أرسل الأسقفان الانبا أغاثون أسقف مغاغة والانبا مايكل الأسقف العام بفرجينيا، خطابا جديداً للبابا تواضروس الثاني وللأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية يطالبان فيه البطريرك بإصدار قرار يوقف قداس العيد الإضافي الذى يترأسه الانبا سرابيون أسقف الكنيسة القبطية بلوس انجلوس ليلة الكريسماس (24 ديسمبر) بعد أن حصل على إذن البابا تواضروس لصلاة القداس مرتين الأولى في 24 ديسمبر دون كسر الصوم والثانية في السادس من يناير وذلك لتلبية احتياجات رعوية لشعب كنائس المهجر إذ تمنعهم ظروف الإجازات من الاحتفال بالعيد وفقا للتقويم الشرقي الذى تصلي به الكنائس في مصر، بالإضافة إلى انخفاض درجات الحرارة الشديد في بعض الولايات بكندا وأمريكا في شهر يناير مما قد يحول بين المصلين وبين كنيستهم في قداسات عيد الميلاد.
لماذا يرفض الأسقفان الاعتراف بتوصيات المجمع المقدس؟
في الخطاب الذى حصلت اليوم السابع على نسخة منه، اعتبر الأسقفان الانبا أغاثون والانبا مايكل، إن قرار مطران لوس انجلوس المتعلق بصلاة قداسين للعيد يخالف قوانين الكنيسة والمجمع المقدس مطالبين البابا تواضروس بإصدار قرار يوقف الصلوات أو يدعو لاجتماع عاجل للمجمع المقدس لكي تناقش تلك القضية، رغم إن قرار الصلاة قد صدر ضمن توصيات لجنة المهجر في المجمع المقدس الذى عقد في يونيو الماضي وذلك ضمن توصية تنص "فى حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا".
منحت هذه العبارة بوضوح أساقفة المهجر الحق فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد يوم 25 ديسمبر تماشيا مع الإجازات وظروف الحياة الاجتماعية فى البلاد التى يخدمون بها، وذلك شرط الحصول على موافقة البابا تواضروس الذى قال خلال زيارته لألمانيا: "ندرس مع الأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس إمكانية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى كنائسنا بالمهجر مرتين، مرة يوم الـ25 من ديسمبر تماشيا مع الإجازات ومرة أخرى يوم 7 من يناير وهو اليوم الذى تحتفل به الكنيسة وفقا لتقويمها الشرقى، وهو الأمر الذي حدث بالفعل.
تشير التوصية إلى كلمتين "قوانين الكنيسة" و"التقليد المقدس" متبوعة بالجملة نتيجة لاحتياجات رعوية فى بلاد المهجر، إذ تخضع مواعيد الاحتفال بالعيد لتقليد الكنيسة وقوانينها المتبعة منذ قرون حين قررت الكنيسة القبطية إتباع التقويم الشرقى فى الاحتفال بعيدي الميلاد المجيد والقيامة، وهو أمر لا علاقة له بالعقيدة ولا باللاهوت إنما مجرد حسابات فلكية وطريقة لحساب الزمن مثلما أكد البابا تواضروس خلال زيارته لألمانيا.
يرفض الأسقفان في خطابهم الجديد الاعتراف بتلك التوصية باعتبارها لم تنص صراحة على الاحتفال بالأعياد مرتين، مشيرين إلى أن التوصية غير ملزمة.
لماذا يتمسك الأسقفان بالهوامش ويتركون المتون؟
يعيد الأنبا اغاثون والانبا مايكل مرة أخرى لافتعال الأزمات بعد توقف دام عدة شهور، اعتاد فيها الأنبا اغاثون إصدار بيانات احتجاجية ضد ما استقر عليه البطريرك كنسيًا بينما يميل الانبا مايكل للتضامن معه في تلك الحملات.
كان آخر تلك البيانات الاحتجاجية ما شهده المجمع المقدس الأخير ، فقد ذكر خطاب موقع من الانبا بنيامين مطران المنوفية والانبا مايكل والانبا اغاثون خطاب موقع من الانبا بنيامين مطران المنوفية والأنبا موسى أسقف الشباب "لاحظنا منذ بضع سنوات وحتى الآن، ووصلتنا شكاوى عديدة من بعض الآباء الأساقفة، والأباء الكهنة، والآباء الرهبان، والخدام والخادمات، وبعض أبنائنا من شعب كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بمصر والمهجر، وتتلخص هذه المخالفات والتعديات، التى لاحظناها، ووصلتنا من كثيرين، يطلبون منا سرعة التدخل من المجمع المقدس، برئاسة قداسة البابا، للتصدى لهذه المخالفات والتعديات، التى تمس الكنيسة وعقائدها وتقاليدها، وما تسلمناه من الإيمان الذى تسلمناه منذ 21 قرناً من الزمان، هذا بالإضافة إلى ما جاء فى المذكرة التى قدمها نيافة الأنبا موسى بصفته مقرر لجنة الإيمان والتعليم والتشريع وتشتمل على حوالى 85 ملاحظة حول الإيمان والتعليم".
مذكرة المطران والثلاثة أساقفة، أثارت جدلًا واسعًا في الشارع القبطي لاسيما الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس الذى اعتبر تسريب مذكرات المجمع المقدس على مواقع التواصل الاجتماعي أمر لا يليق بأساقفة الكنيسة ولا بالآليات المتبعة فيه.
اعتاد الأسقفان "الانبا مايكل والانبا اغاثون" التمسك بالهوامش وترك المتون، خاصة وأن قضية تغيير مواعيد العيد لا تتعلق بلاهوت الكنيسة ولا تمس عقيدتها إنما ترجع إلى اختلاف التقويم المتبع بين الشرق والغرب، بينما اعتبرت مذكرة الأسقفين الجديدة قضية الاحتفال بالعيد جزء من تقليد الكنيسة وإيمانها المسلم من القرون الأولى.
ما السبب فى اختلاف مواعيد عيد ميلاد المسيح بين مصر والخارج؟
في كتابه عن عيد الميلاد المجيد يكشف الراهب كاراس المحرقي أسباب اختلاف التقويمين الشرقي والغربي فيقول : تعود قصة اختلاف التقويم إلى اختلاف في الحسابات الفلكية والتقويم المتبع في كل كنيسة، فالكنيسة القبطية على سبيل المثال تحتفل بعيد الميلاد يوم "29 كيهك" حسب التقويم القبطى، وكان هذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الرومانى، الذى سمى بعد ذلك بالميلادى.تحدد عيد ميلاد المسيح فى 25 ديسمبر بحيث يكون ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً)، وبعدها يبدأ النهار فى الزيادة والليل فى النقصان.
لكن فى عام 1582م. أيام البابا جريجورى بابا روما لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس فى موضعه، أى أنه لا يقع فى أطول ليلة وأقصر نهار، بل وجدوا الفرق عشرة أيام، أى يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع فى أطول ليل وأقصر نهار.
وعرف العلماء أن سبب ذلك هو الخطأ فى حساب طول السنة (السنة = دورة كاملة للأرض حول الشمس)، إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات.
ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أى أقل من طول السنة السابق حسابها بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالى عشرة أيام.
فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يقع 25 ديسمبر فى موقعه كما كان أيام مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الجريجورى.
تم العمل بهذا التعديل فى التاريخ فى كافة أنحاء أوروبا ولم يجرى العمل به فى مصر إلا زمن الاحتلال الإنجليزى ثم عادت الكنيسة المصرية لاستخدام التقويم القبطى الذى يعتبر 7 يناير هو عيد الميلاد ولم تعمل بالتقويم الجريجورى.
خطاب الأنبا مايكل والانبا اغاثون
خطاب الأسقفين
خطاب احتجاجي جديد
خطاب الأسقفين مايكل واغاثون
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة