خالد نصير رئيس الجمعية المصرية البريطانية للأعمال فى ندوة «اليوم السابع»: بريطانيا لديها رغبة قوية فى تأسيس شراكات مع مصر وأفريقيا.. وسنحتاج اتفاقية تجارة جديدة مع القاهرة حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى

- الخبرات الإنجليزية فى قطاعات النقل والتعليم والصحة كبيرة
- التأكيد على سير مصر فى الطريق الصحيح أهم رسائل بعثة طرق الأبواب الخامسة
- رجال الأعمال يخافون من المجهول
- نسعى للتعاون فى التعليم والصحة والنقل والمواصلات
- نادية لملوم: مصر مؤهلة لتصبح مركزا لخدمات التعليم فى المنطقة وجامعة «كومنترى» قصة نجاح فى مصر

 

تشكل الاستثمارات البريطانية فى مصر حيزا كبيرا من إجمالى الاستثمارات الأجنبية فى مصر، ومع رفع الحظر البريطانى المفروض على رحلات الطيران إلى مطار شرم الشيخ، والمرحلة الفارقة التى يقف عندها الاقتصاد البريطانى، فإن العلاقات المصرية البريطانية مرشحة لأن تشهد نقلة نوعية لرفع حجم التجارة المشتركة بين البلدين أو على مستوى الاستثمار المباشر فى التعليم والصحة والطاقة، ومجالات أخرى.

 

ومع هذه التطورات تلعب الجمعية المصرية البريطانية للأعمال دورا كبيرا، لتصبح حلقة الوصل بين الشركات المصرية ومثيلتها فى بريطانيا، عن طريق بعثة طرق الأبواب التى تستعد لمهمتها الخامسة فى الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر الجارى، خالد نصير رئيس الجمعية، ونادية لملوم، المدير التنفيذى للجمعية المصرية البريطانية للأعمال، وتشارك فيها أيضا شركة فوادافون مصر ضمن بعثة الأعمال، «اليوم السابع» أقامت ندوة للتعرف على تفاصيل هذه البعثة ومهامها.. وإلى نص الندوة:

 

 

 

 كيف تقيم الشركات البريطانية العاملة فى الأسواق المصرية الإصلاحات الاقتصادية بعد 3 أعوام من انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادى؟

خالد نصير: بداية يجب أن نوضح دور الجمعية المصرية البريطانية وهو العمل على توطيد العلاقات بين رجال الأعمال فى بريطانيا ورجال الأعمال فى القاهرة، كما أننا نحاول أن نبنى على تلك العلاقات لتحقيق المكاسب المشتركة بين الطرفين، ولذلك يسافر بشكل سنوى وفد مصرى يضم أكثر من 40 مستثمرا إلى بريطانيا، لبحث سبل التعاون الاستثمارى بين الطرفين، كما أن الوفد يعمل على تصحيح الصورة عن مصر وكيفية الاستفادة من التطور الذى تم فى مصر من إصلاحات فى شتى المجالات، كما أننا نعمل على التعريف بالفرص الاستثمارية فى مصر، كما أننا نسعى للاستفادة من التطور الذى سيحدث على إنجلترا، فيما يخص «البريسكت»، حيث إنه من المقرر أن تخرج بريطانيا من تحت عباءة الاتحاد الأوروبى، وهو ما سيغير خريطتها الاقتصادية ويدفعنا للاستفادة من ذلك، حيث إن بريطانيا ستبحث عن شركاء جدد، ونحن نسعى لأن تستغل مصر الفرصة من خلال أن تكون بوابة إنجلترا لأفريقيا، وللتوضيح أكثر نحن كجمعية نعمل كمنصة لربط فرص الاستثمار بين مصر وبريطانيا وأيضا التواصل من أجل إزالة العوائق التى قد تواجه أى مستثمر. 

 

 

أما بالنسبة لما تم فى مصر خلال الأعوام الماضية، فنحن كنا فى مرحلة أشبه بالقاتمة، وأصبحنا فى مرحلة أخرى تماما حيث تغير الوضع بشكل كبير جدا جدا.

 

كيف يمكن أن تكون مصر بوابة لإنجلترا فى فتح أسواق بأفريقيا؟ 

خالد نصير: ذلك من عدة طرق أهمها أن بريطانيا كانت ضمن شراكة مع دول الاتحاد الأوروبى، وكانت تصدر منتجاتها إلى هناك، ولكن بتكلفة مرتفعة، وبعد «البريكست» هذه الأسواق لن تكون متاحة لها، كما أن التكلفة العالية لمنتجاتها لن تسمح لها بأن تدخل السوق الأفريقى، ولكن إذا تم الإنتاج فى مصر، التكلفة ستكون أقل ما سيفتح لها فرصة كبيرة فى أفريقيا وهو ما يحقق فرصة جيدة لاستفادة الطرفين. 

 

 

 

ما هى أبرز القطاعات التى بها تبادل استثمارى مع إنجلترا؟ 

خالد نصير: حجم كبير من استثمارات إنجلترا فى مصر يأتى فى قطاع البترول والاتصالات، ومجال الخدمات المالية و الصناعات الدوائية، ونحن نحاول أن نطور لجذب مستثمرين آخرين فى قطاعات أكثر للاستفادة من المشروعات الكبرى التى تنفذها الدولة من شبكات طرق وخدمات صحية كلها قطاعات تساهم فى جذب استثمارات جديدة من إنجلترا إلى القاهرة. 

 

ما هى المجالات والقطاعات التى سيركز عليها الوفد خلال الزيارة القادمة؟ 

خالد نصير: أبرز القطاعات هذا العام هى النقل والمواصلات، والصحة، والتعليم العالى، والخدمات المالية، ونحن نحاول أن نخدم خطة الدولة للإصلاح الاقتصادى.

 

 

نادية لملوم: قطاع التعليم من أهم القطاعات التى تهم مصر، حيث سيضم الوفد عددا من رجال الأعمال الراغبين فى جذب الجامعات الإنجليزية إلى مصر، ولذلك نحن قمنا بالاتصال بعدد من مسؤولى الجامعات البريطانية لحضور سيمنار، لكى يكون هناك تواصل مباشر من أجل الاستفادة المشتركة، والوفد سيضم عددا من الوزراء وهم الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، والدكتور محمد معيط وزير المالية، والمهندس كامل الوزير وزير النقل والمواصلات.

 

 

ما هى أكثر المخاوف التى تواجه المستثمر الإنجليزى فى مصر؟ 

خالد نصير: أكثر المخاوف هى الخوف من المجهول، فنحن نحاول أن نوضح الصورة ونعرض الفرص المتاحة والمعلومات اللازمة له لتشجيعه على خوض تجربة الاستثمار فى مصر، خاصة بعد التنمية التى تشهدها مصر خلال السنوات الماضية.

 

ما تقييمك لاستئناف رحلات الطيران البريطانية مرة أخرى وهل ذلك  يؤثر فى عملية جذب الاستثمار البريطانى؟ 

خالد نصير: بالتأكيد عودة الطيران مرة أخرى تعطى رسالة طمأنينة مهمة بمدى الأمان الذى تتمتع به مصر، للمستثمر الأجنبى والإنجليزى على وجه التحديد، لأنه عندما يجد أن هناك حظر طيران فيعمل بمقولة «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح».

 

 

هل يساهم التطور الحكومى وخطة الدولة فى التحول الرقمى للجهاز الإدارى للدولة فى جذب الاستثمار الأجنبى؟ 

خالد نصير: التحول الرقمى يخدم الاستثمار ويشجع المستثمر على دخول السوق، نظرا لما سيوفره من وقت وجهد كبير فى توفير أى معلومة أو أى تصريح أو رخصة لأن عامل الوقت مؤثر فى الاستثمار، وبالتأكيد أن التحول الرقمى يساهم فى خلق بيئة استثمارية مناسبة، ونحن قمنا بعمل مؤتمر منذ شهرين ضم عددا من المستثمرين الإنجليز من أجل عرض ما تم فى خلال الفترة الماضية من تحول رقمى للجهاز الإدارى للدولة، ولنا فى ذلك مدينة بورسعيد وتلك التجربة الناجحة فى مجال التحول الرقمى. 

 

كيف يمثل البريكست نقطة استفادة لمصر؟ 

خالد نصير: يجب علينا أن نكون مستعدين جيدا لهذه الخطوة، سواء كان الخروج البريطانى من الاتحاد الأوروبى باتفاق أو بدون اتفاق، حيث إنه سيترتب عليه الكثير من التغيرات فى مجال الشراكات ولذلك يجب أن نكون من ضمن تلك الشراكات. 

 

 

ما هى الأولويات التى يحتاجها الاقتصاد المصرى فى المرحلة القادمة؟ 

خالد نصير: نحن بدأنا بالفعل فى تنفيذ الأولويات ومنها الاهتمام بالصناعة والزراعة والتعليم والخدمات المصرفية.

 

هل الشركات البريطانية لديها اهتمام بدخول السوق الأفريقية بالشراكة مع شركات مصرية أم قد تكون خطوة مؤجلة؟

خالد نصير: الشركات البريطانية لديها رغبة قوية فى تأسيس شراكات مع المصريين لدخول السوق الأفريقية فى الوقت الحالى، بدليل أن شهر يناير المقبل من المقرر أن تعقد بريطانيا مؤتمرا ضخما من أجل الاستثمار فى أفريقيا، لأنهم يبحثون عن أسواق بديلة، لأنه فى كلا الحالتين سواء تم التوصل إلى اتفاق بالخروج أو عدم الخروج بسبب «البريكست» فهناك عناصر سيتم فقدها، فلا بد له أن يبحث عن بدائل لتعويض اقتصاده، وبالنسبة لهم الشراكة مع مصر وبعض الدول الأخرى أمر مهم لدخول السوق الأفريقية.

 

كم عدد الشركات المشاركة فى بعثة هذا العام؟

نادية لملوم: حوالى 40 شركة حتى الآن.

 

بعد اتفاقية «البريكست» هل مصر فى حاجة إلى توقيع اتفاقية تجارية جديدة مع إنجلترا؟

- خالد نصير: فى حالة تطبيق «البريكست» سيكون هناك بالضرورة حاجة إلى توقيع اتفاقية تجارية جديدة، لأن الحاكم فى العلاقات التجارية بين مصر وبريطانيا حاليا هو اتفاقية الاتحاد الأوروبى، لذا فإن خروج إنجلترا من هذا الاتفاق يستوجب تعويضها باتفاقيات مباشرة مع الجانب البريطانى، وهذا الأمر جار مناقشته بين وزارتى الخارجية و التجارة مع الجانب البريطانى، علما بأن اتفاقيات الاتحاد الأوروبى كانت تضع حدودا قصوى أمام الصادرات المصرية، خاصة الصادرات الزراعية حماية مزارعى جنوب أوروبا، ولكن بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لن يكون هناك ضرورة لهذه الحماية، لذا نأمل أن تصل المناقشات الرسمية إلى أقصى حد ممكن لزيادة الصادرات المصرية إلى بريطانيا.

 

هل تتوقع أن تكون الاستثمارات فى السيارات جزءا من هذه الاتفاقيات؟

- خالد نصير: لم يعد هناك صناعة سيارات بريطانية كما كان من قبل، أغلبها أصبحت استثمارات ألمانية وأمريكية وصينية.

 

ما هى فرص التعاون المتاحة فى مجال النقل؟

-خالد نصير: الجانب البريطانى لديه خبرات كبيرة فى قطاع النقل، وشركات منتجة مثل شركة بومباردية الكندية التى تمتلك وحدة صناعية فى لندن، وهى الشركة التى ستنفذ قطار العاصمة الإدارية الجديدة، كما أن لديهم حلولا ناجحة فى قطاع النقل، وشبكاته، ومنظومته سواء البرى أو البحرى أو النهرى، هذه الخبرة من الممكن الاستفادة منها.

 

 

المشروعات القومية فى منطقة قناة السويس ستكون محورا مهما.. هل متوقع عقد مذكرات تفاهم مع الجانب البريطانى خلال هذه الزيارة؟

خالد نصير: سيشارك فى الزيارة المهندس يحيى زكى لطرح الفرص المتاحة والتعريف بالمزايا الخاصة بالمنطقة والتواصل مع المستثمرين، والتعرف على احتياجات هذه الشركات لدخول المنطقة الاقتصادية، لأننا نسوق أنفسنا، وهو ما تسعى إليه الدولة حاليا، علما بأننا نتنافس مع دول أخرى وليس مصر فقط.

 

هل هناك فرصة لنقل الاستثمار فى المجال الرياضى البريطانى إلى مصر؟

خالد نصير: هذا الحديث تختص به وزارة الشباب والرياضة.

 

ما هى توقعاتك للتدفق السياحى مع بداية العام الجديد بعد رفع الحظر المفروض على الرحلات المباشرة إلى شرم الشيخ؟

خالد نصير: هناك عدة عوامل رئيسية يتوقف عليها التدفق السياحى، أهمها وجود المنتج السياحى المناسب، وتوافر الأمن والأمان وكل هذا متوافر، الأهم أيضا وجود خطوط الطيران المختلفة وكلما تعددت خطوط الطيران، زادت الفرص والقدرة الاستيعابية لسائحين أكبر، وأتوقع عودة السائحين البريطانيين إلى مستوياتها السابقة.

 

كيف يؤثر دخول التجربة البريطانية فى تحقيق نقلة نوعية فى قطاع التعليم فى مصر؟

نادية لملوم: جامعة كومنترى واحدة من قصص النجاح التى تحققت فى مصر مؤخرا، والتى بدأت هذا العام فى استقبال الطلاب. 

 

 

خالد نصير: كان هناك حملة ممنهجة لمنع دخول الجامعات البريطانية إلى مصر، ومنع نقل التجربة البريطانية فى التعليم إلى مصر، كما أنه لن يحدث نهضة بدون تعليم، للنهوض بمستوى الموارد البشرية، فلا بد من استقدام أفضل التجارب التعليمية هناك، الجميع يبحث عن توفير أفضل الفرص التعليمية المتاحة أبنائه، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التعرف على أفضل التجارب، والدولة حاليا تشجع على استقدام أفضل التجارب التعليمية من الخارج والتعاون مع الجامعات الكبرى التى تضيف فى مجال التعليم، لذا نحن نبحث عن الفرص المتاحة لجذب الاستثمار فى مجال التعليم فى مصر، عن طريق شراكات مع مستثمرين أجانب للدخول فيه، كما أن التوسع فى الاستثمار بالتعليم من شأنه رفع القدرة الاستيعابية للمدارس والجامعات لاستقبال أعداد أكبر نظرا للزيادة المضطردة سنويا فى عدد السكان، وهو ما يحتاج إلى زيادة القدرة الاستيعابية لتحافظ على نفس نسبة الطلبة الحاصلين على تعليم أفضل.

 

 

 جذب الخبرات التعليمية يحقق منفعة مشتركة، يحسن مستوى التعليم فى مصر، وأيضا فرص تعليمية أفضل للدول المجاورة بتكلفة أقل، خاصة أن الحصول على تأشيرة الدخول إلى بريطانيا تمثل عائق أمام الكثيرين الراغبين فى التعليم البريطانى، لذا فإن دخول المستثمر البريطانى إلى مصر يمثل فرصة له لاستيعاب هذه الشريحة من الطلاب، ومن الممكن أن تتحول مصر إلى محور للتعليم الأفضل فى المنطقة كما كانت من قبل وتخرج من جامعاتها عددا كبيرا من المسؤولين فى الدول المحيطة.

 

نادية لملوم: هناك رسالة أخرى نسعى لتوصيلها إلى الجامعات البريطانية وهى أن مصر من الممكن أن تكون منطقة جذب للطلاب الأفارقة الباحثين عن فرص تعليمية أفضل بدلا من الحاجة إلى السفر إلى إنجلترا.

 

 

الجمعية تسعى أيضا إلى الترويج لمصر كمحور للخدمات الصحية فى المنطقة، وتكرار تجارب ناجحة تمت مؤخرا مثل العلاج من فيروس سى.

 

ما هى الرسائل الأساسية لهذه البعثة فى النسخة الخامسة لهذا العام بعد سنوات الإصلاح فى مصر؟ 

خالد نصير: مصر فى طريقها للتقدم، وشهدت تطورا رهيبا فى الفترة الأخيرة، ومستمرا، ولا تفقدوا فرصة الاستثمار فى مصر لأن القطار بدأ فى السير بسرعة.

 

نادية لملوم: كل الشركات المشاركة ترفع راية مصر وتتحدث عن فرص الاستثمار فى مصر.

 

هل هناك متابعة لأعمال البعثات السابقة خاصة فى القطاع المالى والبورصة؟

خالد نصير: الفترة الماضية شهدت تعاونا مثمرا بين البورصة المصرية وبورصة لندن.

نادية لملوم: الفترة الماضية تم استقبال أكثر من بعثة تعمل فى القطاع المالى ومازال التعاون قائما.

 

 

كيف سيتم الاهتمام بمحور الطروحات الحكومية الذى يعد شعار المرحلة المقبلة فى مصر؟

خالد نصير: البعثة ستضم وزير المالية ووزيرة الاستثمار والهيئة العامة لاستثمار وتسويق مصر كجهة استثمار بالبورصة أو الاستثمار المباشر.

 

هل الاستثمار فى مجال الطاقة ممثل فى هذه البعثة؟

خالد نصير : مجال الطاقة غير ممثل فى هذه البعثة، بعكس العام المضى، لأنه حقق المستهدفات المطلوبة إلى حد كبير، لإعطاء الفرصة للقطاعات الأخرى، كما أن الاستثمارات البريطانية فى قطاع الطاقة تضم إلى جانب البترول والغاز الطاقة المتجددة.