دعا البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، إلى لقاء قيادات وموظفى إدارة السياحة والضيافة بالبنك، وذلك لإلقاء الضوء على التجربة المصرية فى قيادة هذا القطاع الهام بأسلوب علمى أثمر عن تحقيق نجاحات كبيرة للسياحة المصرية محلياً ودوليا، وذلك خلال مشاركتها فى فعاليات بورصة لندن الدولية للسياحة " World Travel Market " WTM2019 والتى عقدت خلال الفترة من 4-6 نوفمبر الجارى.
ومن جانبها، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، ما تم إنجازه فى قطاع السياحة المصرى خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن أرقام السياحة فى عام 2018 كانت جيدة جدا، وأن عام 2019 شهد زيادة ملحوظة فى هذه الأرقام تعكسها الإيرادات التى تحققت فى العام المالى 2018/2019 والتى بلغت 12.6 مليار دولار، وهو أعلى إيرادات سياحية فى تاريخ السياحة المصرية.
وقالت إن هذه الجهود انعكست على رفع القدرة التنافسية للقطاع عالمياً؛ حيث حققت مصر رابع أعلى نمو فى الأداء عالمياً فى مؤشر تنافسية السفر والسياحة، وذلك وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمى للتنافسية فى السفر والسياحة لعام 2019 (World Economic Forum Travel and Tourism Competitiveness Report) الذى صدر فى سبتمبر الماضى، حيث تقدمت مصر 9 مراكز ليحتل قطاع السياحة المصرى المركز الـ65 عالميا بعد أن كان يحتل المركز ال 74.
وأضافت الدكتورة رانيا المشاط: كما تقدمت مصر من المركز الـ60 إلى المركز الـ5 فى استراتيجية الترويج والتسويق السياحى، كما حصلت مصر على المركز الأول فى الترويج السياحى على مستوى أفريقيا وفقا لـ"Bloom Consulting" "بلوم للاستشارات" الشريك الرسمى لمنتدى الاقتصاد العالمى المتخصص فى تحليل وتقييم وتصنيف أداء الترويج السياحى بالدول.
وأشارت الوزيرة، إلى قيام الوزارة فى سبتمبر الماضى بإصدار تقرير المتابعة الأول لما تم إنجازه من المحاور الخمسة لبرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة والذى أطلقته الوزارة فى نوفمبر 2018.
وقالت إن الوزارة وضعت برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة كإطار للسياسات العامة يهدف إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية للقطاع، وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وصولاً إلى الهدف الأشمل وهو توظيف واحد على الأقل من كل أسرة مصرية فى قطاع السياحة والأنشطة المرتبطة به.
وأكدت أن صياغة أطر للسياسات العامة ليس كلاماً نظرياً بل منهجاً قابل للتنفيذ، مشيرة إلى أن وضع إطار للسياسات العامة قبل البدء فى تنفيذ أى خطة عمل هو الأساس ليس فقط لتحقيق الأهداف بل ولتخطيها.
وأوضحت أن برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة يرتكز على 5 محاور رئيسية هى الإصلاح المؤسسى، والإصلاح التشريعى، وتطوير البنية التحتية والاستثمار، والترويج والتنشيط، ومواكبة الاتجاهات الحديثة عالمياً.
وتحدثت الوزيرة عن حملة People 2people والتى تعتمد بشكل أساسى على تعريف السائح بالتنوع الذى يتسم به الشعب المصرى وهو ما يثرى تجربته الشخصية فى المكان الذى يزوره، نظراً لأن السياحة حاليا أصبحت تعتمد بشكل كبير على اندماج السائح فى المجتمع المحلى، بالإضافة إلى الاعتماد فى الترويج على وسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية بشكل كبير حيث أصبحت هذه المنصات الرقمية أهم وسائل الترويج الحديثة.
وقالت إن حملة People to people هى واحدة من الثلاثة عناصر الرئيسية للحملة الترويجية لمصر بمحور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة؛ والتى تتضمن أيضاً الترويج لافتتاح المتحف المصرى الكبير GEM2020، والترويج لكل محافظة أو منطقة جذب سياحى على حدة لإبراز المقومات المميزة لها Branding by Destination.
وأشارت إلى قيام الوزارة بإطلاق المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية فى سبتمبر الماضى، وذلك فى ضوء محور تطوير البنية التحتية والاستثمار ببرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة، موضحة أن هذه الخطوة تضمن جودة الخدمة المقدمة للسائح كما أنها تعزز الترويج لأنماط جديدة مثل الذهبيات والفنادق البيئية والشقق الفندقية.
وقالت إن الوزارة تعمل أيضا على التوسع فى شبكة الفنادق المصرية الحاصلة على شهادات الاستدامة (شهادة النجمة الخضراء) للفنادق التى تمتثل لمعايير واشتراطات تتعلق بإدارتها البيئية والاجتماعية والمعترف بها من المجلس العالمى للسياحة المستدامة.
وقالت الوزيرة، إن التطورات المتلاحقة التى تشهدها صناعة السياحة والسفر عالمياً، أصبحت تحتم على الدول تحديث آلياتها وإعادة هيكلة قطاعاتها لتواكب هذه المتغيرات التى نتجت عن التقدم التكنولوجى الذى أصبح يؤثر بشكل كبير على هذا القطاع.
وأشارت إلى دور الابتكار التكنولوجي، وأهمية الحلول الرقمية فى تعزيز التجربة السياحية ومناقشة ما يمكن توقعه فى المستقبل بفضل التقدم التكنولوجى والاستفادة من ذلك فى قطاع السياحة، لافتة إلى تنظيم الوزارة للمنتدى الإقليمى للابتكار التكنولوجى فى السياحة، على هامش الاجتماع الخامس والأربعين للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية الذى عقد بالقاهرة فى مارس الماضى.
وقالت الدكتورة رانيا المشاط، إن مشاركة المرأة فى سوق العمل أصبحت أمراً حتميا، مشيرة إلى أن المحور الخامس ببرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة يهدف إلى مواكبة الاتجاهات العالمية الحديثة والتى منها التمكين الاقتصادى للمرأة وتوفير بيئة عمل ملائمة لها.
وأكدت الوزيرة، على أهمية زيادة القوى العاملة النسائية فى القطاع بما يساهم فى وضع مصر على مسار التنمية المستدامة، لافتة إلى أن الوزارة قامت فى سبتمبر الماضى بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة ومنتدى الاقتصاد العالمى بتوقيع خطاب نوايا لمشروع "محفز سد الفجوة النوعية فى مصر" “Egypt’s Closing the Gender Gap Accelerator “ الذى يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومى والخاص فى مجال القضاء على الفجوات النوعية بين الجنسين، وذلك خلال انعقاد قمة منتدى الاقتصاد العالمى عن تأثير التنمية المستدامة2019 بنيويورك، كما قامت الوزارة فى مايو الماضى بتطبيق ختم المساواة " Gender Equality Seal" فى قطاع السياحة المصرى بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشيرة الى أن مصر تعتبر هى الدولة الأولى على مستوى العالم التى تطبق هذا الختم فى قطاع السياحة.
وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى فوز وزارة السياحة لأول مرة بجائزة" الريادة الدولية للمساهمة الفعالة فى صناعة السياحة عالميا" لعام 2019 من بورصة لندن الدولية للسياحة WTM2019 "World Travel Market"، وذلك تقديرا للجهود التى بذلتها الوزارة خلال العامين الماضيين، مما كان له تأثيرا كبيرا على صناعة السياحة فى منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت أن هذه الجائزة تعكس النجاح المستمر الذى يحققه برنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة الذى أطلقته الوزارة والذى أشادت به العديد من المؤسسات الدولية.
واختتمت الوزيرة اللقاء بالتأكيد على أن وزارة السياحة ملتزمة بتحقيق التنمية المستدامة ورفع تنافسية قطاع السياحة المصرى لمواكبة المتغيرات المتلاحقة فى القطاع عالميا، وذلك فى إطار علمى، عملى، عالمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة