استطاعت المرأة المصرية فى الفترة الأخيرة أن تثبت كفاءتها فى مختلف المجالات العلمية والأدبية، كما عملت بمهن شاقة كانت حكراً على الرجل لفترة طويلة مثل الميكانيكا والجزارة وغيرها ونافست زملاءها بجدارة، مما جعلها محط اهتمام واحترام العالم أجمع، ولذلك نتعرف فى هذا التقرير على بعض النماذج للمرأة المصرية.
دينا أجدع أسطى"بتدرس ميكانيكا الصبح وبتصلح عربيات فى ورشة بليل"
تحدثت دنيا أشرف، لـ"اليوم السابع"، عن تجربتها قائلة: "مجموع الدرجات فى الثانوى، هو الذى أهلنى للالتحاق بمعهد فنى صناعى قسم ميكانيكا سيارات، الأمر الذى استقبله أهلى بالرفض التام، بحجة أن هذه وظيفة للرجال فقط، ولكن مع الوقت تقبلوا الفكرة، وبدأت أحب المجال بعد ذلك، وأثناء الدراسة تدربت فى العديد من توكيلات السيارات، للتدريب على أعمال الميكانيكا، وبنهاية العام الدراسى بالمعهد، حصلت على منحة من الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا، على دراسة أعطال السيارات، وحصلت على بكالوريوس من المعهد الفنى بتقدير جيدا جداً.
دينا أشرف
وأضافت: "ولتفوقى فى مجال ميكانيكا السيارات، بدأ والدى يشجعنى على استكمال عملى، لكننى واجهت صعوبات حول تقبل الآخرين لفكرة عملى فى الميكانيكا، لكن مع الوقت تقبل الناس الوضع وأصبحوا يشجعونى على الاستمرار فى العمل ".
تابعت: "تقدمت بعد تخرجى فى مسابقة تابعة لإحدى الإكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والخاصة بمجال ميكانيكا السيارات، وبعد نجاحى فى المسابقة، بدأت أعمل فى الأكاديمية بتدريب ميكانيكا سيارات عملى، وحصلت على عدة دورات منها دورة فى كهرباء السيارات، وبعد ذلك بحثت عن فرصة عمل فى إحدى الورش وبالفعل وجدت فرصة فى ورشة".
وعن الصعوبات التى واجهتها قالت: "واجهت بعض الصعوبات عند بداية عملى فى الورشة لأن العملاء لم يعتادوا على رؤية فتاة تعمل فى ورشة، لكن مع الوقت بدأو يشجعونى على الاستمرار، وأصبحت أعمل مدربة ميكانيكا عملى سيارات صباحاً، وبعد الظهر بلية فى ورشة".
وأنهت دنيا حديثها معبرة عن أحلامها التى تريد تحقيقها فى المستقبل، قائلة:"نفسى يكون عندى أهم مركز صيانة سيارات ألمانية، وأكمل دراسة ميكانيكا بالخارج".
"أنوار" بائعة أنابيب "ديليفرى" للسيدات فقط
تتحدث أنوار عن قصتها قائلة:"اسمى أنوار أحمد عندى 36 سنة وعندى ولدين واحد بيتعلم والتانى شغال فى ورشة ميكانيكا ومطلقة بقالى أكتر من 5 سنين، ولقيت إنى دى شغلانة كويسة أعمال حرة زى مابيقولوا فاشتغلتها".
أنوار
وأضافت: "أكيد الشغلانة دى بتاعت رجالة بس إيه اللى رماك على المر.. ببدأ شغلى من الساعة 7 الصبح وبروح 11 أو 12 بليل وزباينى بيكونوا عارفين رقمى وبيتصلوا بيا وعمرى ما زبون ضايقنى لأن مش أى حد أطلع عنده، وبكون عارفة إن مفيش راجل فوق والستات بيطلبونى لأنهم بيفضلونى عن الراجل".
بتشتغل بالسكين والساطور ..أم كريم جزارة درجة أولى بالمدبح
تتحدث "أم كريم"، التى تعمل جزارة بالمدبح عن قصتها مع المهنة قائلة: "أبويا كان بيشتغل جزار وكنت بقف معاه الأول ووقفت مكانه بعدما توفى وكنت بقطع لحمة بس، لكن ما أقدرش أدبح وهى مهنة متعبة بس أعمل إيه مفيش حاجة مش متعبة، ولما حد بيشوفنى بيستغرب بس بيقول إن دى حاجة حلوة، وإن فى ست جزارة، وواقفة أحسن من ميت راجل".
أم كريم
وعن معاملة الجزارين لها تقول: "أنا بتعامل معاهم كراجل مش واحدة ست وهما بيعاملونى كراجل، بيقولوا أم كريم دى راجل ومسكتى للسكين بتخوف الناس الغريبة منى بيقولوا جامدة بس هنا فى السوق عادى محدش بيخاف منى".
وبرغم عمل "أم كريم" بالجزارة إلا أنها ترفض أن تعمل بناتها بهذه المهنة أيضًا، وتقول:"عندى بنتين وقدرت أجوزهم وعملت لهم شقق حلوة لكن ماينفعش يشتغلوا معايا عشان أجوازهم هيرفضوا".
"الحديد فى إيديها يلين "..أم سيد أشهر سنانة سكاكين بمصر القديمة
تتحدث الحاجة "عين الحياة" أو "أم سيد" الاسم الشائع بين زبائنها بمصر القديمة قصتها مع الساطور والسكين، وتقول:"أنا اتعلمت المهنة دى وأنا عندى 7 سنين من أبويا وكان يقولى انزلى اشتغلى مع إخواتك تتعلمى صنعة عشان أنتى مش عايزة تتعلمى..فبدأت أكسر فحم الأول لإخواتى وبعد كدة بدأت أدق بالمرزبة وأطلع على الحجر وأطلع على الجلخ".
أم سيد
تابعت: "مهنة سن السكاكين صعبة عليا لكن فضلت شغالة فيها لحد ما أتجوزت وأنا عندى 19 سنة وقعدت فى البيت، لكن عندما انفصلت عن جوزى ووالدى والدتى توفوا فاضطريت أنزل أشتغل"، وأضافت:" اتعورت كتير وشقيت وسن السكاكين أصعب مهنة للست، لكن هى دى شغلتى وحبيتها لأنها شغلة جدودى"، ولفتت إلى أنها تنوى أن تعلم تلك المهنة إلى ابنتها، معللة:"يكون معاها صنعة تجبلها فلوس".
واستطردت:"طبيعة شغلى خلتنى أتعامل مع أبو ولادى كأنى راجل لأنى اتربيت فى الشارع ومع رجالة مع الصنف الخشن فاتعودت على أسلوبهم "،وأضافت:"مبقتش أنثى رقيقة لدرجة إنه كان يقولى أنا بتكلم مع واحد أرجل منى، وكنت برد إن دى طبيعتى ومشكلتى معاه إنى ماكنتش بحب يفرض سيطرته عليا".
الأسطى "أم ياسمين".. ربة منزل برتبة سائق "ميكروباص" على خط الهرم
"أنا عندى ثلاثة أولاد عندى بنت فى رابعة جامعة وولد فى ثالثة ثانوى وبنت فى ثالث إعدادى اشتريت أنا وجوزى عربية "سوزوكى" عشان تساعدنا على المعيشة وجوزى بيشتغل محاسب فى شركة ومعندوش إجازات فاضطريت أشتغل أنا عليها"، بهذه الكلمات بدأت أم ياسمين التى اتجهت لقيادة "ميكروباص" لتساعد زوجها فى مصاريف المنزل .
الأسطى أم ياسمين
وعن بداية عملها على "الميكروباص" الصغير قالت: "كان فى الأول كتير بيعاكسونى وبيضايقونى وكانوا بيكسروا عليا وشباب تركب معايا وتنزل ومتدفعش فلوس لكن دلوقتى تقبلونى واتعرفت إنى سواقة فى خط الهرم والحمد لله".
وأضافت: "أنا بشجع الشباب إنهم يعملوا مشاريع بدل ما يكونوا عبء على البلد وعلى الرئيس وبشجع السيدات إنهم يشتغلوا عشان يساعدوا أزواجهم على المعيشة".
وعن أمنية "الأسطى" أم ياسمين الوحيدة قالت: "أنا نفسى أسدد مصاريف أقساط العربية وأطلع عمره وأكمل جهاز بنتى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة