بطريقة متحضرة، قدمت مجموعة من راقصات البالية الفرنسيات على أعتاب قصر "هارنيه" التاريخي فى باريس مشهدا من باليه "بحيرة البجع" للملحن الروسي بيوتر تشايكوفسكي احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد فى البلاد، وارتدت الراقصات أزياء بيضاء ليرقصن أمام الجمهور مقتطفات من الباليه المشهور برفقة الأوركسترا وذلك على خلفية لافتات كتب عليها "الثقافة في خطر" و "أوبرا باريس تحتج" ثم غنين النشيد الوطني الفرنسي.
ونقلت شبكة مونت كارلو أخبار عن أن فناني وفنانات مسرح "غراند أوبرا" انضموا منذ أسبوعين إلى الإضراب، وقد ألغى المسرح 45 مسرحية وعرضا وتكبد خسائر مالية قدرها 8 ملايين يورو، حيث جاء احتجاج العاملين في الأوبرا على مشروع إصلاح نظام التقاعد لأنهم يعتبرون أن تأخير سن التقاعد لا يمكن أن يطبق عليهم ولاسيما الراقصين والراقصات، معتبرين أن ترويض الجسد على الرقص في الأوبرا يبدأ بشكل مبكر ويشيخ جسد الراقصة والراقص في سن الثلاثين.
جدير بالذكر أن نظام التقاعد المبكر المتبع في أوبرا باريس سن في عام 1698 أي تحت حكم الملك لويس الرابع عشر، ولدى راقصات الباليه الفرنسيات الآن الحق بالانتقال إلى التقاعد بسن 42 عاما ليتقاضين راتبا شهريا بمقدار ألف يورو، بينما يمنح الحق المذكور فناني المسارح الفرنسية الأخرى بعد بلوغهم سن 62 عاما فقط.
الاحتجاجات فى فرنسا
رقصة باليه فى باريس احتجاج على قرار ماكرون
رقصة باليه فى باريس
وكانت قد أعلنت الرئاسة الفرنسية، أن الرئيس إيمانويل ماكرون قرر التنازل عن معاشه التقاعدي عندما يغادر قصر الإليزيه، فى الوقت الذى يواجه حركة احتجاجات واسعة ضد مشروعه لإصلاح نظام التقاعد فى البلاد، فيما قرر ماكرون أيضا عدم الانضمام إلى المجلس الدستورى الفرنسى عندما يصبح رئيسا سابقا للجمهورية، حيث احتفل بعيد ميلاده الثانى والأربعين، والذى تستمر فترة ولايته حتى العام 2022، ويعتبر رؤساء الجمهورية السابقين أعضاء مدى الحياة فى المجلس الدستورى، ويبلغ راتب كل واحد منهم 13500 يورو شهريا، وسيكون ماكرون أول رئيس سابق في تاريخ فرنسا يتنازل عن المعاش التقاعدى الذى يحق له أن يتقاضاه مدى الحياة اعتبارا من تاريخ مغادرته قصر الإليزيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة