تنتشرهذه الأيام وتستمر لما قبل يوم عيد الميلاد، كرنفالات من نوع خاص جداً تعتمد على الرعب والمشاركة بأقنعة مخيفة، وللمفارقة فإنّها مشهودة جداً ومحبوبة، على الرغم مما تثيره من هلع؛ بل تؤدى أحياناً لحوادث وإصابات تنتهى فى المستشفيات.
أقنعة مرعبة
أكثر ما تعرف هذه الكرنفالات المرعبة ويسمونها "كرامبوس" فى دول شرق الألب، ويحافظ عليها سكان كثير من المدن والقرى فى مختلف الأقاليم النمساوية والألمانية من سكان إقليم بافاريا، وفى التشيك والمجر وسلوفينيا، وإمارة ليختنشتاين، وكانتونات فى سويسرا، ويهتمون بها اهتماماً ملحوظاً، كما يعشقها أهل إقليم تيرول الإيطالى المجاور للنمسا.
جانب من مهرجان كرامبوس المرعب
وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، فإن ما يتداوله النمساويون، أنّ "كرامبوس هو شخصية تقليدية نصفها ماعز ونصفها شيطان"، قبيحة المظهر لدرجة الرعب، تظهر قبل الاحتفالات بأعياد الميلاد، وتتجول فى الطرقات بحثاً عن المشاغبين، سيما الأطفال، لتأنيبهم، وفيما قد يتجول "كرامبوس" فى جماعات أو بمفرده، يظهر أحياناً وهو يجرى على غير هدى خلف القديس الطيب نيكولاس "بابا نويل" الذى يقدّم للأطفال فى العيد الحلوى والهدايا، فيما "كرامبوس" يأخذ ولا يعطى.
ملابس شيطانية
من جانبها ترجع مصادر ظهور شخصيات "كرامبوس" لتقاليد سادت بين سكان الجبال قبل المسيحية ولم تندثر بعدها، باعتبارها شياطين عاقبها الخالق، ثم تطور الأمر قرناً بعد قرن، لتتحول لمجرد تقليد وتراث شعبى قد تغمره روح العصر الاستهلاكية التى أصبحت ضرورية عند التجهيزات للكرنفالات، وفى بعض الدول، ومنها دولة سلوفينيا تُحرق مجسمات تبدو على هيئة "كرامبوس" ويشعلون فيها نيراناً تقضى عليها تماماً، وكأنّهم يحرقون الشيطان وشروره.
ملابس مرعبة
وعادة ما تصنع أقنعة التنكر على هيئة "كرامبوس" يدوياً من خشب الصنوبر، وتنحت مجوفة، وقد تختلف ملامحها قليلاً من مكان لآخر، إذ يترك البعض أجزاء مرئية من الوجه لتبدو الأقنعة طبيعية ومرعبة، ويتمسك آخرون بأهمية أن تكون القرون أصلية طبيعية، كما يتزينون بأكبر عدد من الأجراس الصغيرة، ويحملون طبولاً وسياطاً من أفرع نباتية يضربون بها على الأرض، ويلوحون بها أمام ضحاياهم، مما يزيد الموقف رعباً، وهذا الأمر ولّد استياءً، فانطلقت شكاوى لوقف هذه التقاليد بدعوى قسوتها وعدم تماشيها مع أصول التربية الحديثة والعصرية.
مهرجان كرامبوس المرعب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة