الذكرى الـ41 لرحيل قارئ الملوك والرؤساء الشيخ مصطفى إسماعيل.. فاروق عينه قارئًا للقصر الملكى.. وحصل على وسام الاستحقاق من عبد الناصر.. أم كلثوم قالت له: "بنبسط لما اسمعك".. وعبد الوهاب والسنباطى تعلما منه

الخميس، 26 ديسمبر 2019 07:30 م
الذكرى الـ41 لرحيل قارئ الملوك والرؤساء الشيخ مصطفى إسماعيل.. فاروق عينه قارئًا للقصر الملكى.. وحصل على وسام الاستحقاق من عبد الناصر.. أم كلثوم قالت له: "بنبسط لما اسمعك".. وعبد الوهاب والسنباطى تعلما منه الشيخ مصطفى اسماعيل مع حفيده علاء حسنى
كتب على عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كان طفلا لم يتجاوز بعد الرابعة عشر من عمره، غير أن ثقته بالنفس التى اكتسبها من قوة وحلاوة صوته دفعته لأن يحلس على "دكة التلاوة"، مساويا نفسه بالكبار، فلم يكن أى شخص يمكنه أن يجلس على هذه الدكة، ورغم أن أحد هؤلاء الكبار نهر الطفل الصغير قائلاً:" انزل يا ولد هو شغل عيال ولا ايه"، إلا أنه سرعان ما عدل عن رأيه فى هذا الشيخ الصغير قائلاً له فى استحسان وثناء :"جدع يا ولا".

هذا المشهد الذى شهدته مدينة طنطا أوائل تسعينيات القرن الماضى، فى عزاء السيد بك القصبى، أحد أعيان القطر المصرى، الذى حضره كبار العائلات وكبار القراء، أبطال المشهد هم الشيخ حسن صبح، الذى نهر الطفل مصطفى محمد المرسى إسماعيل، الذى أصبح فيما بعد الشيخ مصطفى اسماعيل، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ 41 .

ولد الشيخ مصطفى محمد المرسى إسماعيل، المعروف بـ "قارئ الملوك والرؤساء"، فى قرية ميت غزال التابعة لمركز السنطة، بمحافظة الغربية، فى 7 يونيو من عام 1905، وحفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية ولم يتجاوز عمره بعد الثانية عشرة.

التحق مصطفى اسماعيل بالمعهد الأحمدى فى طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة، وأتم تلاوة وتجويد القرآن وراجعه عندما بلغ سن الـ 16 عامًا على يد الشيخ إدريس فاخر، وخلال هذه الفترة عٌرف عنه عذوبة صوته، وقوة أدائه، والنفس الطويل فى القراءة التجويدية، فكان صاحب مدرسة جديدة فى أسلوب التلاوة والتجويد، والمقامات.

وحول بداية شهرة الشيخ مصطفى اسماعيل، أكد علاء حسنى، حفيد الشيخ مصطفى اسماعيل لابنته، فى حوار سابق لـ "اليوم السابع"، أن جده احترف تلاوة القرآن الكريم فى عام 1925 حيث ذهب إلى القاهرة واشترك فى رابطة القراء، وكان عندها ليلة فى مولد النبى صلى الله عليه وسلم فى الحسين، فدعوه فقرأ نصف ساعة، وكان فيها ناظر الخاصة الملكية مراد محسن باشا، فأرسل لمدير الغربية يطلبه، وذهب له إلى السرايا، فطلب منه أن يحضر إلى مصر فى ذكرى الملك فؤاد 28 أبريل، ووقع معه عقدا وحضر الليلة، وكان شاه إيران فى الليلة، ومن هنا توالت الحفلات الملكية التى أحياها الشيخ مصطفى إسماعيل، بعد فرمان من الملك فاروق بتعيينه قارئًا للقصر الملكى، على الرغم من أنه لم يكن اعتمد بالإذاعة، التى التحق بها بعد ذلك، واستمر هكذا 9 سنوات من 1944 لـ 1952.

وذكر الشيخ مصطفى إسماعيل، فى حوار له مع التليفزيون المصرى، أنه كان على علاقة وطيدة بكوكب الشرق أم كلثوم، وقال عن تلك العلاقة :"كانت الست لما تشوفنى تقولى يا شيخنا تعالى أنا بنبسط لما بسمعك.. وسألتنى مرة أنت تعلمت موسيقى قولتلها أبدًا أنا عمرى ما مسكت عود ولا غيره، القراءة من عند ربنا، قالت ونعم بالله"

كما أنه كان على علاقة جيدة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، والمحلن رياض السنباطى، حيث أكد الشيخ مصطفى اسماعيل على هذه العلاقة فى لقاؤه التليفزيونى مع الإعلامى طارق حبيب قائلاً:"بعض الملحنين زي عبد الوهاب ورياض السنباطى دائما ما يقولون إننا نستلهم منك ومن القرآن الكريم، وكنت مرة مع رياض السنباطى وكان يلحن أغنية يا ظالمنى وكنت لديه قال أنا أخذ منك وأضع فى المزيكا" .


حصل الشيخ مصطفى اسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال احتفالية عيد العلم فى 19 ديسمبر 1965، وكانت المرة الأولى التى يمنح فيها الرئيس وسامًا لأحد المقرئين بمناسبة هذا العيد، كما منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وسام الامتياز عام 1985، ومنح وسام الأرز من رئيس وزراء لبنان تقى الدين الصلح عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا عام 1978، وأهداه الرئيس التركى السابق فخرى كورتورك، مصحفًا شريفًا مكتوبًا بماء الذهب.

وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات من المعجبين بصوته، حتى أنه كان يقلد طريقته فى التلاوة عندما كان السادات مسجونًا، وبعد أن أصبح رئيسًا اختاره ضمن الوفد الرسمى أثناء زيارته للقدس، والتى كان زارها قبل ذلك فى عام 1960، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى فى إحدى ليالى الإسراء والمعراج.

وحول براعة الشيخ مصطفى اسماعيل فى استخدام طبقات صوته بطرق مختلفة، قال حفيده علاء حسنى:"إنه لا يوجد مقرئ من المقرئين القدامى أو الحاليين يستطيع استخدام صوته ليبين معانى القرآن سوى مصطفى اسماعيل، فكل المقرئين سخرت القرآن لصوتها إلا الشيخ مصطفى اسماعيل سخر صوته للقرآن الكريم، وأى مقرئ محدود فى مقامات موسيقية محددة ويقرأ فى حدود حنجرته وهو نوع من الذكاء، وهو لا يمنع أن أصواتهم كانت مميزة، لكن جدى سخر صوته للقرآن، فقد كان يتعامل مع حنجرته كعضلة من عضلات جسمه فيعرف كل تفاصيلها، وكيف ومتى يستخدمها، مضيفًا أن الموسيقيين وعلماء القراءات والتفسير والأحكام الذين تكلموا عن الشيخ وصوته، أكدوا جميعا أنه من الناحية المقامية والحنجرية مبدع من الدرجة الأولى، وأدى بجميع المقامات المتاحة بالكامل، وكلها هبة من عند الله لأنه لم يدرس هذه المقامات، وأنا بقولى هذا لم أتحيز لجدى لكن هذا تاريخ ومتخصصون شهدوا بذلك، أنا مجرد عاشق للشيخ أولا لأنه جدى وثانيا كونى سميع ومقرئ"

وقرأ الشيخ مصطفى إسماعيل فى العديد من الدول العربية والإسلامية، وأيضا فى بعض المدن الأوروبية، حيث زار 25 دولة عربية وإسلامية، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوفى فى مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1978، عن عمر يناهز 73 عامًا، تاركًا بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً، و1300 تلاوة لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها إلى الآن.

إحدى الصحف الأجنبية تتحدث عن الشيخ مصطفى اسماعيل
إحدى الصحف الأجنبية تتحدث عن الشيخ مصطفى اسماعيل

 

اسطوانة للشيخ مصطفى اسماعيل
اسطوانة للشيخ مصطفى اسماعيل

 

 

الشيخ مصطفى اسماعيل مع حفيده علاء حسنى
الشيخ مصطفى اسماعيل مع حفيده علاء حسنى

 

 

الشيخ مصطفى اسماعيل وأسرته
الشيخ مصطفى اسماعيل وأسرته

 

 

الشيخ مصطفى اسماعيل يقبل الموسيقار محمد عبد الوهاب
الشيخ مصطفى اسماعيل يقبل الموسيقار محمد عبد الوهاب

 

 

الشيخ مصطفى اسماعيل
الشيخ مصطفى اسماعيل

 


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة