تمر اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولى أحد أهم فنانى الكوميديا فى مصر، وأحد أيقونات الضحك والفن وصاحب مدرسة خاصة فى الكوميديا والمسرح تعلم وتخرج منها الكثيرون، حيث ولد الفنان الكبير فى مثل هذا اليوم الموافق 28 ديسمبر من عام 1921 .
ولد ونشأ فى حى باب الشعرية، خير من جسد أدوار الأب البسيط، والموظف المطحون صاحب المبادئ، وعرف بين الجماهير وفى الوسط الفنى بلقب بابا عبده وهو الدور والاسم الذى اشتهر به بعد مسلسل أبنائى الأعزاء شكرا، الذى حقق نجاحا هائلا، كما جسد دور الأب فى فيلم الحفيد أحد أفضل الأفلام التى جسدت حياة الأسرة المصرية المتوسطة بشكل حقيقى وواقعى.
لم تكن طفولة بابا عبده سهلة، حيث توفى والده وهو فى سن 6 شهور، وترك زوجته الشابة وفى رقبتها 3 أولاد أولاد أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم الرضيع عبدالمنعم مدبولى، ولم تكن الأم تملك سوى معاش ضئيل، فنشأ الفنان الكبير يتيما فقيرا محروما من أشياء كثيرة، فكانت والدته تصطحبه أيام الإجازة إلى محلات النجارة والسباكة والكهرباء لتطلب من الأسطوات أن يعمل معهم ويعلموه الصنعة، ولذلك تعلم بابا عبده منذ صغره كيف يكون عصاميا ويعتمد على نفسه.
بدأت مواهب الفنان الكبير وهو طفل فى الابتدائى، وكانت المنطقة الشعبية التى يعيش فيها تتميز بكثرة الموالد، فكان يرى الفرق المسرحية التى تأتى للمشاركة فى المولد ويحفظ عروضها، ويقدمها فى المدرسة، ويقوم بدور المخرج والممثل.
وفى حوار مع أمل عبدالمنعم مدبولى ابنة الفنان الكبير أشارت إلى أن والدها كان متعدد المواهب، وكان مخرجا ومؤلفا ويحب الرسم والنحت، لذلك التحق بكلية الفنون التطبيقية، حيث لم يكن معهد التمثيل قد بدأ، وبعد تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية كان معهد التمثيل بدأ فالتحق به وكان ضمن ثانى دفعة بالمعهد، وعندما وصل عمره 17 عاما بدأ يعمل باحتراف، حيث عمل مع فاطمة رشدى وجورج أبيض، وظلت موهبة الرسم تلازمه دائما حتى إنه رسم لوحات كثيرة، وعمل معارض كان يحضرها فاروق حسنى وأخذوا بعض لوحاته ووضعوها فى رئاسة الجمهورية وفى وزارة الثقافة، كما أنه شارك فى إصلاح لوحات قصر المانسترلى.
وبالإضافة إلى براعته فى التمثيل كان الفنان الكبير يجيد غناء الاسكتشات والاستعراضات على الرغم من أنه لم يكن مطرباً ، وغنى العديد من الأغانى التى حققت نجاحاً كبيرا ، ومنها أغانى الأطفال مثل أغنية" توت توت " والأغانى التى قدمها خلال فوازير الأطفال" جدو عبده"، فضلا عن عدد من أغانى الأفلام، وأشهرها أغنية " طيب ياصبر طيب" التى غناها فى فيلم" مولد يادنيا"، فحققت نجاحاً مدوياً ، حتى تمنى موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب أن يلحن له وطلب ذلك بنفسه، وكانت المرة الأولى التى يطلب فيها الموسيقار الكبير التلحين لفنان.
وعن هذه الواقعة قالت أمل عبدالمنعم مدبولى :" كانت علاقة والدى قوية بعبدالوهاب، الذى حضر افتتاح فيلم مولد يادنيا وكان الفيلم من إنتاج صوت الفن، وأعجبته أغنية الفيلم وشعر بالغيرة من نجاحها وكانت من تلحين كمال الطويل، وقال لوالدى عاوز ألحن لك، وبعدها تقابلا فى مناسبة، وقال له والدى: أعرفك بنفسى أنا المطرب عبدالمنعم مدبولى، فقال له عبدالوهاب لازم أعملك حاجة"
وتابعت:" وبالفعل لحن موسيقار الأجيال لوالدى أغنية خلال فيلم «ألف بوسة وبوسة» ولحن لكنها لم تأخذ نجاح مولد يادنيا، وهى المرة الأولى التى يطلب فيها عبدالوهاب التلحين لأحد، ولكن نجاح أعمال أبى فى الغناء رغم أنه ليس مطربا دفعه لذلك، كما نجحت أغانى والدى للأطفال وفى الفوازير بشكل كبير."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة