تعقدت الأزمة السياسية فى إسبانيا بعد إجراء ثانى انتخابات فى عام 2019 لانتخاب حكومة جديدة، والتى فاز بها الحزب الاشتراكى الإسبانى برئاسة رئيس الحكومة بيدرو سانتشيز بأكبر عدد من الأصوات لكنه لم يحقق أغلبية مطلقة، وفقا لنتائج أولية جزئية، ليس هذا فحسب، بل تراجعت نسبة التأييد له مقارنة بالانتخابات السابقة.
وفاز الاشتراكيون فى الانتخابات وحصل على أكثر من 27% من الأصوات وهو ما يعادل 120 مقعدا، أى أقل بثلاثة مقاعد عن الانتخابات السابقة، بعد أن كان يطمح فى توسيع عدد نوابه فى صناديق الاقتراع للاعتماد على الحد الأدنى لتشكيل حكومة 176 مقعدا.
وكانت الهزيمة الكبرى فى تلك الانتخابات هو تراجع حزب ثيودادانوس، الذى كان فى المركز الرابع والآن تأخر إلى الخامس، بعد صعود حزب فوكس اليمينى المتطرف ليصبح القوة السياسية الثالثة فى البلاد، وحصل على 52 مقعدا ، وهو بذلك تجاوز نموه حتى استطلاعات الرأى المواتية لصالحه، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
ثلاثة سيناريوهات أمام إسبانيا لتشكيل حكومة جديدة
يبدو أن سيناريو التشرذم سوف يجبر المفاوضات على مضاعفة مجهود كل حزب على حدا لضمان حوكمة السنوات المقبلة، لكن على أرض الواقع لا توجد إشارات تمنح التفاؤل بفوز أى حزب بالأغلبية التى تمكنه من تشكيل الحكومة، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
السيناريو الأول : التحالف الكبير، وهو تحالف الحزبين الرئيسين، الاشتراكى العمالى، وحزب الشعب، وهو السيناريو الأفضل للوضع فى إسبانيا، حتى يتم حل الأزمة السياسية، خاصة فى ظل احتجاجات مطالبة استقلال كتالونيا.
أما السيناريو الثانى هو تحالف اليسار من الحزب الاشتراكى العمالى ، وحزب بوديموس، وهو لن يكون سهلا.
وتمثل السيناريو الثالث ، وهو الأكثر خطورة ، فى الدعوة لإجراء انتخابات عامة للمرة الثالثة، وهو أمر لن يكون سهلا ولكن لا توجد خيارات واقعية ولا مزيد من الوقت ولابد من عقد اتفاقات بين الأحزاب السياسية.
كانت هذه هى المرة الرابعة التى يقترع فيها الإسبان فى أربع سنوات، وسط مناخ أثقلته الأزمة فى كتالونيا وصعود اليمين المتطرف الذى يدعو إلى التشدد إزاء النزعة الانفصالية للإقليم.
وقال سانتشيز لأنصاره فى نهاية الحملة الانتخابية بمدينة برشلونة السبت الماضى : "هناك خياران فقط، إما التصويت للاشتراكيين حتى تكون لدينا حكومة، أو التصويت لأى حزب آخر لمنع إسبانيا من الحصول على حكومة تقدمية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة