أنا مصرى وأبويا مصرى وابن مصر الله عليه، جدعنة المصريين ليست من فراغ، وإنما هى ترجمة حية لمواقف وأفعال تتجلى فيها شهامة المصريين، فالمعدن الأصيل كمال يقال لا يظهر إلا فى الشدائد
نهاية شهر سبتمبر الماضى، خرج "أحمد فراج" شاب من أبناء قرية كفر عمار لعمله، وأثناء سيره بالقرب من شريط السكة الحديد، شاهد طفلين بالمرحلة الابتدائية يعبران القضبان، إلا أن الخطر كان يقترب منهما، القطار كان على مسافة قريبة من الطفلين، فلم يجد أحمد فراج ، وسيلة سوى الإسراع إليهما لإنقاذهما مهما كلفه الأمر، لحظات وكان بجوارهما يدفعهما عن القضبان، إلا أنه عجز عن إنقاذ نفسه، دهسه القطار ليفارق الحياة فى الحال، ضاربا مثلا للشهامة والفداء والتضحية فى سبيل الاخرين.
"أحمد" شهيد الشهامة، غادر الحياة تاركا خلفه زوجة و 3 بنات، "ريهام" 5 سنوات، و"مكة" و"رفيدة" أصغرهن تبلغ من العمر 6 أشهر، دون عائل سوى الله، وبلا مصدر رزق ثابت يعينهن على مواجهة مصاعب الحياة، خاصة أن المنزل الذى كان يقيم به وأسرته لم يكن ملكا له، وإنما استأجره للإقامة به لحين بناء قطعة أرض صغيرة اشتراها أملا فى تشييد منزل عليها يضمه وزوجته وبناته الثلاثة.
قرر أبناء قرية كفر عمار عقب الحادث الذى راح ضحيته "أحمد" التعبير عن امتنانهم لعمله وشهامته، فأعلنوا عن دعوة للمشاركة فى بناء منزل لأسرته، وتحويل قطعة الأرض الصغيرة الخاصة به، إلى مسكن لزوجته وأطفاله، ليضرب أبناء القرية مثالا جديدا للشهامة ورد الجميل.
خلال مدة لم تزد عن شهر ونصف، كان بناء المنزل قد اكتمل، والانتهاء من جزء كبير من أعمال التشطيب، شارك أبناء القرية كل منهم بمجهوده، منهم من تبرع بمواد البناء، واخرون من العمال والصنايعية، شاركوا فى أعمال التشيد والتشطيب.
محمد زكى أحد أبناء القرية، قال لـ" اليوم السابع" أن أهالى كفر عمار قرروا رد جزء من الجميل للشهيد أحمد فراج، تقديرا لشهامته وتضحيته التى بذلها فى سبيل إنقاذ طفلين من الموت، ببناء المنزل الذى كان يطمح إليه الشهيد، خاصة أنه كان بلا وظيفة ثابتة، ويعمل بنظام الأجر اليومى.
الشهيد وبصحبته واحدة من أطفاله
أضاف "زكى" أن الأمر بدأ عقب الحادث، بإطلاق دعوة لأبناء القرية للمشاركة فى بناء المنزل، واستجاب الجميع وأسرعوا للمساهمة بالبناء وتقديم مواد البناء، حتى اكتمل تشييد المنزل، وتستعد أسرة الشهيد للإنتقال للإقامة به بعد فترة قصيرة، خاصة أن الأسرة ما زالت تقيم بمنزل مستأجر.
وأضاف "زكى" أن المساهمة فى بناء المنزل، لم تقتصر على أبناء القرية، بل شارك عدد من أبناء القرى المجاورة فى أعمال البناء، وأعلن أخرين استعدادهم للمشاركة بأى مجهود يتطلبه العمل، كما تم فتح حساب بنكى لأسرة الشهيد للراغبين فى التبرع.
المنزل من الداخل قبل تشطيبه
المنزل من الداخل قبل تشطيبه
المنزل من الداخل
بناء سقف المنزل
جانب من المنزل
جانب من بناء المنزل
جانب من تشطيب المنزل
جزء من تشطيب المنزل
خلال بناء المنزل
عمال يشاركون فى بناء المنزل
مدخل المنزل
مطبخ المنزل بعد تشطيبه
منزل الشهيد فى مراحل بنائه الأولى
منزل الشهيد قبل تشطيبه
منزل الشهيد من الداخل
منزل الشهيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة