«الداخلية» قضت على 992 بؤرة إرهابية
حوادث العنف تراجعت من 481 حادثا فى 2014 إلى 22 فى 2017 واختفت فى 2019
الحوادث الفردية سلاح فلول التكفيريين
لا توجد بلد لم تتجرع من كأس الإرهاب ومرارته، حيث أطل الإرهاب بوجهه القبيح على معظم البلدان، وضرب عواصم أوروبا المتقدمة، وأسقط الضحايا والأبرياء ونال من الدول ومؤسساتها.
مصر خاضت حرباً طويلة فى مواجهة الإرهاب، خلال السنوات الأخيرة الماضية، وتعرضت لهجمات إرهابية شرسة، لا سيما بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان من خلال ثورة شعبية فى 30 يونيو، حيث قررت الجماعة الإرهابية الانتقام من الدولة ومؤسسات ومن المواطنين الذين نزلوا الميادين، فانتشرت حوادث الإرهاب والتفجيرات ومحاولات اغتيال الشخصيات العامة، وسط صمود واستبسال لرجال الشرطة فى الدفاع عن هذا الوطن، حتى قدموا الشهداء والمصابين فى معركتهم مع الإرهاب.
وشهدت البلاد سلسلة من الأعمال التخريبية، كان أبرزها محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق، حيث تعرض اللواء محمد إبراهيم فى 5 سبتمبر 2013 لمحاولة اغتيال فاشلة عند مرور موكبه فى شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر بالقرب من مقر إقامته، أسفر الحادث عن إصابة 21 شخصاً، 8 من رجال الشرطة والباقى من المدنيين، وعثر على أشلاء بشرية من ضمنها رأس يعتقد أنها تخص انتحاريا، فضلاً عن محاولة اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد، حيث حاولت جماعة الإخوان اغتيال المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد، بمحيط منزله فى القاهرة الجديدة، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وتم ضبط نحو 304 أشخاص من المتورطين والمحرضين على الجريمة وقدموا للعدالة.
وحاول الإرهاب اغتيال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وفشلت جماعة الإخوان فى اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، قبل وصوله لمسجد فى 6 أكتوبر، حيث اعتاد على جمعة أداء صلاة الجمعة بمسجد فاضل، إضافة إلى إلقائه الدروس الدينية به، وهو ما دفع الإرهابيين لاستهدافه إبان دخوله المسجد، وأكد الدكتور على جمعة عقب نجاته من محاولة اغتيال أمام مسجد بـ6 أكتوبر، أنه مؤمن بالله، قائلا: «إذا مات على جمعة فإن هناك مئات من علماء الأمة على جمعة.. بل هناك آلاف وملايين يدافعون عن الحق ضد فساد البشرية والأرض»، مضيفاً: إن هذه المحاولات هى نهاية الجماعات الإرهابية التى تريد فسادا فى الأرض ولا تريد أن تستمع إلى النصيحة، قائلا: «عليهم أن يتوقفوا عن الكذب والافتراء والفساد الذى ينفذونه فى مصر من كل اتجاه»، وتابع مفتى الجمهورية السابٌق: «الله ناصرنا والآجال بيد الله ولا تتقدم نفس فى لقائها مع ربها ولا تتأخر»، ليتم بعدها القبض على الجناة.
وللآسف، اغتال الإرهابيون النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات فى 29 يونيو 2015 عن طريق سيارة مفخخة استهدفت موكبه خلال تحركه من منزله بمنطقة مصر الجديدة إلى مقر عمله بدار القضاء العالى فى وسط القاهرة، وأصيب النائب العام إثر التفجير بنزيف داخلى وشظايا وأجريت له عملية جراحية دقيقة فارق فى أعقابها الحياة فى مستشفى النزهة الدولى، وتم ضبط الجناة وقدموا للعدالة وصدرت ضدهم أحكام بالإعدام وتم تنفيذها، فيما تم استهداف مسلحى أتوبيس يقل مواطنين فى طريقهم لدير بالمنيا، مما أدى لاستشهاد عدد من المواطنين، ونجحت قوات الشرطة فى ملاحقة الجناة وتحديد مكان اختبائهم ولدى مداهمتهم تبادلوا إطلاق الرصاص مع الأمن مما أدى لمقتلهم، واستهدف انتحارى منطقة شعبية بالدرب الأحمر لتنفيذ أعمال تخريبية بعد فشله فى استهداف قوة أمنية بمحيط مسجد الاستقامة بالجيزة، إلا أن يقظة الأمن نجحت فى إحباط مخططه، وأثناء التعامل معه فجر نفسه، مما أدى لاستشهاد 3 من رجال الشرطة، وحاول إرهابيون اغتيال اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية السابق، عن طريق سيارة مفخخة استهدفت موكبه، إلا أنه نجا من الحادث، وتم تحديد هوية المتهمين والقبض عليهم، حيث كان أحدهم يرتدى باروكة للتخفى، واستهدفت جماعة الإخوان حافلة تقل عدداً من السائحين الأجانب بعبوة ناسفة أثناء تحركها فى منطقة المريوطية بالجيزة، مما أسفر عن مصرع 3 سائحين ومرشدا سياحيا مصريا وإصابة آخرين.
هذه المشاهد الفوضوية لم تتحول بسهولة لمشهد مبهج، ومشروعات اقتصادية وتنموية ضخمة، لولا وجود قيادة سياسية حكيمة بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى تعامل مع الموقف بحسم وقوة، ونجح فى القضاء على عنف الإخوان خاصة العملية الشاملة «سيناء 2018» التى كسرت عظام الإرهاب، لتبدأ عجلة التنمية.
جهود ضخمة بذلتها وزارة الداخلية فى هذا الصدد، حيث عكف قياداتها على وضع الخطط الجديدة وتطوير عمليات التدريب بشكل جيد، والاهتمام بالتسليح وخلق أجيال ذات كفاءة عالية، تتسم بالشجاعة والقدرة على التفكير واتخاذ القرارات المصيرية، وراهنوا على جيل الشباب، وكسبوا الراهن، فحموا الأرض والعرض، واستبسلوا أمام العناصر الإرهابية، ووضعوا أرواحهم فوق أيدهم لحماية شعب مصر العظيم.
وفى إطار خطة التطوير، حرصت الداخلية على تحديث الأسلحة والمركبات الخاصة بالشرطة، فظهرت لأول مرة فى تاريخ وزارة الداخلية سيارات جديدة مجهزة بغرفة احتجاز متطورة تسع 6 أفراد من المشتبه فيهم، ومزودة بأحدث الوسائل والمعدات التكنولوجية ووسائل الاتصال والربط، ومدعمة بمنظومة كاميرات متطورة CCTV و ANPR لرصد الحالة الأمنية وتوثيقها على الطرق، والمحاور الرئيسية، ولتحديد أرقام السيارات والتعرف على اللوحات المطلوب ضبطها، ومزودة بجهاز SCOUT-APP الذى يتعامل مع منظومة الكاميرات، وبه خاصية تحديد مواقع السيارات، والبرامج المخصصة لأعمال البحث الجنائى، والمجهزة بمنظومة لنقل البيانات من المركبة للحسابات الإلكترونية الموجودة بالأقسام التابعة لها لاسلكيًا، وربطها بغرفة عمليات قطاع مصلحة الأمن العام.
وحرصت الداخلية على تطويع التكنولوجيا لصالح العمل الشرطى، فتم الاعتماد على التقنيات الحديثة التى ساهمت فى التصدى للجريمة بشقيها «السياسى والجنائى»، وتم تفكيك كافة البؤر الإجرامية، واقتحام أماكن فى صعيد مصر لم تدخلها الشرطة منذ 25 يناير 2011، وضرب مسارات تجار المخدرات وضبط أطنان من المواد المخدرة.
ووقع على عاتق الداخلية عبء مواجهة الإرهاب، فرفعت الداخلية شعار «الضربات الاستباقية، ونجحت فى توجيه 13 ضربة استباقية زلزلت الإرهاب وأحبطت مخططاته، حيث تم اقتحام معسكر للإرهابيين فى قنا بمنطقة أبو تشت وقتل العناصر الإرهابية المتورطة فى اغتيال الشهيد أحمد عبدالفتاح جمعة، وتم اقتحام معسكرات للإرهابيين بالصحراء الغربية غرب الجيزة وقتل 7 إرهابيين متورطين فى استهداف أتوبيس المنيا وكنيستى طنطا والإسكندرية وإحباط استهداف الأكمنة ودور العبادة بالموتوسيكلات المفخخة، فضلاً عن اقتحام معسكر للإرهابيين فى نطاق الكيلو 11 دائرة مركز شرطة الإسماعيلية ومقتل 14 إرهابيا، واقتحام معسكر لحسم الإرهابية فى إحدى المناطق الصحراوية فى الفيوم ومقتل 8 عناصر.
واستهدفت الشرطة معسكرًا للإرهابيين بأحد الدروب الصحراوية جنوب البلاد ومقتل قيادى إخوانى و7 آخرين، وتمت مداهمة معسكر تدريبى فى منطقة ههيا بالشرقية وضبط كمية كبيرة من المتفجرات فى مزرعة بالمنطقة وضبط عدد من المتهمين باغتيال النائب العام الراحل، ومداهمة معسكر إرهابى فى منطقة جبلية جنوب أسوان وضبط عدد من المتهمين فى قضية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، ومداهمة مزرعة تم استخدامها كمعسكر لتدريب العناصر الإرهابية فى مدق الجزار القبلى بالقرب من قرية كفر داود بالمنوفية وضبط كمية كبيرة من المتفجرات وقتل عنصرين إرهابيين من المتهمين بقتل العميد عادل رجائى، ومداهمة معسكر ومزرعة شاسعة فى الدلنجات فى البحيرة مملوكة لقيادى إخوانى وتم قتل إرهابيين اثنين، وضبط كمية كبيرة من الأسلحة ومصنع لإعداد المتفجرات.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما تمت مداهمة معسكر إرهابى لتدريب العناصر الانتحارية فى منطقة عرب العوامر بأسيوط وقتل 7 إرهابيين، ومداهمة معسكر للإرهابيين على طريق «سفاجا - سوهاج» وقتل 8 إرهابيين، واقتحام معسكر للإرهابيين جنوب الجيزة وقتل 7 عناصر متطرفة، ومداهمة معسكر للإرهابيين بالظهير الصحراوى الغربى بطريق الخارجة ـ أسيوط ومقتل 13 إرهابيا.
وساهمت الضربات الاستباقية فى تراجع الحوادث الإرهابية من 481 حادثة عام 2014 إلى 22 حادثة إرهابية عام 2017، ثم تلاشت فى 2018 و2019، بعد القضاء على نحو 992 بؤرة إرهابية، وضبط المتورطين فى كافة الحوادث الإرهابية الكبرى مثل استهداف كنائس البطرسية وطنطا والإسكندرية، والمتورطين فى اغتيال النائب العام ومحاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق، والنائب العام المساعد ومدير أمن الإسكندرية الأسبق، ليعود الهدوء للبلاد، وتبدأ خطة التنمية والتطوير.
ولم يتوقف النجاح الأمنى على مكافحة الإرهاب، وإنما نجحت وزارة الداخلية فى تفكيك 205 بؤر إجرامية على مستوى الجمهورية، وضبطت 134681 لتنخفض معدلات الجريمة، وحاصرت تجار السلاح وضبطت 128749 قطعة سلاح مختلفة لتنخفض حوادث العنف، ونفذت 34,135,033 حكماً قضائياً ساهمت فى تقليص عدد الجرائم، وحاصرت أباطرة الكيف وضبطت 814 فدان زراعات نباتات مخدرة و 98 طنا من الحشيش، السبب الرئيسى فى الحوادث، مما ساهم فى هدوء الحالة الأمنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة