لايزال الملك الفرعوني الشهير "توت عنخ آمون" يحصل علي الحفاوة العالمية رغم مرور 97 عاما على اكتشاف مقبرته التاريخية في قلب جبل القرنة، والتي ظهرت أمام العمال المصريين المشاركون في بعثة العالم البريطاني الشهير "هوارد كارتر" في 4 نوفمبر 1922، وهو اليوم الذي أسرع في نهاره رئيس العمال بحفائر العالم الإنجليزي التي كان يجريها بقلب جبل القرنة وقتها وهو يصيح "سيدي..هيا إلقي نظرة هنا"، فبتلك الكلمات كانت بداية السحر الذي أبهر العالم في خروج أعظم مقبرة في التاريخ الفرعوني والتي حظيت بشهرة عالمية جعلت الجميع يعرف كل شئ عن صاحب المقبرة وهو الملك "توت عنخ آمون".
ومن هنا انطلقت محافظة الأقصر في احتفالاتها بتلك الذكري العظيمة التي تم تحديدها منذ سنوات لتصبح العيد القومي لمحافظة الأقصر ليكون يوم الرابع من نوفمبر، والتي توافق اكتشاف واحدة من أهم المقابر الفرعونية فى التاريخ المصرى القديم، وهى مقبرة "الملك توت عنخ آمون"، والتى لاقت صدى عالميًا كبيرًا وقت اكتشافها عام 1922 وتهافت على زيارتها ومشاهدة كنوزها بأعينهم ملوك ورؤساء وأمراء العالم أجمع، وكان الفضل فى ذلك الاكتشاف التاريخى يعود لرجال الحفائر المصريين الذين عملوا مع العالم الإنجليزى الشهير "هوارد كارتر"، حيث أن هذا الملك الذي أحدث ضجة في العالم أجمع توفى عام 1323 ق.م عن عمر يناهز الـ19 عاما؛ وذلك بعد تربعه على عرش مصر لفترة قصيرة استمرت 10 سنوات، وتحمل مقبرته حالياً رقم 62 بوادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر.
واحتفلت محافظة الأقصر علي طريقتها الخاصة بعيدها القومي بتنظيم مسيرات شبابية بعلم ضخم لمصر بطول كورنيش النيل الذي تم افتتاح تجديده رسمياً في تلك المناسبة ليتجمل أمام السائحين والأهالي، وتم أيضاً تنظيم عروض بالمراكب ولنشات الإنقاذ النهري في قلب النيل العظيم، كما تم تنظيم احتفالية فنية شعبية ساهرة تزامناً مع العيد القومي.
أما على الجانب الآخر فقد احتفلت وزارة الآثار بذكرى اكتشاف مقبرة الملك الشاب "توت عنخ آمون" على طريقتها الخاصة بإعادته من جديد وكنوزه للصفحات الأولي وتصدر الصحافة الإنجليزية من جديد، فيقول الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أنه يبدو أن للملك توت عنخ آمون سحر عالمي خاص لم ولن ينتهي علي مر السنين فمع اقتراب استكمال ظهور مقبرته عقد كامل من الزمن، إلا أنه مازال يلهث الجميع للسعي خلفه وخلف مقتنياته في أي معرض يتم تنظيمه حول العالم.
وأضاف الدكتور مصطفي وزيري في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن معرض مقتنيات وكنوز الملك الشهير الذي يعرفه العالم أجمع ويعشق الإطلاع عليه وكنوزه، انتقل لقلب الدولة التي ساهمت في إكتشاف مقبرته بمنطقة وادي الملوك، حيث افتتحت وزارة الآثار ، معرض "توت عنخ آمون" والذي يحوي كنوز الملك الشاب في العاصمة البريطانية لندن، حيث احتفى الشعب الإنجليزي والعاصمة البريطانية بوصول مقتنيات الملك توت عنخ آمون، في المعرض الذي يأتي ضيفًا علي لندن محطته الثالثة بعد مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الامريكية والعاصمة الفرنسية باريس، حيث ازدانت الشوارع والميادين الرئيسية ومحطات المترو والقطار في لندن بصور لوجه الملك الشاب وبعض مقتنياته، كما تزينت حوائط المحال التجارية والمباني وكبائن الهواتف بلافتات عن الملك الشاب ومعرضه الذي حل ضيفا على لندن، وذلك بعد فترة غياب دامت حوالي 12 عاماً حيث أن آخر معرض لمقتنيات الملك الشاب جاءت إلى لندن في عام 2007 وفي عام 1972 محققا 1.7مليون زائر.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، أن الملك توت عنخ آمون له بريق عالمي خاص، لذا فإنه مع الإعلان عن موعد إقامة المعرض في أسبوع إكتشاف مقبرته داخل مدينة لندن، تصدرت أخبار الملك الذهبي ومعرضه الصفحات الأولي للصحف والمجلات البريطانية التي أعد معظمها ملفات صحفية مصورة عن معرض الملك الشاب وقصة اكتشاف مقبرته والكنوز التي تم اكتشافها بداخلها، وكذلك الدراسات التي تمت علي المومياء الخاصة به لمعرفة نسبه والأمراض التي تعرض لها أثناء حياته والسبب الحقيقي وراء موته المبكر، حيث يعتبر البريطانيون هذا المعرض هو الحدث الثقافى الأهم و الأكبر فى لندن خلال الأيام المقبلة، ويرون أن هذا المعرض هو الفرصة الأخيرة لديهم لمشاهدة مقتنيات الفرعون الذهبي في لندن.
وتعتبر لندن هي المحطة الثالثة لمعرض "توت عنخ أمون" بعد افتتاحه في محطته الأولى بمدينة لوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، ومحطته الثانية في مدينة باريس عاصمة جمهورية فرنسا، وقد حقق المعرض في باريس رقما قياسيا جديدا لعدد زوار المعارض الثقافية في فرنسا حيث زاره اكثر من 1.4 مليون زائر، وسيستمر المعرض في العاصمة البريطانية حتي أوائل شهر مايو المقبل، والذي يضم 150 قطعة أثرية من مقتنيات الملك الشاب، من بينها عدد من تماثيل الأوشابتي المذهب والصناديق الخشبية والأواني الكانوبية وتمثال الكا الخشبي المذهب وأواني من الألباستر وخلافه.
وافتتحت وزارة الآثار المصرية في إحتفالية ضخمة تتزامن مع ذكري إكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون والعيد القومي للأقصر، معرضا مميزا حضر إفتتاحه حوالي 1000 مدعو من الشخصيات العامة ورجال الأعمال ونجوم المجتمع البريطاني، منهم السفير طارق عادل سفير مصر في لندن، وعالم الآثار الدكتور زاهي حواس، و"فيونا كارنرفون" الحفيدة الثامنة لللورد كارنرفون الذي كان يمول حفائر بعثة "هوارد كارتر" مكتشف المقبرة، وكوكبة من الشخصيات العامة وأثرياء ونجوم المجتمع البريطاني من بينهم عضو مجلس النواب البريطاني فيليب حمود، ورجل الأعمال الإنجليزي المشهور فرانسيس وروبورت جيفين بوول، والمذيع والصحفي المشهور هيو إدوارد، والمنتجة التليفزيونية سالي ودوورك، والموسيقار البريطاني المعروف نيك روديس، ولاعبة التنس الشهيرة هيثر واستون، والممثلة بينالوبي ويلتون، و غيرهم من السفراء المعتمدين وعلماء المصريات وممثلي العديد من شركات السياحة والسفر.
والمعرض يضم مجموعة من كنوز الملك الموجودة في مصر والتي يصل عددها إلي أكثر من 5400 قطعة، كما أنه بمثابة عامل جذب لتشويق وتشجيع الشعب البريطاني وجميع شعوب العالم علي زيارة مصر لرؤية باقي كنوز الملك الشاب والتعرف علي حضارتها العريقة والفريدة.
ويعتبر المعرض حدثا خاصا حيث تجمع بين الشعب البريطاني والملك توت عنخ امون قصة حب خاصة منذ عام 1922 حين اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام مقبرة الملك الشاب وكنوزها بوادي الملوك بالبر الغربي بمدينة الأقصر، ودعا جميع الحاضرين علي زيارة مصر التي تفتح ذراعيها للشعب البريطاني بعد استئناف الرحلات المباشرة بين لندن وشرم الشيخ، كما نوه عن قرب إفتاح المتحف المصري الكبير ووصفه بأنه هدية مصر للعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة