فى وقت سابق كثرت الأقاويل حول كيف تأسست المسيحية فى "جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا" خاصة إثيوبيا، ولم تكن هناك أدلة ملموسة، لكن مؤخرًا أصبح لدينا أدلة أثرية تجيب عن سؤال: "كيف تحولت مملكة أكسوم القديمة في إثيوبيا إلى المسيحية؟".
قصة دخول المسيحية إلى مملكة أكسوم القديمة
القصة المنتشرة عن دخول المسيحية إلى إثيوبيا تقول: منذ عام 330 ميلادية جعل الإمبراطور قسطنطين الديانة المسيحية الدين الشرعى للإمبراطورية الرومانية، وظهر شبان من سوريا فى "إيلا أميدا" فى أكسوم عاصمة مملكة قديمة مقرها إثيوبيا الحديثة، بعدما نجيا من حطام سفينة وأعجب الحاكم بتدينهما وحكمتهما، وطلبت أرملة الحاكم فى وقت لاحق من الشبان العمل مستشارين عندما حكمت بدلاً من ابنها الصغير "إزانا".
وقام الشبان السوريان فى النهاية بتحويل العائلة المالكة إلى المسيحية واحد منهما اسمه "فرومنتيوس" الذى أصبح أول أسقف بإثيوبيا، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع thedailybeast.
لم يكن هناك دليل أثرى عن هذا التحول فى وقت سابق حتى ظهر أول دليل أثرى اكتشف فى تلال شمال إثيوبيا يظهر التسلسل الزمنى لهذه القصة المنتشرة والمتداولة بين الناس.
اكتشاف أقدم كنيسة فى أفريقيا
وأوضح علماء الآثار، أنهم اكتشفوا أقدم كنيسة فى أفريقيا "جنوب الصحراء الكبرى" فى مملكة أكسوم القديمة، وعن طريق استخدام الكربون المشع تبين أن الكنيسة بنيت فى القرن الرابع وهى الفترة الشاهدة على البناء الدينى فى المملكة القديمة.
وأشار علماء الآثار، إلى أن المسيحية انتشرت على الأرجح من خلال شبكات التجارة عبر البحر المتوسط على بعد 3 آلاف ميل جنوب روما.
ومن جانبه قال مايكل هارور، من جامعة جونز هوبكنز، الذى قاد الحفريات، إن إمبراطورية أكسوم كانت واحدة من أكثر الحضارات القديمة نفوذًا فى العالم، مضيفًا أن ظهور المسيحية في أكسوم يوفر لدينا معرفة شاملة عن انتشار المسيحية فى دول أفريقيا، وتكشف الحفريات الكثير عن أهمية المنطقة بالنسبة للسياسة الداخلية وأيضًا صلتها تجارية فى ذلك الوقت.
تحويل رمز الشمس والقمر بـ "أكسوم" إلى الصليب
ووفقًا للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، استقر التجار الرومان فى أكسوم وأدوليس فى القرن الثالث، حيث أقاموا دور للصلاة بالكنائس بشكل علنى، وسارع "فرومتيوس" باستبدال رمز أكسوم "الشمس والقمر" واستخدم بدلاً منه رمز الصليب.
وأوضحت الكنيسة الأرثوذكسية، أنه فى ذلك الوقت حملت العديد من العملات المعدنية التى سُكّتها الأمراء بعد ذلك شعارات مسيحية مثل "النصر للمسيح" و "الحمد لله"، وحتى بعد تراجع الإمبراطورية فى القرنين الثامن والتاسع ووصولا الإسلام، بقيت الديانة المسيحية.
وقال المؤرخون، إن هذا الاكتشاف سمح لنا بتحديد تاريخ وصول المسيحية إلى المنطقة بشكل حازم وموثوق به، مضيفين أن الاكتشاف يوفر لمحة تاريخية مهمة عن انفصال الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية عن الطوائف الأخرى للمسيحية، ولذا حافظت على عدد من النصوص الدينية القديمة المهمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة