الضفة الغربية خلال شهر نوفمبر الماضي، من بينهم 66 طفلا، و6 من النساء.
وأشارت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان "نادى الأسير الفلسطينى، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين"، ضمن ورقة حقائق صدرت عنها اليوم الأحد، إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت 137 مواطنا من مدينة القدس، و42 مواطنا من محافظة رام الله والبيرة، و70 مواطنا من محافظة الخليل، و22 مواطناً من محافظة جنين، ومن محافظة بيت لحم 43 مواطناً، فيما اعتقلت 12 مواطنا من محافظة نابلس، ومن محافظة طولكرم 15 مواطنا، و7 مواطنين من محافظة قلقيلية، أما من محافظة طوباس فقد اعتقلت 5 مواطنين، ومواطنين اثنين من محافظة سلفيت، وثمانية مواطنين من محافظة أريحا، بالإضافة إلى 11 مواطنين من غزة.
وبذلك بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين فى سجون الاحتلال، حتّى نهاية شهر نوفمبر 2019 قرابة5000، منهم 38 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال نحو200 طفل، والمعتقلين الإداريين أكثر من 450، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإدارى الصادرة 90 أمرا إداريا بين جديد وتجديد لأوامر صدرت سابقاً.
وفى السادس والعشرين من نوفمبر، اُستشهد الأسير سامى أبو دياك، بعد عملية قتل بطيء نفذتها إدارة معتقلات الاحتلال الإسرائيلى بحقه على مدار سنوات اعتقاله، خلالها استخدمت بحقه الإهمال الطبى المتعمد الذى يصنف كجزء من أدوات التعذيب الممنهجة.
وكان أبرز ما تعرض له الأسير أبو دياك، خطأ طبى فى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلى عام 2015، حيث تم استئصال جزءً من أمعائه ولاحقاً تبين وجود خطأ طبي، وتفاقم وضعه جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" أو الترحيلات - التى تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى- وأُصيب بتسمم فى جسده وفشل كلوى ورئوى، وعقب ذلك خضع لثلاث عمليات جراحية، وبقى تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعى، إلى أن انتشر السرطان فى جسده، وبقى يقاومه إلى جانب مقاومته لإجراءات السّجان.
والشهيد أبو دياك، من بلدة سيلة الظهر فى محافظة جنين شمال الضفة الغربية ويبلغ من العمر (36 عامًا)، اعتقله الاحتلال فى تاريخ 17 يوليو عام 2002م، بتهمة مقاومة الاحتلال، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد ثلاث مرات، و30 عامًا، وله شقيق آخر أسير وهو سامر أبو دياك وهو كذلك محكوم بالسّجن مدى الحياة، حيث رافقه طوال سنوات مرضه فيما تسمى بمعتقل "عيادة الرملة" لرعايته ورفاقه الأسرى المرضى.
وفى كل المحاولات، التى جرت للإفراج عنه، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت ذلك رغم تيقنها من أنه وصل إلى المرحلة الأخيرة من المرض، وأبقت على احتجازه فى معتقل "عيادة الرملة" التى يطلق عليها الأسرى بـ"المسلخ"، وكانت قد عينت جلسة فى تاريخ الثانى من ديسمبر للنظر فى قضية الإفراج المبكر عنه، إلا أنه استشهد قبل موعد الجلسة.
وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الوطنية الأسيرة منذ عام 1967، إلى 222 شهيداً، من بينهم 67 أسيرا قتلوا عبر سياسة الإهمال الطبى المتعمد، وخلال العام الجارى قتل الاحتلال خمسة أسرى وهم: فارس بارود، وعمر عونى يونس، ونصار طقاطقة، وبسام السايح بالإضافة إلى سامى أبو دياك.
وخلال الشهر الماضى، استمر ثلاثة معتقلين إداريين فى إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجاً على سياسة الاعتقال الإداري، التى تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلى بلا أى مبرر قانونى بحق ما يقارب 450 معتقلاً إدارياً.
وبناء على المتابعة المستمرة لمؤسسات الأسرى، فإن الأسير أحمد زهران المضرب عن الطعام يواصل إضرابه منذ 77 يومًا والأسير مصعب الهندى المضرب عن الطعام منذ 75 يومًا، والأسير إسماعيل على الذى علق إضرابه خلال الشهر المنصرم، فى تاريخ 12 نوفمبر بعد 112 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك بعد اتفاق يقضى بتحديد سقف اعتقاله الإدارى من خلال إصدار قرار إدارى أخير بحقه مدته 6 شهور.
ويعانى كل من الأسيرين زهران والهندى، أوضاعا صحية خطيرة، فالأسير زهران يعانى من دوخة وصداع مستمر بشكل يومى خاصة فى فترة الصباح، إضافة إلى ألم شديد فى كافة مفاصل الجسم وألم فى جوانبه، ولم يعد قادراً على الوقوف والحركة، بالإضافة إلى ألم فى العيون وصعوبة فى الرؤية، وعدم انتظام فى ساعات النوم، ويتقيأ سائل مختلط بالدم، بجانب وجود حرقة شديدة فى البول، بالإضافة إلى أنه خسر أكثر من 27 كجم من وزنه.
وبالنسبة للأسير مصعب الهندى، فهو يعانى من دوخة وصداع مستمرين، وصعوبة فى الرؤية والتنفس، ووجع فى كافة مفاصل الجسم وألم فى جوانبه، ويتقيأ سائل مختلط بالدم، وخلال زيارته أكد على أنه فقد القدرة على النوم بسبب الآلام، وأنه خسر أكثر من 25 كغم من وزنه.
وتحذر مؤسسات الأسرى، من خطورة الوضع الصحى للأسرى المضربين عن الطعام، وتطالب مؤسسات الأسرى المجتمع الدولى والدول الأعضاء الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بالضغط على الاحتلال، لوقف الانتهاكات التى يتعرض لها الأسرى ولإنهاء سياسة الاعتقال الإدارى التعسفى.
وتتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلى، اعتقال كبار السن حالهم كحال أى فئة أخرى من أبناء شعبنا الفلسطيني، ويتعرضون كغيرهم من الأسرى إلى التعذيب بكافة أشكاله، والتى تبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال، وكثيراً ما قامت إدارة المعتقلات بعزل عدد منهم، وحرمانهم من الزيارة، وممارسة الإهمال الطبى المتعمد بحقهم حتى استشهاد بعضهم.
كما لم يستثن الاحتلال، أيضاً النساء المسنات من عمليات الاعتقال والتنكيل، حيث اعتقل العشرات منهن، على مدار السنوات السابقة ولم يكتفِ بذلك، بل فرض على بعضهن الإقامة الجبرية بعد إطلاق سراحهن.
وتفيد المؤسسات العاملة فى مجال الأسرى، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية، تحتجز فى سجونها عشرات المسنين الفلسطينيين اللذين تجاوزت أعمارهم الـ60 عاما، فى ظروف قاسية.
وأبرز الحالات لهذه الفئة من الأسرى، الأسير المريض فؤاد الشوبكى أكبر المعتقلين سنًا فى معتقلات الاحتلال الإسرائيلى والملقب "بشيخ الأسرى"، حيث يبلغ من العمر (81 عاما)، ويحتاج لعناية طبية ورعاية خاصة، حيث يعانى من عدة أمراض مزمنة ومنها السرطان، وهو معتقل منذ العام 2006، ومحكوم بالسجن لمدة (17 عاما).
وكذلك عميد الأسرى الفلسطينيين، فى سجون الاحتلال كريم يونس، والذى يبلغ من العمر (64 عاما) والمعتقل منذ العام 1983، وكذلك الأسير المسن يوسف أبو الخير (73 عاما)، والأسير نائل البرغوثى (62 عاما) الذى يقضى أطول فترة اعتقال فى سجون الاحتلال ومدتها (40 عاما)، والأسير المسن بدران جابر (74 عاما) من الخليل، وغيرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة