صور.. "آية" بطلة العالم لرفع الأثقال تقطن فى بيت بدائى ولا تجد مكانا للتدريب.. والدها: أعمل باليومية ولم أتوقع فوز نجلتى بالبطولة.. ووالدتها: "رفعت رأسى وربنا كافأنا بعد طول كفاح وبنتى شرفتنا وتستعد للأولمبياد

داخل منزل بسيط وبدائى مكون من طابق واحد، مسقوف بالقش، لا تحمى محتوياته أمطار الشتاء، ولا يوجد به إلا فرش بسيط، وأوانٍ يتم وضعها على الأرض وبوتاجاز مسطح قديم، تربت الطالبة آية حمادة، وأشقاؤها الثلاثة، والتى استطاعت أن تحصل على بطولة العالم فى رفع الأثقال، بقريتها الكفر الجديد التابعة لمركز كفر الشيخ، فى 3 أشهر فقط.

آية محمد حمادة، طالبة بالصف الثانى الإعدادى بمدرسية النور للمكفوفين بكفر الشيخ، وحاصلة على 8 ميداليات فى بطولة العالم للمكفوفين "6 ذهبية، وميدالية فضة وميدالية برونزية"، ووالدها يعمل فلاحاً ووالدتها ربة منزل، ولديها شقيقين شيماء 17 سنة فى الصف الثالث الثانوى التجارى، والسيد 15 سنة، كان طالبا فى المعهد الأزهرى لم يكمل تعليمه حتى الصف السادس الابتدائي، وهى الوحيدة التى وُلدت كفيفة فى أسرتها.

وقال حمادة محمد على، والد آية، إنه فلاح بسيط يعمل باليومية، وهناك أيام لا يجد عمل، ويحمد الله على حياته، وكل أمله أن تحقق آية ما تريده، مؤكداً أنه كان لا يعرف اللعبة التى مارستها آية وحققت خلالها بطولة الجمهورية وبطولة العالم، ولا يعلم شيئا عن هذا العالم إلا سعيه وراء الرزق ليوفر لأسرته ما تحتاجه.

وأضاف والد آية، لـ"اليوم السابع"، قبل مشاركة آية فى البطولة طلبت منه المشاركة فقال لها: ربنا يحقق ما تريديه وينصرك، وكانت المفاجأة أن تكون بطلة مصر وبطلة العالم، ومهما وصفت فرحتى بها فلن توصف، مؤكداً أنهم يعيشون فى بيت قديم ويحمد الله على ذلك، ولا يريد إلا الستر .

وأكدت والدة آية حمادة أن لديها 3 أبناء، آيه أعزهم وأفضلهم، لأنها الوحيدة من ذوى الاحتياجات الخاصة فى الأسرة، ومطيعة، وأنها تحرص على مرافقتها يوم الأحد لمدرسة النور، وتعود يوم الخميس لتأخذها، مشيرة إلى أنها قالت لها إنها ستشارك فى البطولة على مستوى الجمهورية، فشجعتها، وحققت بطولة الجمهورية وبطولة العالم، ولم نكن نصدق أنها تحقق ذلك .

وأضافت والدة آية أنها تتمنى أن ترفع آية علم مصر فى كل دول العالم، مشيرة إلى أنها قاست كثيرا فى حياتها، وارتضت بالقليل مع زوجها المكافح، أعانه الله، فكافأه الله بحصولها على بطولات لم تتوقع أن تحصل عليها.

وقالت آية حمادة إنها لم تشارك فى حياتها إلا فى مسابقتين فقط، الأولى على مستوى مصر وحصلت على الميدالية الذهبية بمجموع رفع 220 كيلو، أما المرة الثانية فى حياتها والأولى على مستوى العالم هذه المرة والتى حصلت على الـ8 ميداليات، مؤكدة أن ثقتها فى الله وفى نفسها، وفى مدربيها، وحب الناس، دفعتها للفوز بالميداليات.

وأكدت آية أن مشاركتها كانت بعد اتصال تليفونى من الكابتن خالد عباده بمديرة مدرستها هناء محمود، عن إمكانية وجود طالبة تشارك فى المسابقة، فرشحتها وبالفعل سافرت للقاهرة وانضمت للفريق الفنى ومدربيها المكون من الدكتور أحمد عوين، المدير الفنى، والدكتور خالد عباده، مدرب، والكابتن أحمد أبو الوفا، وشيماء أبو الحسن، وحسن صيام.

وأوضحت آية أنها شاركت فى الثلاث مسابقات ما بين "اسكوت وبنشت وسحب"، مؤكدة أن والدتها وتشجيعها ومعاملتها لها، هى سر تفوقها، فهى التى تنتقل معها فى كل مكان تتوجه إليها، فتجدها بمدرسة النور للمكفوفين بكفر الشيخ لاستلامها ومرافقتها لمنزلهم بقرية الكفر الجديد، وهى التى ترافقها للمدرسة يوم الأحد من كل أسبوع، فهى سر قوتها وثقتها بنفسها .

وأكدت آية أن والدتها فرحت كثيراً بما حققته من ميداليات، وقالت لها: "فرحتينى ربنا يفرحك ويسعدك ويدخلك جنته ويرضى عنك يابنتى ألف مبروك وربنا يعلى اسمك كمان وكمان".

وأضافت آية أنها تؤكد للمكفوفين أن بداخلهم طاقة لا توجد لدى نظرائهم من المبصرين، ولابد من استغلالها فى كل ما هو مفيد، وعليهم عدم اليأس، ومن لديه طاقة وموهبة لابد من إظهارها.

وقالت آية إن ما يحزنها أنه لا يوجد "جيم" لتتدرب به حتى لا ينزل مستواها، وعندما توجهت لجيم خاص لتدرب به طلبوا منها 600 جنيه، وهى لا تملك أى مليم من هذا المبلغ، خاصة أن والدها عامل باليومية، ومنزلهم بسيط بدائى، ولم يكن يتوقع أحد أن يخرج من ذلك البيت البسيط بطلة للعالم، فبرغم بدائيته وبساطته إلا أنه ملىء بالحب، مؤكدة أنها تستعد للأولمبياد وسوف تسافر لتركيا بعد عيد الأضحى .

وأكدت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، أنها فخورة بأية وكل الطلاب والطالبات ذوى الاحتياجات الخاصة الذين يشرفون تعليم كفر الشيخ بحصولهم على جوائز على مستوى الجمهورية، وكان ختامهما مسك بحصول أيه محمد حماده على 8 ميداليات فى بطولة العالم لرفع الاثقال للمكفوفين برغم مشاركتها الأولى على مستوى العالم.

وأضافت وكيل الوزارة، أن ما حققه طلاب وطالبات كفر الشيخ من ذوى الاحتياجات الخاصة ب 25 ميدالية على مستوى الجمهورية وما حققته ايه، نتجية لتشجيع أولياء أمورهم، فهم من يستحقون التكريم، لأنهم وقفوا خلف أنجالهم يشجعونهم، فحققوا مالم يحققع غيره من المبصرين .

وقال أهالى القرية التى تقطن بها آية إن بداخلها طاقة كبيرة أن تكون نجمة فى لعبتها وتستعد للمشاركة فى الأولمبياد القادمة، مطالبين المسئولين فى المنتخب القومى المصرى وفى وزارة الشباب والرياضة واللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، مساعدة الأسرة فى بناء منزلها البدائى، ودعم آية بمبلغ مالى، فلم تحصل على مقابل مالى برغم تحقيقها لبطولة العالم.