حمل مبنى البرلمان المصرى، فى قلب القاهرة، قيمة تاريخية ومعمارية شامخة، فقد شهد هذا المبنى أحداثا مهمة فى تاريخ مصر الحديث ومسيرة العمل الوطنى بها، منذ افتتاحه فى عام 1924 ليستقبل أول برلمان مصرى حديث بعد صدور دستور عام 1923، وعقدت بداخل هذا المبنى الجلسة الأولى لمجلسى الشيوخ والنواب فى يوم السبت 15 مارس عام 1924.
ولا شك أن متحف البرلمان شاهد على تاريخ الحياة النيابية الحديثة فى مصر، ويضم مستنسخات أثرية لأقدم نظم الحكم والتشريعات والقوانين والمعاهدات فى تاريخ الإنسانية، ومقتنيات ترجع إلى مختلف العصور، إضافة إلى ما يعرضه من هدايا تذكارية تم تقديمها إلى المجلس.
الملك فاروق يجلس على "كرسى العرش"
ومن أروع ما يضمه متحف البرلمان "كرسى العرش" الذى كان يتصدر قاعة مجلس النواب وعلى جانبيه شمعدانان وتعلوه الكمبوشة، وهو من الخشب المذهب ومكسو بالقطيفة الزيتى، وله شلته متحركة وعلى واجهاتها زخارف نباتية فى أعلى الركنين يتوسطهما شعار الهلال، وبداخله 3 نجوم يعلوها تاج، وكان هذا شعار أسرة محمد على، ويتميز هذا الكرسى بأن رجليه الأماميتين لكل منهما قاعدة على شكل رجل حيوان له مخالب، ويعلوها بالحفر البارز رأس أسد مجنح.
كان يحل هذا الكرسى محل المنصة، وكان يجلس عليه الملك فاروق عند حضوره جلسات البرلمان، ثم قامت ثورة يوليه 1952، وتم إلقاء جميع الصور الملكية فى مخازن البرلمان، وإزالة العرش الملكى، وتركيب النسر الجمهورى ورفع العلم المصرى فوق البرلمان.
الملك فاروق فى مجلس النواب
وفى 28 يناير سنة 1954 نشرت إحدى المجلات المصرية صورة تمكن أحد المصورين الصحفيين من التقاطها - بعد أن تسلل إلى مخزن المهملات - ليسجل المصير المحتوم الذى انتهى إليه كرسى عرش مصر، الذى كان يجلس عليه الملك فاروق آخر ملوك مصر والذى كان مستقرا تحت ستائر المخمل فى دار البرلمان المصرى، وقد غطى رمز الملكية بقطعة من القماش.
وذكرت تقارير صحفية أن إحدى لجان الجرد الحكومية كانت تجرد قاعة البرلمان، وعندما وصلت إلى ستائر المخمل رفع أحد أعضائها طرف الستائر وسأل معاون البرلمان عن كرسى العرش المذهب، فضحك معاون البرلمان وأخبر اللجنة أن كرسى العرش ألقـى به الفراشون فى مخزن المهملات.
فذهبت اللجنة إلى المخزن حيث كان كرسى العرش مُلقـى على جانبه الأيسر وكان التراب والعنكبوت يعشـشان مـــن حوله، وقد اقترح بعض المسئولين بعرض هذا الكرسى فى المزاد العلنى لمخلفات الملك فاروق، قبل أن يتم إنشاء متحف البرلمان للحفاظ على التراث المصرى فى مجال الممارسة السياسية والتشريعية والبرلمانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة