مع بدايات السينما فى مصر لم تكن الأمور كما هى الآن فيما يتعلق بالديكور والمجاميع والكومبارس وفريق عمل الفيلم، ولم يكن هناك استوديوهات، وكان يتم التعامل مع هذا الوضع ببدائل مختلفة يحيطها الكثير من الطرائف والمفارقات.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ 6 نوفمبر من عام 1956 حكى المخرج والريجيسير والمنتج قاسم وجدى ، أحد أوائل من عملوا فى السينما الذى قدم لها العديد من الوجوه الذين أصبحوا نجوما للفن، بعض ذكرياتهم عن بدايات عمل السينما المصرية قبل وبعد افتتاح استوديو مصر الذى أفتتح عام 1935 وما كان يواجهها من عوائق وكيف كان يتم التعامل مع كل التحديات لإنتاج وتصوير الأفلام.
وكان ظهور المجاميع والكومبارس أحد أهم العوائق التى واجهت السينما المصرية فى بداياتها، وقال قاسم وجدى إنه كان يلجأ لجمع العنصر النسائى من الكومبارس لفتيات شارع محمد على، وكانت كل فتاة تتقاضى ما بين 15 قرشا و25 قرشا، وتكرر ظهور هؤلاء الفتيات فى الأفلام حتى كان الجمهور يضحك عليهم لمجرد ظهورهن على الشاشة لأنه حفظ وجوههن.
وأشار وجدى إلى أنه احتاج أثناء التحضير لفيلم "الحل الوحيد" للبحث عن فتيات يصلحن للظهور فى مشهد صالون بأحد البيوت الأرستقراطية، ولم يكن مناسبا أن يستعين بفتيات شارع محمد على كما هو معتاد، فاهتدى إلى طريقة لجلب عدد من الكومبارس حين ذهب إلى النادى الروسى، فوجد هناك الأمراء والأميرات والجنرالات الذين طردتهم الثورة الروسية، وكانوا يتبعون مراسم الأتيكيت فى المعاملة، واتفق معهم على القيام بأدوار الكومبارس مقابل 50 قرشا لكل واحدة منهن فوافقن على هذا العرض، وظللن يقومن بأدوار الكومبارس فى السينما المصرية زمنا طويلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة