فى احتفالية كبرى بقصر الكرملين، بروسيا، جاء تكريم الدكتورة مكارم الغمرى أستاذ اللغة الروسية ورئيس قسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس و عميد الكلية الأسبق، من الرئيس الروسى بوتين، حيث منحها وسام بوشكين أرفع الأوسمة الروسية التى تمنح للأجانب الذين لهم إسهامات فى مد جسور الحوار مع روسيا، لتستحق حقا أن نطلق عليها خير سفيره لوطنها الأم مصر.
لها العديد من المؤلفات الأكاديمية والبحثية فى مجالات الأدب والترجمة، والكثير من الكتب النقدية والتحليلية للأدب الروسى، كما أنها ترجمت العديد من المؤلفات الروسية إلى العربية لنشر الأدب الروسى بين متحدثى العربية، إنها الدكتورة مكارم الغمرى أستاذ اللغة الروسية ورئيس قسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس.
مشوار طويل ورحلة طويلة عاشتها الدكتورة مكارم الغمرى لتستحق فى النهاية أن تمنح هذا الوسام الذى يعد أرفع الأوسمة الروسية، وتفاصيل أخرى كشف فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، تحدثت خلاله عن لحظات التكريم وآخر أعمالها الأدبية.
فى البداية أكدت الدكتورة مكارم الغمرى أستاذ اللغة الروسية ورئيس قسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس، والمكرمة من الرئيس الروسى بوتين مؤخرا، أنها أشرفت على خمسين بحثا باللغتين العربية والروسية منها على سبيل المثال( الجذور الاجتماعية للخيال فى إنتاج تشيكوف ويوسف إدريس) و( الجريمة بين نجيب محفوظ ودستويفييسكي)، وتم نشر هذا البحث الأخير بمناسبة حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل.
وأشارت الغمرى فى حوارها ، إلى أنها حصلت على عضوية العديد من الاتحادات واللجان ومن أهمها عضوية اتحاد الكتاب المصريين، وعضوية لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، الجمعية الدولية للأدب المقارن، والجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب. كما عملت مكارم فى تحرير مجلة "فصول" للنقد الأدبى الصادرة عن الهيئة المصرية للكتاب.
وكشفت الغمرى ، أنها حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية لسنة 1999، وذلك لدورها القيم باكتشاف تأثير التراث العربى الإسلامى على الكثير من الكتاب الروس ، وفى نفس العام فازت بميدالية بوشكين فى إطار احتفال الحكومة الروسية بالمئوية الثانية لميلاد شاعر روسيا بوشكين فى موسكو، ووسام فخرى لنشر الادب الروسى عام 2006 أيضا ميدالية شولوخوف عام 2007.، بالإضافة إلى الحصول على درع فخرى من حكومة كوريا الجنوبية نوفمبر 2007.
وعن وسام بوشكين الذى حصلت عليه مؤخرا من الرئيس الروسى، قالت الدكتورة مكارم الغمرى، أن هذا الوسام يمنح بأمر رئاسى ، فى إطار عيد قومى للدولة الروسية ويحضره أهم الشخصيات الثقافية والسياسية وهو ما يعطى ثقل وأهمية كبرى للجائزة، مشيرة إلى أن كل لغة لها جمالها وثرائها وعمقها الثقافى ، والمهم هو تميز الطالب فى أى مجال يتخصص به مهما كان ؛لأن التميز أصبح سمة لا غنى عنها فى عالم التنافسية.
وعن اختيارها لهذا التكريم، ردت قائلة: "التكريم كان فى قصر الكرملين الذى يعتبر أهم مقر رسمى عندهم ومن الرئيس شخصيا، ومعرفش الترشيح كان ازاى وكيف تم اختيارى لكنهم بالطبع متابعين من هو مرتبط بثقافتهم ودارس لغتهم وأدبهم وله إنتاج يذكر ومن قدموا إسهاما فى الحوار الثقافى".
وعن إحساسها بالتكريم، قالت: "حاجة جميلة جدا أن يتم تكريمك فى حضور صفوة من الأجانب والشخصيات العامة بروسيا والتكريم من رئيس الجمهورية نفسه والوسام فى حد ذاته سعيده به جدا لأنه يحمل اسم شاعرى المفضل وهو أكبر شخصية ثقافية فى روسية وله مكانه مبجلة على مر السنين ومازال يمثل المرجع والنموذج فى كل فنون الأدب الروسى وهو التعبير عن الإنسان الروسى وأفكار الحرية وشاعر له قيمة ومكانة".
وحول كواليس التكريم، كشفت الغمرى أنه قبل مراسم التكريم تم عمل بروفه، لافته إلى أن الرئيس الروسى ألقى كلمه خلال التكريم وصافحها ومنحها الوسام، وألقت كلمة مدتها دقيقة ونصف عبرت خلالها عن سعادتها بالتكريم من الرئيس الروسى، وسعادتها بمنحها وسام يحمل اسم شاعر عبقرى صاحب مؤلفات متنوعة وتوفى وترك العديد من المؤلفات وهو شاعر عبقرى روسى وإنسانى جدا كان متفتح لكل الثقافات ومتقبلها ويعيد تجسيدها وكان متأثرا بالثقافة العربية ، وأنها سعيدة بهذا التكريم وتوجهت للشعب الروسى بالتهنئة بمناسبة العيد القومى وأتمنى لورسيا والشعب الروسى الازدهار والسلام.
وأشارت أستاذ اللغة الروسية ورئيس قسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس، والمكرمة من الرئيس الروسى بوتين مؤخرا، إلى أنها تدرس الآدب الروسى منذ عشرات السنين، لافته إلى أن وجه الشبه بين الآدب الروسى والآدب العربى والمصرى، يتلخص فى أن الأدب الروسى كان تحليل للواقع ومرأة للحياة بالمجتمع الروسى ويتناول القضايا المرتبطة بالمجتمع وكذلك الآب العربى والمصرى بالأخص ، قائلة:" قضية الإقطاع والفلاح من الموضوعات المشتركة التى طرحها الأدب الروسى والأدب فى مصر".
وقالت الغمرى، أن شعرائها المفضلين فى مصر كثيرين منهم فاروق شوشه ، فاروق جويدة وغيرهم.
وأكدت الغمرى أنه خلال الفترة الأخيرة اتضح أن هناك تعاونا متعدد الجوانب بين مصر وروسيا وعلى أكتر من صعيد هناك علاقات جيدة بين روسيا ومصر أفضل من العشر سنوات الأخيرة ففى السنوات الأخيرة هناك انتعاش جديد من العلاقات بين روسيا ومصر يعكس مدى رغبة الرئيس الروسى فى توطيد العلاقة مع مصر.
وعبرت الغمرى عن أكلها فى تحقيق مزيد من التعاون مع الجانب الروسى فى المجالات الثقافية، قائلة: " الروس ساهموا وساعدونا فى الكثير من الفنون فى فترة من الفترات منها تكوين البالية وسفر التخصصات العلمية المختلفة لروسيا" ، مؤكدة " لو حصرنا عدد الأساتذة المصريين المتعلمين بروسيا عدد لا يستهان به وأتمنى الفترة المقبلة أن يكون هناك انتعاشة فى العلاقات الثقافية والعلمية ووجود حركة ترجمة نشيطة بين الأدبين العربى فى مصر والروسى وزيادة التبادل فى البعثات للأساتذة والطلاب.
وأكدت أستاذ اللغة الروسية ورئيس قسم اللغات السلافية بكلية الألسن جامعة عين شمس، والمكرمة من الرئيس الروسى بوتين مؤخرا، أن الشعب الروسى محب جدا للحضارة المصرية فمن أسس قسم المصريات فى جامعة القاهرة كان أستاذ روسى وعلم المصريات متقدم جدا فى روسيا والولع بالحضارة المصرية القديمة عند الشعراء الروس موجود بشكل كبير جدا وهناك أيضا اهتمام بالحضارة المصرية القديمة لدى الكتاب والشعراء الروس.
وأشارت الغمرى إلى أن الروس عموما متميزين ببعض الطباع الشرقية ككرم الضيافة، لافته إلى أن الشعب الروسى اختلط بالدول الشرقية والقوميات الشرقية فيهم، قائلة: عندهم كرم الضيافة زى المصريين".
وقالت الغمرى، إنها تجهز لكتاب جديد يتناول ملامح من التغيرات التى حدثت للأدب فى فترة زمن الاتحاد السوفيتى، لافته إلى أنه يوجد فى روسيا المكتبة المركزية فى موسكو من أثرى مكتبات العالم وفيها القسم العربى منتهى الثراء وبها دوريات وكتب تراث وأدب حديث ومنوعات فى القسم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة