تقارير بشأن استهداف مدنيين ومخاوف من مذبحة جديدة وتطهير عرقى ترتكبه القوات التركية بحق الأكراد فى سوريا، حيث شن النظام التركى هجوما عسكريا على شمال شرق سوريا والذى يأتى فى اعقاب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب قوات بلاده من المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا وهو ما أعتبره الاكراد خيانة وسط التهديدات التركية المتزايدة لهم.
وفى موقف مخزى ورغم إقرارها بكارثة إنسانية محتملة، لم تصدر الأمم المتحدة حتى الآن، اى إدانة للعمليات التركية العدائية على الشمال السورى. بل ان المفاجأة أنه خلال الإفادة الصحفية اليومية لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ظهر الأربعاء، والتى تزامنت مع إنطلاق العدوان التركى على الأراضى السورية، تجاهل المسئول الأممى القضية برمتها ولم يشر إليها من قريب أو بعيد حتى بدأ الصحفيين فى توجيه الأسئلة لديه بشأن الأمر.
جاءت ردود فرحان حق، نائب المتحدث باسم الامين العام، على اسئلة الصحفييين بشأن رد الامم المتحدة على الهجومات، ليست أقل احباطا من تجاهله للأمر، إذ راح يتلو بيان قديم للامين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرس، صدر الثلاثاء، يعرب فيه عن قلقه إزاء الوضع فى سوريا، ويؤكد أن لا حل عسكرى للصراع فى سوريا. وامد على ضرورى حماية المدنيين ومملتكاتهم.
اللافت أن ستيفان دوجارك، المتحدث باسم الامين العام، قال خلال الإفادة الصحيفة الثلاثاء، وقبيل بدء العمليات التركية، ان مسئولى الأمم المتحدة للشئون الإنسانية العاملين فى سوريا يستعدون لما هو أسوأ ما يعنى وعيهم بالتداعيات الإنسانية لإقدام تركيا على مثل هذا الإعتداء
مجلس الأمن
ووسط صمت أمريكى وروسى حيال ما يجرى، طالبت أربع دول أوروبية من أعضاء مجلس الأمن؛ فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا، بعقد جلسة طارئة لمناقشة العدوان التركى فى شمال شرق سوريا. غير أن رئيس مجلس الأمن الدولى لشهر أكتوبر، سفير جنوب إفريقيا جيرى ماتيوز ماتجيلا، لم يتختلف فى رده على اسئلة الصحفيين، عن غيره من المعنيين داخل الأمم المتحدة، متوقفا عند دعوة جميع الأطراف لضبط النفس بينما المعتدى هو طرف محدد يتمثل في النظام التركى. ودعا تركيا إلى "حماية المدنيين" والتحلي "بأكبر قدر من ضبط النفس" في عملياتها العسكرية في سوريا مما يعنى موافقة لهذه العمليات غير المبررة.
وردا على سؤال بشأن عقد اجتماع طارئ لمناقشة الهجمات التركية، قال رئيس مجلس الأمن إنه لم يتلق طلب رسمى بهذا الشأن بينما بإمكانه أن يدعو لذلك بصفته رئيسا للمجلس. وتوقف ماتجيلا عند الإعراب عن أمله في أن يعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه "يعود إلى الذين يصيغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع".
وأدانت العديد من الدول الكبرى العدوان التركي على الأراضى السورية ، محذرة من العواقب وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغالبية الدول الأوروبية.
وفى بيان لها مساء اليوم، أكدت الخارجية المصرية إدانتها الكاملة للعدوان التركي على سوريا، مشددة على رفض مصر التام للاعتداءات الصارخة وغير المقبولة على سيادة دولة عربية شقيقة. كما حذرت الخارجية فى بيانها من استغلال الظروف التى تمر بها الدولة السورية للقيام بتلك التجاوزات، بشكل يتنافى مع قواعد القانون الدولي.
ودعت مصر المجتمع الدولى ممثلاً فى مجلس الأمن للتصدى لهذا التطور البالغ الخطورة والذى يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة