أثرت الانتخابات تأثيرا سلبيا على سلوك أطفالنا ثم أضرت بهم حيث انعكس ما يحدث من شقاق وعصبية انتخابية على سلوك أطفالنا على مختلف أعمارهم.
وتنعكس تلك العصبية عليهم فتكون صورة طبق الأصل لسلوك الكبار، ولم يقف الأمر عند هذا بل وصل إلى الضرر الجسمانى، فنرى مكبرات الصوت تزاحم أسماع الأطفال بعنف متواصل لهذا المرشح وذاك، بالإضافة إلى الفرق الموسيقية والهتافات الشعبية التى تستحوذ على قلب الطفل بسرعة فيطرب لها ويرددها فى كل وقت، نعم هى تنمى انتماء الطفل لبلده الصغير وبالتالى مصر، لكن فى حالات أخرى قد تسبب خطرا نفسيا وجسمانيا على الطفل لأن ما تفرزه الانتخابات من أحقاد بين مرشحى البلد الواحدة ينصب فى قلب الأطفال، فتجد مجموعة من الأطفال تميل لمرشح ما والأخرى تميل لمرشح معارض فيحدث خلاف بينهما فيغرس الحقد بذوره ويترعرع.
كما أن الضرر الجسمانى قد يلاحقهم، حيث أصيب طفل داخل فصله لأنه كان يقلد قائد مظاهرة انتخابية، حيث قام بالركوب على كتف زميل له بالفصل وأخذ يهتف بحرارة (لا بنخاف ولا بنطاطى ولا بنحب ------ ) وهو منهمك فى الهتاف والتلاميذ يرددون وراءه، لمح معلمة الفصل تأتى فقذف بنفسه إلى أسفل واصطدم بالأرض تألم بشدة وبالكشف عليه وجد أن ذراعه كسرت وتم تجبيسها . وطفل آخر صاحب مظاهرة انتخابية تطوف بشوارع القرية، ومن المعتاد حديثا فى المظاهرات إشعال زجاجات البيروسول لكى تعطى لهبا مثل الصاروخ فيضفى جوا جميلا على المظاهرة واقترب طفل صغير أثناء إشعال الزجاجة فالتهمت نيران البيروسول وجه الطفل . بالإضافة إلى طفل آخر سمع أن مرشح ما يوزع كابات وأقمصة رياضية على الأطفال عند مقره فتدافع مع آلاف الأطفال للفوز بتيشرت يلبسه فى حصة التربية الرياضية وعلى باب مقر المرشح من شدة التدافع لم يتمالك نفسه خارت قواه غلبته أكتاف وأقدام الآلاف من زملائه فانطرح على الأرض داس زملاؤه عليه ولم يهتموا بل انقلب فوقه الكثير أصيب بكدمات وكسور خطيرة فى وجهه ونجا من الموت بأعجوبة.
ومن الناحية الإيجابية رأيت طفلا فى الثانية من عمره أشعل حماس ثلاثة آلاف الشباب، حيث حمله مرشح على المنصة كى يقبله فأمسك الطفل ميكروفونا من يد المرشح وقال يارب ينجح الاستاذ ......... مرشح مجلس النواب والتهبت المظاهرة بكلمات الطفل حماسا وهتافا للمرشح . وطفل آخر فى الصف الرابع الابتدائى يقود نفس المظاهرة ويردد الجميع هتافات الطفل بحب وسرور، نعم هناك آثار ضارة وخطيرة على سلوك الأطفال وعلى أنفسهم من الانتخابات وتوابعها من مظاهرات وخلافه لكن الأطفال يملكون مشاعر ا وأحاسيسا وتكوين سلوك يؤثر على حياتهم المستقبلية بالإضافة إلى الطاقات الجبارة المخزونة داخلهم.
لذا يلزم الاستفادة من تلك الطاقات فى حدود إمكاناتهم وقدراتهم فى أشياء مفيدة لهم مثال على ذلك تكوين برلمان شعبى للأطفال على مستوى المدرسة والإدارة والمديرية ثم الجمهورية يكون انتخابه مثل انتخابات مجلس النواب تماما، لكن كل عام ويشارك البرلمان مع المسئولين مرة شهريا يحضر اجتماعاتهم ويناقش الأمور الخاصة بهم على حسب المستويات المختلفة حتى مستوى الجمهورية أى يشترك الأطفال فى صنع واتخاذ القرار، وبذلك نكون قد استفدنا من طاقاتهم وقمنا بتنمية ميولهم تجاه العمل السياسى ونخلق كوادر مستقبلية جادة فى خدمة الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة