فى مساعى بريطانية لمواجهة احتكار شركات التكنولوجيا الأمريكية لسوق الإعلانات الرقمية والتى أضرت بالكثير من الصناعات على رأسها صناعة الصحافة، ذكرت صحيفة الديلى تليجراف أن شركة جوجل مهددة بتفكيك أعمالها الإعلانية من قبل هيئة مراقبة المنافسة والأسواق البريطانية بسبب مخاوف تتعلق بهيمنتها على سوق الإعلانات والتى تضر بالمستهلكين وتخنق المنافسة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية بحسب موقعها الإلكترونى، الخميس، أن عملاق الإنترنت يواجه إجراءات من هيئة المنافسة والأسواق CMA ضد ذراعها الإعلانى، من خلال مقترحات من شأنها أن تمثل تعديلا واسعا لقواعد المنافسة الرقمية.
وفى تقرير أولى عن سوق الإعلان الرقمى صدر أمس الأربعاء، خلصت هيئة سوق المال إلى أن جوجل تمثل 90% من جميع عائدات إعلانات البحث فى بريطانيا العام الماضى والتى تبلغ قيمتها حوالى 6 مليارات جنيه إسترلينى، في حين أن فيس بوك هيمن على نصف إعلانات العرض التى تبلغ قيمتها حوالى 2 مليار جنيه إسترلينى.
وتستهدف الهيئة البريطانية شركة الإعلانات الرقمية لجوجل والتى يقول منافسون أنها تمنحها احتكارا لشراء الإعلانات وبيعها وتتبعها، كما تذهب إلى حد كشف عناصر تتعلق بصفقة تعود لعام 2007 لاندماج جوجل مع شركة "دبل كليك"، والتى بلغت وقتها 3.1 مليار دولار وهى الصفقة التى عززت قوتها فى سوق تكنولوجيا الإعلان.
وحققت الشركتان ما يسمى وضع السوق الاستراتيجى وفقا لهيئة المنافسة البريطانية، وهو ما يلحق أضرار باختيارات المستهلك، وأضرار الناشرين والصحف وتعيق الابتكار التقنى. وتتوقف الهيئة حاليا عند إطلاق تحقيق كامل، لكن مقترحاتها، بحسب التليجراف، تمثل اكبر تحدى لسلطة جبابرة وادى السيليكون الذين باتوا يسيطرون على سوق الإعلانات والإعلام فى المملكة المتحدة.
ويتهم الكثيرون شركات التكنولوجيا بتغيير وجه الصناعة عن طريق إخراج اللاعبين التقليديين من الساحة. وقال جيسون كنت، الرئيس التنفيذي لمجموعة "ديجيتال كونتنت نيكست" للتجارة الإعلامية، إن نتائج التقرير "مدمرة للغاية" بالنسبة إلى Google و Facebook.
وقال كريستيان أهلبورن، محامى شركة Linklaters: "بينما حدد التقرير مجموعة من المخاوف المحتملة، أشارت هيئة المنافسة والأسواق إلى خطر التداخل بين التنظيم الحكومى والطبيعة العالمية للسلوك قيد التدقيق".
وقالت الجهة المنظمة إن الحلول المحتملة على Google تغطى كل شىء من "فصل الإدارة إلى الفصل الكامل للملكية (تجريد)"، على الرغم من أن هذا سيكون "علاجًا تدخليًا للغاية" ويصعب على المملكة المتحدة القيام به بمفردها لأن جوجل شركة عالمية. واعربت الهيئة البريطانية عن قلق خاص بأن جوجل تبيع الإعلانات وتدير التكنولوجيا المستخدمة لتتبع أدائها، مما يمنح الشركة مكانة مهيمنة فى السوق والتى يصعب على الآخرين تحديها.
تشمل التدابير الأخرى التى يخطط المنظمون للتشاور بشأنها فتح الصندوق الأسود لبيانات جوجل أمام المنافسين لتحسين تقنية الإعلان الخاصة بهم، وتقييد موقع الشركة كمحرك البحث الافتراضى على المتصفحات والهواتف المحمولة، وتزويد المستهلكين بأدوات أسهل للتبديل بين محركات البحث.
وفيما يتعلق بفي سبوك تفكر الهيئة البريطانية فى كيفية إجبار الشركة على مشاركة تقنيتها مع لاعبين آخرين ومنح المستهلكين مزيد من الخيارات لمشاركة محتوى فيس بوك عبر شبكات اجتماعية متعددة، بما فى ذلك التى يديرها منافسون.
وأضافت أنه إذا فشلت التدابير الأخرى، فقد يكون من الضرورى التفكير فى فصل موقع Facebook وتطبيق مشاركة الصور Instagram. ومع ذلك، قالت الهيئة أن هذا النهج من المرجح أن يكون مكلفًا ومضرًا للمستهلكين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة