يستحيل أن تتحول وظيفتك يوماً ما إلى مجرد هواية ، لأنها مصدر دخلك الوحيد الذي تتحصل منه على المال و الذي من شأنه أن يجعلك تلبي احتياجاتك الضرورية ،ولكن من الممكن أن تحول الشىء الذي تمارسه في أوقات فراغك "هوايتك" إلى مهنة تحترفها إلى حد التميز والابداع .
ليس معنى كلامي أن تقدم على استقالتك وتترك وظيفتك في الحال ، ولكن ما أقصده أن نغير فكرتنا عن الهواية من مجرد أنها الشىء الذي نلجأ إليه كلما سنحت لنا الفرصة وكلما كانت حالاتنا المزاجية معتدلة ، إلى عمل نمارسه بشكل دوري ، ويشغل وقتا من جدولنا الأسبوعي بحيث لايجوز لنا أن نؤجله أو نلغيه ،ولكن علينا أن نتعامل معه بجدية، كمواعيد المقابلات الرسمية التي من المفترض أن ننجزها حتى لا تعطل حركة سير العمل.
من الممكن أن يتغير منظورنا نحو كرة القدم من مجرد هواية نمارسها كلما تجمعت أفراد العائلة إلى اشتراك بإحدى النوادي الرياضية لممارسة تلك الهواية على نطاق أوسع وبشكل أكثر حرافية كل عطلة رسمية. من الممكن أن تتحول تلك الرسومات من مجرد أوراق مبعثرة على سطح المكتب تلقي عليها نظرة عابرة بين الحين والآخر إلى معرض يضم تلك اللوحات ، ومع مرور الأيام فقد يصبح هذا المعرض واحد من أهم المعارض الدولية. من الممكن أن تنفض الغبار عن دفترك القابع في درج مكتبك ، وتنتقي منها ما يصلح أن يكون أول أعمالك الأدبية ، فيحدث ضجة ويكون سبباً في أن تحجز مكاناً بين أشهر الكتاب الذين ينتظر معجبوهم أعمالهم الروائية والكتابية بفارغ الصبر.
فالشخص الشغوف بهوايته هو وحده القادر أن يحولها إلى وظيفة ،وبذلك يحقق المعادلة الصعبة بين أن يكون لديه دخل مادى ثابت وبين أن يحول هوايته الى مهنة يمتهنها، كان يتلهف في الماضي أن يمارسها في أوقات فارغة فحسب ، الفارق الوحيد بين من ينجح في تحقيق عناصر تلك المعادلة وبين من عجز عن القيام بذلك هو : التصديق والإيمان الكامل بأنك تملك تلك الإرادة لتحول هوايتك إلى وظيفة .فلولا الإرادة الحديدية التي يتمتع بها اللاعب المصري "محمد صلاح" لما استطاع أن يطوع هوايته و يتقنها إلى الحد الذي يمكن من خلالها أن تؤهله لكي يعبر بوابة العالمية .
لا تترك عملك في سبيل ممارسة هواياتك،ولكن لا تجعلها آخر أولوياتك ،اعمل على تطويرها بشكل دائم ،لعلها تكون سببا في نقلك لمكانة كثيرا ما كنت تحلم بها ، وظننت بضيق أفقك أنه حلم بعيد المنال.وتذكر كم من فنان ترك الطب ليمتهن التمثيل دون أن يدري إذا كان سيحالفه الحظ أم لا، ثم صار اليوم واحداً من نجوم الصف الأول، وكم من مطرب ترك الحسابات والأرقام، واحترف الغناء و استطاع أن يجمع من وراء تلك الموهبة أموال طائلة .لذا كل ما عليك فعله الآن أن تصدق هوايتك و تطور موهبتك و تنمي قدراتك بشأنها،و من ثم تترك لها العنان لعلها تقودك إلى كل ما تتمناه ،فقد تصنع هويتك وتغدو لك بصمتك الخاصة التى تنفرد بها وحدك دون غبرك بفضل هواية كنت تمارسها في الماضي ، ثم صارت اليوم نقطة الانطلاق لتفوق والإبداع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة